"فايننشال تايمز": المركز السياسي للـ"G7" يتصدع.. الديمقراطيات تكافح من أجل الحكم
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تتحدّث عن المشكلات السياسية الداخلية التي تعاني منها غالبية حكومات مجموعة السبع، وتعتبر أنّ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعزّز أجواء عدم الاستقرار السياسي في المجموعة.
تحدّثت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن "تصدّع" المركز السياسي في مختلف أنحاء مجموعة الدول السبع الكبرى، مشيرةً إلى أنّ الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سوف يزيد المشكلة سوءاً.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، قوله إنّ مجموعة السبع هي "اللجنة التوجيهية للعالم الحر"، مردفةً بأنه "إذا كان الأمر كذلك، فإنّ العالم الحر لديه مشكلة".
وأوضحت أنّ غالبية حكومات مجموعة السبع "مثقلة الآن بالمشكلات السياسية الداخلية لدرجة أنها غير قادرة على توجيه بلدانها - ناهيك عن العالم الحرّ".
وتابعت الصحيفة بالقول: "لننظر إلى الأوضاع السياسية في فرنسا وألمانيا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية. ففي فرنسا، سقطت الحكومة مؤخراً بعد عجزها عن تمرير الميزانية"، مضيفةً أنّ "ألمانيا تتجه نحو الانتخابات بعد انهيار ائتلاف أولاف شولتز، كما شهدت الانتخابات الأخيرة في اليابان خسارة الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم لأغلبيته للمرة الأولى منذ عام 2009".
أما في كندا فيقترب عهد جاستن ترودو الذي دام قرابة عقد من الزمان في السلطة من "نهايته المهينة". ومع تأخّر حزبه في استطلاعات الرأي، يتعرّض رئيس الوزراء "لضغوط شديدة لتقديم استقالته"، وفق "فايننشال تايمز".
وأشارت إل "ذروة الانحدار الديمقراطي" في كوريا الجنوبية، حيث أصبح الموقف السياسي للرئيس يون سوك يول يائساً إلى الحد الذي دفعه إلى إعلان الأحكام العرفية. وسرعان ما "أجبرته الاحتجاجات الشعبية على التراجع، الأمر الذي أدى إلى عزله".
كما لفتت إلى أنه "خارج الولايات المتحدة، فإنّ الدولتين الوحيدتين في مجموعة السبع اللتين يمكنهما الادّعاء بأنّ لديهما حكومة مستقرة هما المملكة المتحدة وإيطاليا"، مردفةً بأنّ "رئيس الوزراء البريطاني،كير ستارمر، فاز بأغلبية هائلة في انتخابات هذا الصيف، ولكن منذ ذلك الحين تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي بسرعة"، أما "الإيطالية جيورجيا ميلوني فهي الوحيدة التي يمكن أن تدّعي أنها تحظى بنظرة إيجابية من قبل ناخبيها والأسواق".
ضغوطات داخلية
وتساءلت الصحيفة: "إذاً ما الذي تعاني منه مجموعة السبع؟"، مجيبةً بأنّ "السياق المحلي مهم (لفهم ذلك)".
وأوضحت أنّه "في اليابان، أدّت فضائح الفساد إلى إضعاف الحزب الليبرالي الديمقراطي، أما ماكرون وترودو فكلاهما زعيمان فقدا بريقهما بعد سنوات عديدة في المنصب".
وبحسب ما تابع: "يبدو أنّ هناك أيضاً عاملين رئيسيين يجعلان من الصعب جداً على جميع ديمقراطيات مجموعة السبع تقريباً الحفاظ على استقرار الحكومات"، مشيرةً إلى أنّ "الأول هو تراجع الوسط السياسي وصعود الأحزاب الشعبوية"، أما العامل الثاني، فهو "الضغط المالي الناتج عن النمو البطيء، وشيخوخة المجتمعات، والوباء، والأزمة المالية لعام 2008، والمطالبة بزيادة الإنفاق الدفاعي".
ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أنّ "الشعبوية والمشكلات المالية تتغذى على بعضها البعض وتزيد من صعوبة الحكم، حيث أُسقطت الحكومة الفرنسية بعد أن حاولت خفض الإنفاق وزيادة الضرائب لمواجهة عجز في الميزانية بلغ 6% من الناتج المحلي الإجمالي".
وأضافت بالقول: "بما أنّ جزءاً كبيراً من البرلمان الفرنسي في أيدي اليسار المتطرف أو اليمين المتطرف، فمن الصعب للغاية التوسط في التسويات السياسية".
كذلك، رأت الصحيفة أنه "من المرجّح أن تساهم عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في تعزيز أجواء عدم الاستقرار السياسي في مجموعة السبع، فبدلاً من محاولة مساعدة حكومات حلفائه الديمقراطيين، يبدو أنّ ترامب ومفضّله الحالي، إيلون ماسك، يستمتعان بمضاعفة الآلام بدلاً من محاولة مساعدة حكومات حلفائه الديمقراطيين".
ووفق ما ذكرت "بذل ترامب جهداً كبيراً في إهانة ترودو، حيث أشار إلى كندا على أنها الولاية الـ51 في أميركا ورئيس وزرائها على أنه حاكمها"، مشيرةً إلى أنّ "ماسك تصدّر عناوين الصحف في جميع أنحاء أوروبا من خلال نشره: فقط حزب البديل من أجل ألمانيا يمكنه إنقاذ ألمانيا".
وأردفت بأنه "لم يعُد الجمهوريون الترامبيون ينظرون إلى المحافظين التقليديين في أوروبا على أنهم أحزاب شقيقة لهم".