أهالي السويداء يتمسّكون بالسلم الأهلي ويطالبون الدولة السورية ببسط سلطتها

أهالي محافظة السويداء يصدرون بياناً تعليقاً على الأحداث في المحافظة، ويطالبون الحكومة السورية بتحمُّل مسؤولياتها الدستورية والقانونية الكاملة.

0:00
  • اشتباكات في حي المقوس في السويداء في سوريا
    اشتباكات في حي المقوس في السويداء في سوريا

أصدر أبناء وأهالي محافظة السويداء من مثقفيها ونخبها بياناً، اليوم الاثنين، بشأن الأحداث المستمرة هناك، وأوضحوا أنه جاء انطلاقاً من "المسؤولية الأخلاقية والوطنية ومنعاً للانزلاق نحو الفوضى والتدمير الذاتي".

وأعرب أهالي السويداء عن ألمهم مما وصفوه من مظاهر عنف وسلاح منفلت من جميع الأطراف، داعين إلى وقفة ضمير جماعية، وتغليب الحكمة على الانفعال، واللجوء إلى الدولة والقانون.

وأوضح الأهالي أنّ البديل عن هيبة الدولة هو الفوضى، محدّدين اختيارهم الأمن والسلم الأهلي على حساب أي سلاح منفلت أو مظاهر خارجة عن القانون.

ودعوا إلى "الإصغاء لصوت الحكمة، والحفاظ على نسيج المدينة وأمنها، ورفض تحويل أحيائها إلى ساحات اقتتال"، مشدّدين على أنّ  "دماء أبنائنا أغلى من أي نزاع".

مطالبة الدولة

وتوجّه أبناء وأهالي محافظة السويداء إلى الدولة، مطالبين إياها بتحمُّل مسؤولياتها الدستورية والقانونية الكاملة في حماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم، والعمل الجاد على تهدئة الأوضاع، ومحاسبة كل من يعبث بأمن المحافظة وسلامتها.

وطالبوا أيضاً بإعادة فرض سلطة الدولة بشكل كامل داخل المحافظة، من خلال دعم مؤسّساتها الأمنية والمدنية للقيام بواجباتها، وتفعيل حضورها.

ودعا أهالي محافظة السويداء إلى "فتح قنوات تواصل فعالة بين مؤسّسات الدولة ونخب المحافظة ومثقفيها، باعتبارهم شركاء أساسيين في بناء السلم الأهلي، ورافعة للوعي المجتمعي في هذه اللحظة الدقيقة".

طريق السويداء

وشدّد بيان أهالي السويداء على ضرورة ضمان أمن وسلامة الطريق الحيوي الواصل بين دمشق والمحافظة، باعتباره شرياناً اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً يغذّي المحافظة ويصلها ببقية أنحاء البلاد.

وقالوا إنّ "استقرار هذا الطريق يُعد أولوية لا تحتمل التأخير، لما له من أثر مباشر على الحياة اليومية للناس".

وختم أبناء وأهالي محافظة السويداء بيانهم باعتباره "دعوة صادقة وملحّة إلى وقف نزيف العبث، والعودة إلى جادة العقل، وتحمّل المسؤوليات بوعي وشفافية".

الرئاسة الروحية: طالبنا بوقف إطلاق النار

من جهتها، أكّدت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز مطالبتها منذ البداية بوقف إطلاق النار والتهدئة، مشيرةً إلى أنّها "لم ترغب بسفك الدماء".

وجدّدت مطالبتها بوقف إطلاق النار الفوري ووقف سفك الدماء واستباحة القرى والأرزاق، قائلين إنّ "أيادي الصلح لا تزال ممدودة لمداواة الجراح".

ورفضت القبول بأي "فصائل تكفيرية أو منفلتة خارجة عن القانون"، متمسّكة "بالقانون وسيادة الدولة النظامية القانونية، والسلم والتفاهم السلمي والدبلوماسية وبكل الحلول التي تحفظ الحقوق والكرامة".

وذكّرت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز بأنها لم تمانع تنظيم المحافظة وترتيب أسسها وشرطتها من أبنائها ومن الشرفاء، معتبرةً أنّ "الحكومة المؤقّتة في دمشق" توافقها في ذلك و"لن تنقطع علاقتنا التوافقية معهم".

وتتواصل الاشتباكات في السويداء وريفها بين مقاتلين من الطائفة الدرزية وعشائر بدوية ما أدّى إلى سقوط 89 قتيلاً بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

اقرا أيضاً: الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا: ندين الانتهاكات التي يتعرّض لها أهل السويداء

اخترنا لك