مسيحيو العراق: بين التهميش السياسي وعدم الاستقرار الأمني... قرار بالمغادرة

بالأمس عمليات تهجير على أساس القومية والدين. واليوم تهميش في مفاصل القرار في سابقة يعدها البعض بمثابة كسب رهان لإفراغ البلد من مكوناته. هذا هو واقع المسيحيين في العراق الذين تؤكد الأرقام تناقص أعدادهم من مليون و800 ألف خلال الغزو الأميركي عام 2003 إلى ما يقارب نصف مليون نسمة اليوم.

سبعة مسيحيين يغادرون العراق يومياً
صدمة جديدة يتلقاها الشارع المسيحي في إقليم كردستان. فغياب من يمثله في مفوضية الانتخابات والاستفتاء التي سيمهد لضم سهل نينوى ذي الغالبية المسيحية إلى الإقليم الكردي أوجدا حالة إحباط ويأس رافقا تظاهرة شارك فيها من بقي منهم في العراق.

تؤكد سوزان يوحنا الناشطة في منظمات المجتمع المدني أن المسيحيين لم يحصلوا على أبسط حقوقهم كمكونات وليس أقليات، "لأننا مكون أصيل في هذا البلد حتى ممثلينا لم يتمكنوا من الدخول ضمن المفوضية لأن سيطرة الاحزاب الكبيرة حتى على تمثيل أعضاء البرلمان في المفوضية وهذه الأسباب كلها تؤدي إلى الهجرة والخروج من العراق".  

من جهته يرى نينو سركون، أحد المواطنين المسيحيين "أن سياسة الإقليم وأحزاب السلطة الكبيرة تفرض على الأقليات شروطاً صعب على الانسان أن يعيش خلالها لذلك الخارج يوفر لنا أماناً وحقوقاً أكثر".  

التهميش السياسي والأوضاع الأمنية غير المستقرة. أسباب تقول الإحصائيات الرسمية إنها دفعت المسيحيين إلى مغادرة العراق بمعدل سبعة أشخاص يومياً منذ الغزو الأميركي عام 2003 حتى الآن.

واقع يوجزه خالد جمال مدير شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف في حكومة اقليم كردستان العراق قائلاً "إن هناك ما لا يقل عن ست إلى سبعة عوائل مسيحية يومياً تهاجر إلى خارج العراق" موضحاً أن هناك "إحصائيات تشير الى تناقص عدد المسيحيين من مليون و٨٠٠ ألف عام 2003 إلى أقل من نصف مليون حالياً في هذه الظروف".

لا بديل عن تعديل النصوص الدستورية والقوانين التي تهمش حقوق المكونات. حلول وإن كانت محدودة علها تفتح نافذة أمام مرحلة يحاول فيها المسيحيون تثبيت حكم ذاتي في مناطقهم يضمن لهم مشاركة أوسع في مفاصل الحكم وفق رؤيتهم.

اخترنا لك