"نيوزويك": ترامب عمّق الحروب حول العالم رغم وعوده بإنهائها
مجلة "نيوزويك" الأميركية تشير إلى أنّه وخلافاً لوعوده، وسّع ترامب الحروب وعمّق التدخلات العسكرية، داخلياً وخارجياً، محوّلاً "الحرب على الإرهاب" إلى أداة قمع وهيمنة.
-
الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض 19 آب/أغسطس (أ ف ب)
في تناقضٍ صارخ مع وعوده السابقة، لم يكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مناهضاً للحروب"، كما ادّعى قبل وصوله إلى الرئاسة وخلالها، بل إنّ سنوات حكمه اتّسمت بتوسيع رقعة النزاعات وتكثيف التدخلات العسكرية الأميركية، ما دفع كثيرين إلى وصف عهده بأنه امتدادٌ أكثر عنفاً لما يُعرف بـ"حروب ما بعد 11 أيلول الأبدية"، وفقاً لمجلة "نيوزويك" الأميركية.
وقالت المجلة إنّه وفور عودة ترامب إلى البيت الأبيض، اختار الصومال أول أهدافه العسكرية، كما قصف اليمن في وقت سابق من هذا العام.
أما الذروة فكانت المشاركة الأميركية في العدوان الإسرائيلي على إيران، والذي استمر 12 يوماً، في مشهدٍ يحقّق تطلعات صقور واشنطن الذين لطالما هاجمهم ترامب نفسه.
"الحرب على الإرهاب" بوابة للتدخل في أميركا اللاتينية
ولم يكتفِ ترامب بتوسيع العمليات في الشرق الأوسط، بل استخدم مصطلح "الحرب على الإرهاب" لتبرير تدخلات جديدة في المكسيك وأميركا الوسطى ومنطقة الكاريبي. إذ صنّف كارتلات المخدرات المكسيكية، وعصابات من فنزويلا والسلفادور وهايتي، كـ"منظمات إرهابية"، ما فتح الباب أمام تدخل عسكري مباشر أو غير مباشر في تلك الدول، وفق المجلة.
وعلى الرغم من تكرار ترامب خطاب "أميركا أولاً" وانسحابه الشكلي من بعض الاتفاقيات الدولية، إلّا أنّ ممارساته العسكرية تُظهر استمرار النهج الإمبراطوري للولايات المتحدة، في سياق استخدام القوّة لفرض الهيمنة، تحت مسمّيات متغيّرة.
ميزانيات تضاهي دولاً... من أجل الترحيل
في امتدادٍ لسياساته العسكرية خارج الحدود، أدخل ترامب مفردات "الحرب على الإرهاب" إلى العمق الأميركي، محوّلاً أدوات الدولة إلى آليات قمع داخلي تُمارس على المواطنين والمقيمين تحت ذرائع الأمن.
ووفق "نيوزويك" فإنّ ترامب رفع ميزانية وكالة الهجرة والجمارك (ICE) بشكلٍ غير مسبوق، من 9.3 مليارات دولار إلى متوسط سنوي يبلغ 37.5 مليار دولار، ما يفوق ميزانيات الدفاع في العديد من دول العالم.
وفي خطوة أثارت انتقادات واسعة، نشر ترامب وحدات من الحرس الوطني ومشاة البحرية (المارينز) في مدينة لوس أنجلس لقمع احتجاجات مناهضة لترحيل المهاجرين، ثم وسّع الإجراءات بإرسال 700 عنصر إضافي إلى ثلاث ولايات أخرى، لتعزيز عمليات "ICE". كما أمر بنشر قوات في شوارع العاصمة واشنطن بذريعة "مكافحة الجريمة"، رغم تراجع معدلات الجرائم العنيفة.
وختمت المجلة الأميركية بقولها إنّ "كل الآمال التي علّقها البعض على ترامب بوقف الحروب الخارجية أو تقليص التورط الأميركي العالمي، تلاشت أمام اتساع رقعة النزعة العسكرية، داخلياً وخارجياً. فمواجهة هذه السياسات لا تقتصر على رفض التدخلات الخارجية، بل تشمل رفض عسكرة الداخل أيضاً"، مؤكدةً أنّ "العدالة لا تكتمل إلا برفض الحروب.. كل الحروب".