إسرائيل قرأت الرسالة: سلاح كاسر للتوازن بيد حزب الله
الإعلان عن حصول حزب الله على صاروخ "فاتح" المتطور ليس عابراً، هو رسالة انشغل الجانب الإسرائيلي بفك شيفرتها، فاعتبرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" سلاحاً كاسراً للتوازن في وقت لاحظت تغييراً طرأ على سلوك حزب الله في جنوب لبنان ورأت أن المقاومة باتت تتبنى سياسة ردّ قاسية تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة وأنّ هناك خطراً من أن يتطور الأمر إلى "حرب لبنان الثالثة".
وحذرت من أنه "إذا نجحت إيران فعلاً في ان تنقل مثل هذه الصواريخ إلى حزب الله، فهذا يشكل تطوراً سلبياً من وجهة نظر إسرائيل". تطور قد يجد تعبيراً له في المواجهة المقبلة، إذا حصلت، بحسب الصحيفة. اللافت أن إشارة الصحيفة إلى موضوع "فاتح" جاء في سياق عرضها للتطورات على جبهة لبنان. إذ لاحظت تغييرا طرأ في الآونة الأخيرة على سلوك حزب الله في جنوب لبنان وفي "مناطق احتكاك أُخرى"، الأمر الذي اعتبرت أنه يفرض على إسرائيل مزيدا من الإهتمام. وأوضحت أن "حزب الله قد تبنى سياسة ردّ قاسية تجاه إسرائيل في الآونة الأخيرة"، وأن "كلّ ما يعتبره السيد حسن نصرالله مسّاً إسرائيليا لهدف تابع لحزب الله أو بالأراضي اللبنانية يُقابل فوراً برد انتقامي عنيف من جانبه، سواء كان الأمر يتعلق بعملية اسرائيلية لمنع الحزب من التزود بسلاح كاسر للتوازن، أو بمواجهة في منطقة مزارع شبعا".
وأكدت أن "الخطر الذي تنطوي عليه هذه السياسة الجديدة من جانب حزب الله هو أن كل حادث صغير من شأنه أن يخرج سريعاً عن السيطرة وأنّ يتطور الى "حرب لبنان الثالثة"، من دون أن يرغب أحد الطرفين بذلك. ومثل هذا الوضع يتطلب استعداداً واستنفارا كاملين في المنطقة الشمالية المتفجرة".هذا الاستعداد سرعان ما تجسد في جانب منه، إذ نصب جيش الاحتلال قبة حديدية جديدة في منطقة حيفا بناء على توصيات الجبهة الشمالية الحربية.
السؤال اللغز
ويرى أنه على رغم من أن المقاومة تعتمد على عنصر المفاجأة في صراعها ضد إسرائيل، وهو عنصر تجلى في حرب تموز 2006 في استعمالها صواريخ أرض بحر وغيرها، إلا أن الإعلان عن امتلاك "فاتح" يأتي في سياق تعزيز الردع، خصوصا أن حزب الله سبق أن أعلن انه يستطيع أن يصيب أي نقطة في إسرائيل بصواريخ قادرة على إحداث ضرر كبير. ويتابع "إذا اضفنا فاتح الى الصواريخ التي بحوزة المقاومة، فإن هذا الأمر يجعل إسرائيل تفكر عشرات المرات قبل الإقدام على أي مغامرة في لبنان وأن تعيد حساباتها". ويذكر جابر بأن إسرائيل تقوم منذ عام 2006 باجراء مناورات دورية لدراسة إعادة اعتبارها وتحضيراً لأي عملية عسكرية ضد لبنان، والأمر الذي يردعها بصورة أساسية هو الصواريخ، لا سيما وأن المنظومة المضادة للصواريخ التي تمتلكها لا تستطيع حتى الساعة أن تحميها بأكثر من نسبة 30 بالمئة في أحسن الأحوال، وبمنطق الحسابات فإن هذا الأمر يعني أن من أصل 10 آلاف صاروخ تستهدفها، سيسقط على إسرائيل سبعة آلاف منها وستصيب أهدافها. والسؤال اللغز الذي ستنشغل فيه إسرائيل بعد هذا الإعلان هو عدد الصواريخ التي بات يمتلكها حزب الله من جيل فاتح؟ وبرأي جابر فإن هذا الأمر سيشكل تحدياً إضافيا للاستخبارات الإسرائيلية المشغولة اصلاً بمحاولة معرفة ما إذا كان بحوزة حزب الله صوارخ أرض جو، والتي لا ليس لديها أكثر من تقديرات بخصوص ترسانته الصاروخية، ولا تعلم بدقة عددها ولا أمكنة تخزينها.