السودان: احتدام المعارك بين الجيش و"الدعم السريع" بدارفور والخرطوم والنيل الأبيض

ثلاث جبهات سودانية هي الفاشر بدارفور والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، وسط فرار الآلاف من الفاشر بسبب انتهاكات "الدعم السريع".

  • اشتداد المعارك بدارفور والخرطوم والنيل الأبيض.. والآلاف يفرون من الفاشر - للتدقيق جاهز
    القوات المسلحة السودانية

شهدت ثلاث جبهات في مختلف مناطق السودان مؤخّراً، هي الفاشر بدارفور والنيل الأبيض والعاصمة الخرطوم، مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني من جهة، وقوات "الدعم السريع" من جهة أخرى.

ففي الخرطوم، هاجم الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، مواقع قوات "الدعم السريع" شرق المدينة وجنوبها بعدد من الغارات.

كما شوهد تصاعد أعمدة الدخان من عدة مواقع في مناطق بحري شمالي العاصمة، والرياض، والطائف، والمنشية شرق الخرطوم، وجنوب الحزام ومحيط المدينة الرياضية جنوب العاصمة.

وفي الفاشر، أفادت مصادر محلية بوقوع اشتباكات وتبادل للقصف المدفعيّ بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، أمس الاثنين.

وأضافت المصادر أن عناصر "الدعم السريع" هاجموا مناطق في الفاشر ما أدى إلى مقتل 12 مدنياً وإصابة آخرين، بالإضافة إلى وقوع خسائر مادية في المدينة.

كذلك، أعلنت إدارة الصحة في ولاية "شمال دارفور"، أمس الاثنين، أن الاشتباكات التي شهدتها مدينة الفاشر في اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة أكثر من 80 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، فضلاً عن تضرّر المستشفيات الرئيسية الثلاثة في المدينة بدرجات متفاوتة بسبب المعارك.

وفي الوقت الذي تستمر المعارك العنيفة في الفاشر شمالي دارفور، اندلعت اشتباكات في عدد من مناطق النيل الأبيض، إذ شهدت المنطقة اشتباكات عنيفة قرب مدينة الدويم، ومنطقة نعيمة، وقرى مدينة ربك وسط الولاية.

يأتي هذا في وقت يواصل الطيران الحربي تنفيذ غارات مكثّفة على مواقع "الدعم السريع" لمنع تقدّمها، وسط تقارير عن خسائر كبيرة في الأرواح في صفوف القوات. فيما دفعت قوات "الدعم السريع" بتعزيزات كبيرة في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض.

ومع تزايد حدة القتال، يزداد تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث أشارت تقارير إلى ارتفاع أعداد الضحايا منذ اندلاع القتال في المدينة قبل نحو ثلاثة أسابيع إلى أكثر من 200 قتيل وألف جريح، فيما أجبر عشرات الآلاف على ترك منازلهم بسبب التبادل المستمر للقصف المدفعي الذي أدى إلى تدمير العديد من المستشفيات والمرافق الخدمية.

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الصحة السودانية إسقاط أطنان من الأدوية المنقذة للحياة على الفاشر بولاية شمال دارفور.

وقال بيان الوزارة أمس الاثنين إنه "تمّ إيصال 20 طناً من الأدوية المنقذة للحياة إلى ولاية شمال دارفور، عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية وبالتعاون مع القوات المسلحة السودانية وحكومة ولاية شمال دارفور عن طريق الإسقاط الجوي".

وكان الجيش السوداني أعلن في وقت سابق أنه صدّ عدّة هجمات للدعم السريع على الفاشر، وشنّ ضربات جوية على قوات الدعم حول المدينة.

ومنذ العاشر من أيار/مايو الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات متكرّرة تسبّبت في مقتل العشرات ونزوح الآلاف، وذلك على الرغم من تحذيرات دولية من أن المدينة تواجه كارثة إنسانية.

وتسعى قوات الدعم السريع للسيطرة على الفاشر بعد أن أحكمت قبضتها على معظم مناطق دارفور الأخرى.

اقرأ أيضاً: "قوات "الدعم السريع" في السودان تقصف مستشفى الفاشر.. ووزارة الصحة: جريمة حرب"

اخترنا لك