بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي ... وكاميرون يقرر الاستقالة

بريطانيا خارج الإتحاد الأوروبي بنسبة 52% لمعسكر الخروج مقابل 48% لمعسكر البقاء، وردود فعل دولية ومحلية بريطانية على نتائج الإستفتاء. وكاميرون يبلغ ملكة بريطانيا قرار الاستقالة.

تقارب كبير بين معسكري البقاء والخروج (أ ف ب)
بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي. نحو 52 بالمئة من البريطانيين صوتوا للخروج مقابل 48 بالمئة صوتوا لمصلحة البقاء داخله، وفق ما أفادت به الإحصائيات الرسمية البريطانية.

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه سيستقيل من منصبه بحلول أكتوبر/تشرين الأول، بعد نتائج الاستفتاء في بلاده التي اظهرت فوز مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي.

وأشار كاميرون إلى أنه أبلغ ملكة بريطانيا قرار الاستقالة.

وقال كاميرون للصحافيين أمام مقر إقامته في داونينغ ستريت إنه لا يعتقد أنه سيكون من الملائم له أن يمسك بدفة قيادة البلاد إلى وجهتها المقبلة.

ورأى أن رئيس حكومة آخر يجب أن يجري مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

من جانبه، قال وزير الخارجية فيليب هاموند إن رئيس الوزراء البريطاني سينفذ قرار الشعب، ووصف نتائج الاستفتاء بالصادمة والمخيبة للآمال.

ورأى هاموند أن تحديات اقتصادية كبيرة جداً ستواجه البلاد.

من جهته شدد زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين، على وجوب العمل لتعزيز العلاقة مع أوروبا بعد نتائج الاستفتاء، وقال إن الوقت قد حان لتنظيم كيفية ترك الاتحاد الأوروبي.

في المقابل عبر زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايجل فاراج عن ارتياحه لنتيجة الاستفتاء، مشيراً إلى أنها ستسقط ما وصفه بالمشروع الفاشل، وتدفع باتجاه أوروبا مكونة من دول سيادية، مضيفاً إن الاتحاد الاوروبي يحتضر.


ردود فعل دولية

وتوالت المواقف على خروج بلد أوروبي كبير من الإتحاد الذي تشكل رسمياً في العام 1992، وضمّ 27 دولة.

وعقّب نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على نتائج الإستفتاء بعبارة "إنه يوم مشؤوم لأوروبا"، بينما رآها وزير الخارجية البولندي "أنباء سيئة لأوروبا وبولندا".

أما فرنسا فقالت على لسان رئيسها فرنسوا أولاند إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "يعني وضع الاتحاد أمام خيارات صعبة من بينها مواجهة التيارات اليمينية المتطرفة في القارة الأوروبية".

من جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يحترم قرار البريطانيين بالخروج من الاتّحاد الأوروبي، وشدد في بيان له على أن العلاقات مستمرّة بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي السياق نفسه، علّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نتائج الإستفتاء البريطاني، وقال إن انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي سيكون له نتائج على روسيا. 

ورأى بوتين إن القرار البريطاني "يعكس عدم رضا عن البيروقراطية الاوروبية"، مشيراً إلى أن الأسواق العالمية لن تشهد كارثة بموجب نتائج الاستفتاء البريطاني.


وإثر هذا الإعلان هبط الجنيه الاسترليني إلى أكثر من 10 بالمئة، وهو أدنى مستوى له في خلال 31 عاماً. 

وسيتخذ بنك انكلترا كل الخطوات الضرورية للمحافظة على الاستقرار المالي والنقدي، بحسب مراسل الميادين.

من ناحيته، رأى رئيس اتحاد المصدرين في المانيا أن نتيجة الاستفتاء البريطاني "كارثية لبريطانيا وأوروبا وخصوصاً الاقتصاد الألماني".
ومن جملة ردود الفعل الأوروبية على نتائج هذا الاستفتاء، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن الإتحاد كان يتحضر لهذا السيناريو الأسوأ جازماً أنه "لن يكون هناك فراغاً قانونياً"، مؤكداً أن الإتحاد الأوروبي متسمك بوحدة دوله. 

وبرزت دعوات داخل دول أوروبية أخرى لتحذو حذو بريطانيا.

فقد دعا الزعيم الهولندي المعارض للهجرة خيرت فيلدرز إلى استفتاء في بلاده على عضوية الاتحاد الاوروبي. أما حزب الشين فين الايرلندي فدعا إلى استفتاء على توحيد البلاد بعد تقدم معسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد.
وكذلك زعيم حزب رابطة الشمال اليميني في ايطاليا ماتيو سالفيني الذي أشاد ببريطانيا وطالب بأن تكون بلاده هي التالية.

وتوقع رئيس البرلمان الاوروبي أن تبدأ المفاوضات سريعاً حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

وبحسب معاهدة لشبونة فإن أمام بريطانيا سنتين لاستكمال خروجها بشكل نهائي، فبعد موافقة البرلمان على نتائج الاستفتاء لتصبح سارية المفعول تبدأ مرحلة التفاوض مع بروكسل لترتيب إجراءات الخروج وفض الاتفاقات.

اخترنا لك