"نيويورك تايمز": الخلافات تتزايد بين نتنياهو ومسؤوليه الأمنيين
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تقول إن تفرّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عملية اتخاذ القرار يثير قلقاً في "إسرائيل" في ظل عدم معارضته داخل ائتلافه، والدعم الأميركي له.
-
رئيس الوزراء ورئيس الأركان الإسرائيليان في أحد الاجتماعات (أرشيف)
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم الخميس، تقريراً تحدثت فيه عن تزايد الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي أجهزته الأمنية، خاصة مع توسيع "إسرائيل" حربها على غزة، إذ يرى الأمنيّون أنّ "عملية صنع القرار أصبحت متركزة بشكل متزايد في يدي شخص واحد: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وذكر التقرير أن الخلاف بين نتنياهو والمسؤولين الأمنيين يتركز حول 3 نقاط رئيسية، وهي: قراراته باحتلال مدينة غزة، ومحاولة استهداف كبار مسؤولي حركة حماس في قطر، ونهجه في المفاوضات لإنهاء الحرب.
من جهته، رأى رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي (مجموعة بحثية غير حزبية مقرها القدس)، يوحنان بليسنر، توافقاً في الموقف مع قادة الأجهزة الأمنية، قائلاً: "نحن في حقبة فريدة وغير مسبوقة، بمعنى أن صنع القرار في القضايا الجوهرية للأمن القومي يتركز أساساً في يد شخص واحد".
وأضاف بليسنر، وهو عضو سابق في "الكنيست"، من تيار الوسط أنّ "القاعدة كانت أن تُتخذ القرارات الكبرى بالتوافق بين أعلى القيادات السياسية والعسكرية والأمنية، لذا، انتُهكت هذه القاعدة، إذ أُجبر رئيس الأركان على اصطحاب جنوده إلى معركة لا يؤمن بها بالضرورة".
الخلاف حول احتلال مدينة غزة
وكان رئيس أركان "جيش" الاحتلال، إيال زامير، قد عارض، في الأسابيع الأخيرة، قرار الحكومة بالسيطرة على مدينة غزة، إلّا أنّ "إسرائيل" بدأت قبل أيّام الهجوم البري على المدينة، رغم وجود مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يزالون يعيشون فيها.
وأعرب زامير عن قلقه إزاء إرهاق جنود الاحتياط بعد قرابة عامين من الحرب في غزة، وفقاً لمسؤولين أمنيين، كما حذّر من أن "الجيش" قد يتحمل وحده مسؤولية إدارة شؤون مليوني فلسطيني في قطاع غزة، وفقاً لمسؤولين تحدّثوا لـ "نيويورك تايمز".
كما توجد مخاوف من أنّ الهجوم على مدينة غزة قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين هناك للخطر.
الخلاف حول استهداف قادة حماس في قطر
على صعيد آخر، عارض كل من زامير وديفيد برنياع، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد)، توقيتَ الضربة التي استهدفت قادة حركة حماس، الأسبوع الماضي، في قطر، الدولة التي تتوسط في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والحليف الوثيق للولايات المتحدة.
وفضّل المسؤولان الأمنيّان ترك مفاوضات وقف إطلاق النار المُحتمل تأخذ مجراها، وفقاً لثلاثة أشخاص مُطلعين على المداولات الداخلية، تحدثوا للصحيفة أيضاً.
نهج نتنياهو في المفاوضات لإنهاء الحرب
الصحيفة قالت إنّ نتنياهو غيّر مؤخراً موقفه من مفاوضات وقف النار، حيث كان يُصرّ على نهج تدريجي ومتدرج لإنهاء الحرب، بدءاً بهدنة مؤقتة وإطلاق سراح بعض الأسرى.
أمّا الآن، فقد انتقل نتنياهو، بحسب الصحيفة، إلى المطالبة باتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين دفعةً واحدة، وإنهاء الحرب وفقاً للشروط الإسرائيلية، لكنّ مثل هذا الاتفاق سيكون أصعب بكثير، إذ رفضت حماس هذه الشروط بشدة حتى الآن.
زامير وبرنياع عارضا هذا التحول المفاجئ أيضاً، ومعهما تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي لنتنياهو، هذه المرة، وفقًا لمسؤولين تحدثوا لـ "نيويورك تايمز".
وقال المسؤولون أيضاً إن القادة الأمنيين الثلاثة أرادوا العودة إلى الاتفاق المرحلي الذي كان مطروحاً على الطاولة، والذي قبلته حماس إلى حد كبير، بحسب ما أوردت الصحيفة.