"وول ستريت جورنال": ماسك يثير اضطرابات دبلوماسية مع الساسة الأوروبيين

"وول ستريت جورنال" تتحدث عن "اضطرابات يثيرها إيلون ماسك في السياسة الأوروبية" عبر منشوراته في "إكس"، بحيث "يتعيّن على الحكومات الأوروبية استيعاب تصريحاته"، بعدما كانت "حذرةً" من انتقاده علناً، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى إلحاق الضرر بالعلاقات مع ترامب.

0:00
  • إيلون ماسك (أرشيفية - وكالات)
    المستشار الرئيس لإدارة ترامب، إيلون ماسك (أرشيفية - وكالات)

تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن "اضطرابات يثيرها إيلون ماسك في السياسة الأوروبية"، عبر منشوراته في منصة "إكس"، مؤكدةً أنّها "تسبب معضلةً دبلوماسيةً لقادة أوروبا".

ووفقاً لها، فإنّ "نهج ماسك الصارم في التعامل مع الشؤون الخارجية يسلّط الضوء على التحدي الذي يواجهه حلفاء الولايات المتحدة في التعامل مع رئاسة دونالد ترامب المقبلة" للولايات المتحدة.

وبالعودة إلى رئاسة ترامب السابقة، كان على الحكومات الأجنبية حينها "التعامل مع تصريحاته غير المتوقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، في أوقات متأخرة من الليل". أما الآن، فـ"يتعيّن عليها أيضاً استيعاب تصريحات ماسك"، بحسب الصحيفة. 

وتحوّلت سلسلة منشورات الرجل الأغنى في العالم، ومالك "إكس"، حيث يتابعه 211 مليون شخص، "إلى صداع دبلوماسي، وأوقعت العديد من الأحزاب السياسية الأوروبية الرئيسة في موقف محرج"، وهي "تحدد الآن أجندة الأخبار في العديد من تلك البلدان، مما يجعل تجاهلها مستحيلاً".

في السياق نفسه، أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنّ الساسة ورجال الأعمال الأوروبيين "يعبّرون عن آرائهم حول السياسة الأميركية طوال الوقت، غالباً من أجل انتقاد ترامب، إلا أنّ قلةً منهم لديهم أي تأثير على الناخبين الأميركيين".

ومع ذلك، "يخشى الاستراتيجيون السياسيون أن يتمكّن ماسك من إمالة الملعب من خلال استخدام إكس كأداة قوية للحملات الدعائية للأحزاب التي يدعمها"، و"يخشى زعماء أوروبا غير المحبوبين أن يستخدم المنصة من أجل حشد الناخبين المحبَطين"، في وقت أدى النمو الاقتصادي الضعيف إلى تآكل الثقة في السياسة السائدة وتأجيج عدم الاستقرار السياسي.

وبحسب الصحيفة، كان العديد من القادة الأوروبيين، قبل أسابيع فقط من تولي ترامب الرئاسة، "حذرين" من انتقاد ماسك علناً، خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى "إلحاق الضرر بالعلاقات مع ترامب، وحثّ رائد الأعمال في مجال التكنولوجيا ببساطة على مضاعفة هجماته".

"قنابل يدوية على التيار السياسي الرئيس في أوروبا"

في الأيام والأسابيع الأخيرة، شارك ماسك سلسلةً من المنشورات المحرضة على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السياسة الأوروبية، شملت دعم حزب أقصى اليمين قبل الانتخابات في ألمانيا، واتهام رئيس الحكومة البريطاني بالتواطؤ في الاغتصاب، وإدانة القضاة في إيطاليا، وانتقاد المفوضية الأوروبية.

وفي هذا الإطار، وصفت "وول ستريت جورنال" ما يقوم به ماسك بـ"إلقاء قنابل يدوية على التيار السياسي الرئيس في أوروبا"، بشأن قضايا تتراوح من الهجرة إلى حرية التعبير، مؤكدةً أنّ هذا الأمر "يخلق معضلةً للحكومات الأوروبية وهي تحاول الرد على ملياردير التكنولوجيا والمستشار الرئيس لإدارة ترامب".

ولدى عرضها أمثلةً تظهر تأثير منشورات ماسك بشأن السياسات الأوروبية، أشارت الصحيفة إلى ما تساؤل طرحه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الإثنين، أمام السفراء، ومفاده: "قبل 10 أعوام، لو أخبرنا أحد أنّ مالك إحدى أكبر شركات التواصل الاجتماعي في العالم سيدعم حركةً رجعيةً دوليةً جديدة، ويتدخل مباشرةً في الانتخابات، بما في ذلك في ألمانيا، من كان ليتخيل ذلك؟".

أما رئيس الحكومة البريطاني، كير ستارمر، فأمضى جزءاً كبيراً من مؤتمره الصحافي، أمس أيضاً، والذي كان من المفترض أن يركّز على النظام الصحي المجهد في البلاد، في "نفي منشورات ماسك حول سجّل رئيس الحكومة في سجن مغتصبي الأطفال، خلال فترة سابقة تولى فيها منصب مدعي عام رئيس للمملكة المتحدة، منذ أكثر من 10 سنوات".

وقال ستارمر إنّه "لن يخصص هذا الأمر لإيلون ماسك أو أي شخص آخر"، إلا أنّه أمضى أيضاً عدة دقائق في الدفاع عن سجّله، وإدانة أولئك "الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة على أوسع نطاق ممكن"، كما قال.

بدوره، كان ماسك ثبّت رسالةً في حسابه في "إكس"، قبل المؤتمر الصحافي لستارمر، قال فيها إنّ "على الولايات المتحدة تحرير الشعب البريطاني من حكومته الاستبدادية"، إلا أنّ ستارمر رفض التعليق على ذلك.

اقرأ أيضاً: برلين: إيلون ماسك يحاول التأثير على الانتخابات الألمانية

اخترنا لك