النفايات في لبنان والقطب المخفية.. ما قصة شركات النفط؟
تعود قضية النفايات مجدداً إلى واجهة الأحداث في لبنان ولكن من بوابة دور شركات النفط هذه المرة. أي قطب مخفية وراء ما يحدث؟ الميادين نت تحدثت إلى أطراف ضالعين بالأزمة في بلد عجزت سلطاته عن معالجة ملف يعتبر من البديهيات في أكثر دول العالم فقراً، فكيف ببلد يروّج لنفسه على أنه بلد سياحي؟
مدري أيهما اهون على الأنف ريحة الحاكمين ام ريحة مكب برج حمود؟اكيد الأخير
— Zahia Hajja (@zahiakhajjar) August 24, 2016
حزب الكتائب: من يتهمنا هو موضع اتهام
ويضيف أنه في ظل غياب دراسة تفصيلية من قبل جهة دولية موثوقة "ليس من المقبول أن تكون دراسة هكذا مشروع صادرة عن ممثلين لطبقة الفساد الحاكمة في لبنان". ويعتبر الصايغ أن ما جرى من قبل الحكومة هو عملية ابتزاز لأهالي منطقة برج حمود، تقضي بمعالجة جبل النفايات في المنطقة مقابل القبول بالطمر، نافياً بشكل قاطع ما ورد في صحف محلية عن رفض رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل فتح مطمر في منطقة الجديدة. ويرى الصايغ أنّ كل المسؤولين في منطقة المتن لا يحبّذون امتداد الطمر إلى منطقة الجديدة. وعمّا قيل حول تمويل بعض شركات النفط لحملة حزب الكتائب الإعلامية ضد المشروع الحكومي لمنطقة برج حمود، يعلّق الصايغ "أنّ من يتهموننا في الحقيقة هم في موضع الإتهام.. هؤلاء يعرفون جيداً ما هي كارتيلات النفط وكارتيلات النفايات، وننصحهم بعدم فتح هذه الملفات نهائياً". ويلفت الصايغ إلى أنّ الكثير من أصحاب الأعمال والمصالح الحيوية في برج حمود، بعضهم يعمل بالشأن الإعلامي أو يدير وسائل إعلامية، يتواصل مع حزب الكتائب ويضعون أنفسهم وإمكانياتهم بتصرف قيادة الحزب من أجل مواجهة الخطة الحكومية. وفي سؤال عن سبب عزوف حزب الكتائب عن المشاركة في الحراك الشعبي الذي انفجر منذ عام إثر أزمة النفايات ولماذا يتحرك اليوم، يجيب الصايغ أنّ "الحزب كان على تواصلٍ دائمٍ مع ناشطي الحراك المدني أيام الحراك". ويتابع "موقف حزب الكتائب وقتها كان ضعيفاً لجهة مشاركته في الحكومة مع قراره محاولة إصلاح الأوضاع من الداخل. أما اليوم، وبعد تخلّي الكتائب عن وزاراته كليّاً، فقد اكتسب مصداقية وحضّر نفسه إلى مثل هذه المعارك بعد تيقّنه من عجز الحكومة عن حل القضايا الملحة".
اجتماع أمام #مكب_برج_حمود بدعوة من مصلحة البيئة في الكتائب واتفاق على إنشاء لجنة طوارىء@kataeb_Ar https://t.co/bG4y7VyRnM
— National News Agency (@NNALeb) August 26, 2016
ما علاقة شركات النفط؟
وكانت الجهات المعنية في الدولة اللبنانية قد طلبت من شركات النفط تنظيم الأنابيب الممدودة في البحر عشوائياً، وتجميعها في مكان واحد. وبعد الشكوى التي رُفعت ضد الدولة، ظهر أنّ هذه الشركات متضررة من الخطة الحكومية، خصوصاً في شقها المتعلق بردم البحر مقابل الجديدة ـ البوشرية. (القريبة من المطمر). ورداً على رفض حزب الكتائب للخطة الحكومية، قال شهيّب إنّ وزراء الكتائب كانوا في الجلسة التي أُقرّت فيها الخطة، وأضاف "إذا كان كلام الجميّل والعمل الذي يتم على الأرض سيفيده بانتخابات المتن المقبلة، ندعمه، أما إذا كان عكس ذلك فسنتكلم بموضوع البيئة ونفتح جميع الملفات".
على الهامش، بإغلاق مكبّ برج حمّود، ستعود النّفايات إلى الطرقات غداً الخميس، لمن يهمه الامر، ازمة النّفايات عادت. #Lebanon
— Ahmad M. Yassine (@Lobnene_Blog) August 24, 2016
المؤقت.. دائماً
يذكر أن لبنان شهد أزمة نفايات منذ شهر تموز يوليو 2015 نتجت من اقفال مطمر الناعمة (جنوب بيروت)، والذي كانت تنقل اليه نفايات العاصمة وبعض ضواحيها. ودفعت هذه الأزمة عشرات الآلاف من اللبنانيين من مختلف التوجهات والطوائف للنزول الى الشارع بشكل غير مسبوق بعدما تكدست النفايات في الاحياء السكنية وعلى جوانب الطرق بشكل عشوائي. وليس أدل على عجز الدولة عن إيجاد حل لملف النفايات إلا القرار الغريب الصادر عن السلطات اللبنانية أواخر العام ٢٠١٥ بنقل النفايات، الى خارج البلاد في حل لأزمة بيئية واجتماعية استمرت سبعة أشهر. هذا العجز تجلى في ملف مطمر الناعمة، الذي كان يتضرر منه سكان القرى المجاورة، بعدما أغلق وأعيد فتحه منذ إنشائه 6 مرات. وفي كل مرة، كانت الدولة تتعهد بإغلاقه نهائيا، إلا أن هذا الأمر لم يحصل إلا هذا العام. وعلى مدى أعوام مديدة عجزت الدولة عن إيجاد حل لمشكلة النفايات، أو قد يكون الأصح القول إنها لم تبد اهتماما جدياً، ما جعل المؤقت دائماً.
بين الحراك المدني والحزبي حول #مكب_برج_حمود وموقف الحكومة يبقى المواطن اللبناني الضحية الأولى والحلقة الاضعف
— اميل العليه (@emileelliye) August 25, 2016
المقارنة بين سعر النفايات في لبنان والخارج
(من أجواء الحراك الشبابي واحتجاجات المجتمع المدني العام الماضي)
فضيحة الشركة الهولندية
إلا أن قنصل سيراليون في لبنان، نفى حينها منح الشركة الهولندية مثل هذه الموافقة (التفاصيل نشرتها الميادين نت وقتها)، وأصدر بياناً يشير إلى أنه تلقى اتصالاً من رئيس جمهورية سيراليون أرنست باي كوروما، لإعلام الجهات المسؤولة في الدولة اللبنانية والرأي العام أن الخبر الذي نشر في بعض الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عن موافقة مبدئية من دولة سيراليون بموجب خطاب من الرئيس والحكومة السيراليونية بقبول استيراد النفايات اللبنانية على أراضيها من قبل الشركة الهولندية، هو خبر عار من الصحة ولا أساس له. تسريب خبر موافقة سيراليون ونفيها لاحقاً، أديا إلى انسحاب الشركة.
(من المشاركات الشعبية العام الماضي على خلفية أزمة النفايات)