"يوم التروية".. نحو مليون ونصف مسلم يبدأون مناسك الحج
الحجاج يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، وسط استعدادات أمنية وتنظيمية، قبيل الوقوف بعرفة يوم الخميس.
-
المسلمون يبدأون مناسك الحج
إيذاناً بانطلاق أول أيام مناسك الحج، توافد نحو مليون ونصف مسلم إلى مدينة مكة المكرمة، وسط درجات حرارة مرتفعة وإجراءات مشددة ضد الحجاج غير النظاميين.
وشهد موسم الحج هذا العام تعزيزاً في الإجراءات الوقائية من الحرّ، بعد تسجيل 1301 حالة وفاة في موسم العام الماضي، حيث بلغت درجات الحرارة آنذاك 51.8 درجة مئوية، بحسب ما أعلنته السلطات السعودية.
وتجاوزت الحرارة هذا الأسبوع 40 درجة مئوية، في وقت تخطى فيه عدد الحجاج الوافدين إلى المملكة 1.4 مليون شخص، وفق الأرقام الرسمية.
"مناسك الحج فرضها الله لتحقيق مقصد عظيم، فهي تجمع المسلمين ليتوحّدوا فكراً، وآمالاً، وآلاماً."
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 4, 2025
الباحث في الشؤون الإنسانية والإسلامية، الشيخ أحمد بن علي الحارثي #الميادين pic.twitter.com/VDTTytSV99
"يوم التروية"
ويواصل ضيوف الرحمن التوافد إلى مشعر مِنى لقضاء "يوم التروية"، وفق ما أفادت به قناة "الإخبارية" السعودية، التي أشارت إلى أن "جميع المنافذ مؤمّنة".
ويُقال إن "يوم التروية" سمي بذلك لأن الحجاج يروون فيه أنفسهم بالإيمان والتقوى، استعداداً للوقوف في صعيد عرفات، الركن الأعظم من أركان الحج، المقرر يوم الخميس، التاسع من ذي الحجة.
وشددت وزارة الداخلية السعودية، في بيان نقلته القناة، على "منع رفع الأعلام السياسية والمذهبية والهتافات بجميع أشكالها في المشاعر المقدسة".
وفي مستهل مناسك الحج، توجه الحجاج في اليوم الأول وهم يرتدون ملابس الإحرام البيضاء إلى مكة المكرمة، لأداء طواف القدوم، الذي يشمل الطواف 7 مرات حول الكعبة المشرّفة في باحة المسجد الحرام.
وقد وصل الحجاج في حافلات إلى مشعر منى بعد ظهر الثلاثاء، حيث كان في استقبالهم المنظمون بالقهوة والتمر، في تقليد يعكس طابع الضيافة المتوارثة في استقبال ضيوف الرحمن.
من جهتها أيضاً، عززت السلطات السعودية وحدات التبريد في الحرم، لتأمين الأجواء المناسبة للحجاج خلال أداء شعائرهم، لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة.
ولأجل هذا السبب أيضاً، جنّدت أكثر من 250 ألف موظف، وجرى التنسيق بين أكثر من 40 جهة حكومية، وفق ما أفاد به وزير الحج توفيق الربيعة الأسبوع الماضي، كما أنّ من بين الإجراءات، زيادة المساحات المظللة بـ50 ألف متر مربع، وانتشار الآلاف من الطواقم الطبية، وتوفير أكثر من 400 وحدة تبريد.
كيف يمكن الاستفادة من موسم الحج لتسليط الضوء على قضايا الأمة العادلة، وخاصة القضية الفلسطينية و #غزة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 31, 2025
المتحدث باسم دار إفتاء أهل السنة، الشيخ عامر البياتي، لـ #الميادين #فلسطين pic.twitter.com/DWWgjCKWtO
تقنيات حديثة
تُعدّ منظومة التبريد داخل الحرم المكي الأكبر من نوعها على مستوى العالم، حيث يُنقّى هواء التكييف في المسجد الحرام 9 مرات يومياً، بحسب ما أورد التلفزيون الرسمي السعودي. كما أقامت السلطات ممرات مبرّدة للمشاة، من بينها مسار حديث بطول 4 كيلومترات يربط بين مكة وجبل عرفات، لتخفيف وطأة الحرّ على الحجاج خلال تنقلاتهم.
وفي إطار مواكبة التطورات التقنية، لجأت الجهات المعنية هذا العام إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة تدفّق الحشود، وتحليل البيانات والصور الواردة من طائرات مسيّرة، في محاولة لتعزيز الإدارة الميدانية والتنظيم اللوجستي لشعائر الحج.
وكانت معظم حالات الوفاة التي سُجّلت خلال موسم الحج الماضي من بين الحجاج غير النظاميين، الذين حُرموا من الخيام المكيّفة ووسائل النقل المبرّدة، في ظل درجات حرارة تجاوزت 50 درجة مئوية.
وقبيل انطلاق موسم الحج هذا العام، شنّت السلطات حملة موسّعة لملاحقة الحجاج غير النظاميين، شملت مداهمات متكررة، ومراقبة جوية بالطائرات المسيّرة، إضافة إلى رسائل نصيّة تحذيرية.
الحج إلى بيت الله الحرام.. ما الدلالات اللغوية؟ #الميادين pic.twitter.com/ZL0c90Ekly
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 3, 2025
تدابير لمنع تجدد الكارثة
ويُمنح تصريح أداء فريضة الحج وفق نظام الحصص الوطنية، الذي يُوزّع عادة عبر قرعة، في محاولة لضبط الأعداد وتنظيم سير الشعائر. ويواجه المخالفون المحتملون لهذا النظام غرامات مالية كبيرة، إلى جانب عقوبة حظر دخول المملكة لفترة قد تصل إلى عشر سنوات.
ورغم الجهود التنظيمية، يبقى الحج محفوفاً بتحديات ضخمة، وقد شهدت العقود الأخيرة حوادث مأسوية، تبقى أشدّها مأساة حادثة التدافع في مشعر منى عام 2015، خلال رمي الجمرات، والتي أسفرت عن وفاة نحو 2300 حاج، في أسوأ كارثة عرفها موسم الحج في تاريخه الحديث.
وبحسب وزير الحج والعمرة السعودي، توفيق الربيعة، بلغ عدد الحجاج في موسم العام السابق (1445هـ / 2024) مليوناً و833 ألفاً و164 حاجاً، من بينهم 221 ألفاً و854 من داخل المملكة، فيما قدم الباقون من أكثر من 200 دولة حول العالم.
الحج.. رحلة الروح: أحد أركان الإسلام الخمسة ومن أعظم العبادات.
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 4, 2025
تقرير: أحمد محي الدين #الميادين pic.twitter.com/u3fgKwt80s