11 شركة طيران أجنبية تستأنف رحلاتها إلى سوريا وسط تحديات أمنية وبنيوية
11 شركة طيران أجنبية تعلن عن تسيير رحلات إلى سوريا هذا الشهر، مقارنة بثلاث شركات فقط قبل عام، في ظل تخفيف العقوبات، بينما تظل مشكلات البنية التحتية والمخاطر الأمنية عائقاً أمام تعافي القطاع، بحسب "رويترز".
-
عدد الرحلات المنتظمة إلى سوريا في تموز/يوليو الحالي يعادل 58% من مستواه في تموز/يوليو 2010
صرّح مسؤولون في قطاع الطيران، لوكالة "رويترز"، بأنّ "سوء البنية التحتية واستمرار الصراع في الشرق الأوسط والغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة، تعيق عودة المزيد من شركات الطيران إلى سوريا"، ما "يعرقل مساعي إنعاش الاقتصاد الذي أنهكته الحرب التي استمرت لنحو 14 عاماً".
وفي التفاصيل، ذكرت الوكالة أنّ 11 شركة طيران أجنبية من المرتقب أن تسيّر رحلات إلى سوريا هذا الشهر، مقابل 3 فقط في الفترة ذاتها من العام الماضي، بعد تخفيف العقوبات، في إثر سقوط النظام السابق في كانون الأول/ديسمبر 2024.
وتشمل هذه الشركات طيران الإمارات، كبرى شركات النقل الجوي الدولية، إضافة إلى أول شركتين أوروبيتين تسيران رحلات إلى سوريا منذ عام 2011، وهما "دان إير" الرومانية و"إير مديترينيان" اليونانية.
في المقابل، اضطرت شركات مثل الملكية الأردنية، "وفلاي دبي"، والخطوط الجوية التركية، والخطوط الجوية القطرية إلى إلغاء عدد من رحلاتها الشهر الماضي، في ظل إغلاق متكرر للمجال الجوي في المنطقة بسبب تبادل الهجمات بين "إسرائيل" وإيران.
وتواجه سوريا أيضاً تهديدات مباشرة، إذ شنت "إسرائيل" هجمات على قوات تابعة للحكومة السورية جنوبي غربي البلاد لليوم الثاني على التوالي أمس الثلاثاء، متعهدةً "بجعل المنطقة منزوعة السلاح لحماية الأقلية الدرزية"، وفق "رويترز".
قلق من البنية التحتية لقطاع الطيران
وبالتوازي مع ذلك، لا تزال شركات الطيران تُبدي قلقها من حالة البنية التحتية لقطاع الطيران وطريقة إدارته في سوريا.
وصرح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) بأنّ "ثمة حاجة لتقدم في الرقابة التنظيمية، والاستثمار في البنية التحتية، والامتثال للمعايير الدولية للسلامة والتشغيل".
وفي السياق، أشار مسؤولون في مطار دمشق والهيئة العامة للطيران المدني إلى زيارة ممثلين عن شركات كبرى، بينها "لوفتهانزا" و"إير فرانس كيه.إل.إم"، المطار لتقييم أوضاعه، لكن الشركتين أوضحتا لـ"رويترز" أنّهما "غير مهتمتين حالياً باستئناف رحلاتهما إلى سوريا".
وكانت "دان إير" قد بدأت الشهر الماضي تسيير رحلة من بوخارست إلى دمشق، وقال رئيسها التنفيذي مات إيان ديفيد إنّ "التعقيدات اللوجستية والتنظيمية كانت العائق الأكبر"، مضيفاً أنّ "تخفيف العقوبات سيسهم في تسهيل الوصول إلى سوريا".
من جهتها، استأنفت طيران الإمارات في نهاية أيار/مايو تسيير رحلاتها عبر الأجواء السورية لأول مرة منذ اندلاع الحرب، ما وفر ساعة من زمن الرحلة بين دبي وبيروت.
رغم ذلك، لا تزال دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة توصي شركاتها بتجنب الطيران فوق الأجواء السورية، فيما تؤكد وكالة سلامة الطيران الأوروبية وجود خطر من الاستهداف، سواء المتعمد أو نتيجة خطأ في التعرف على الطائرات المدنية.
وأعلنت هيئة الطيران المدني السورية عن إعادة فتح المجال الجوي بالكامل في 24 حزيران/يونيو، رغم أنّ مدرجي مطار دمشق تعرضا للقصف وتمت إعادة إصلاحهما، في حين تعرض المطار للنهب خلال الفوضى التي رافقت سقوط النظام السابق.
وذكر علاء صلال، مدير العلاقات العامة في الهيئة، أنّ شركات الطيران تراجع حالياً إجراءات الأمن والبنية التحتية في المطار، مشيراً إلى أن البنية كانت متهالكة، والمعدات قديمة أو مفقودة، في ظل غياب أجهزة الرادار، ما دفع سوريا للاعتماد على الرادارات اللبنانية والتركية.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، صرّح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني بأنّ سوريا، "تسعى لبناء مطارات جديدة في دمشق، وحلب، ووسط البلاد"، لكن ذلك "سيتطلب وقتاً وتمويلاً قد لا تقدر الدولة المنهكة على توفيره بمفردها".
شركات جديدة تدخل السوق السورية
وفي الإطار، ذكرت "رويترز" أنّ معظم شركات الطيران التي خدمت في سوريا خلال سنوات الحرب، وغالبيتها إيرانية وعراقية، قد توقفت عن العمل هناك.
لكن في المقابل، سارعت الناقلتان الوطنيتان لقطر وتركيا – وهما من داعمي الفصائل المسلحة سابقاً – إلى استئناف رحلاتهما في كانون الثاني/يناير، عقب تسلم أحمد الشرع زمام السلطة.
وقالت وزارة النقل التركية إنّ أنقرة، بوصفها حليفاً وثيقاً للحكومة الجديدة، تدعم جهود تطوير المطارات السورية.
من جهتها، أشارت طيران الإمارات، التي تعيد إطلاق رحلاتها إلى دمشق بدءاً من اليوم الأربعاء لأول مرة منذ 2012، إلى أنّ تلك الرحلات ستعزز العلاقات مع الإمارات وتساعد سوريا في جذب الاستثمارات.
وعبرت شركة طيران "أديل" السعودية منخفضة التكلفة عن نيتها بدء تسيير رحلات قريباً إلى سوريا، لتنضم إلى شركة "طيران ناس" السعودية.
ومن الشركات التي كانت تعمل هناك ولم تستأنف نشاطها حتى الآن: "إيروفلوت" الروسية، "إير فرانس"، "الخطوط الجوية النمسوية" التابعة للوفتهانزا، "لوت" البولندية، "الخطوط الجوية الأيبيرية"، "إيتا" الإيطالية، "الخطوط الجوية التشيكية"، و"خطوط جنوب الصين الجوية".
ورغم الزيادة الأخيرة في عدد الرحلات، تبقى حركة الطيران أقل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب. وتشير بيانات شركة "سيريوم" لتحليلات الطيران إلى أنّ عدد الرحلات المنتظمة في تموز/يوليو الحالي يعادل 58% من مستواه في تموز/يوليو 2010.
وأكّد الاتحاد الدولي للنقل الجوي أنّ تخفيف العقوبات أتاح فرصاً لتحسين الحصول على قطع غيار الطائرات، وخدمات الصيانة، وبعض المعاملات التجارية، إلاّ أنّ قيود التأشيرات المفروضة على السوريين لا تزال تقيد حركة السفر ونمو السوق.