"ساحات إعدام".. أكثر من 260 بين شهيد وجريح بمجزرتَي مركزَي "المساعدات" في رفح ووادي غزة
الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة بحق مدنيين جوعى استُدرجوا نحو "مركز للمساعدات" قرب جسر وادي غزة في المحافظة الوسطى، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، وذلك بعد مجزرة مماثلة في رفح فجراً.
-
فلسطينيون يبتعدون عن نقطة "توزيع المساعدات" بالقرب من حاجز "نتساريم" وسط قطاع غزة بعد إصابة أشخاص في نيران إسرائيلية - 1 حزيران/يونيو 2025 (أ ف ب)
نقل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، قامت بالتعاون مع شركة أمنية أميركية، بنصب كمين دموي استهدف آلاف المواطنين الجوعى صباح اليوم الأحد قرب جسر وادي غزة في المحافظة الوسطى، تحت ذريعة توزيع "مساعدات إنسانية"، وذلك بعد المجزرة الدموية التي ارتكبتها فجر اليوم في رفح.
وفي بيان، أوضح المكتب الإعلامي أنّ الاحتلال استدرج المدنيين إلى موقع ما يُسمى بـ"مركز المساعدات" بالقرب من "نتساريم"، وما إن وصل المواطنون حتى أطلق هو والأميركيون النار مباشرة عليهم، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة أكثر من 30 آخرين حتى اللحظة، فيما لا يزال عشرات آخرون محاصرين وسط وابل من النيران.
ووفق البيان، فإنّ هذه المجزرة ليست الأولى من نوعها، بل تتكرر بشكل ممنهج، فيما وصف المشهد بأنّه "مصائد موت جماعي".
مشاهد لشهداء وجرحى جراء استهداف الاحتلال فلسطينيين أثناء توجههم لاستلام مساعدات من نقطة توزيع في مواصي #رفح.#الميادين #غزة pic.twitter.com/QcZJ6GOIMo
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 1, 2025
أكثر من 30 شهيداً و200 جريح في مجزرة رفح
هذا وأعلن المركز الإعلامي الحكومي في غزة عن حصيلة أولية للمجزرة التي وقعت فجر اليوم في منطقة "العلم" بمحافظة رفح، حيث استُشهد 31 مواطناً وأصيب أكثر من 200 آخرين، من بينهم عشرات الإصابات الخطرة.
وفي السياق، قالت وزارة الصحة إنّ كل شهيد وصل إلى المستشفيات تعرض لطلق ناري واحد فقط في الرأس أو الصدر، ما يؤكد إصرار الاحتلال على القتل البشع بحق المواطنين.
ولفتت الوزارة إلى أنّ أقسام الطوارئ والعمليات تشهد ازدحاماً شديداً وسط نقص حاد في مستهلكات الجراحة والعناية المركزة ووحدات الدم.
بدوره، أكّد مراسل الميادين، أنّ "الاحتلال الإسرائيلي حوّل مراكز المساعدات في غزة إلى كمائن ليطلق النار على الفلسطينيين".
ولفت مراسلنا إلى أنّ "الاحتلال كان يتوجه للمتجمعين أمام مركز المساعدات عبر مكبرات الصوت بالقول: غزاوي جائع.. ارجع إلى بيتك".
شهداء جراء استهداف الاحتلال فلسطينيين أثناء توجههم لاستلام مساعدات من نقطة توزيع في مواصي #رفح.#الميادين #غزة pic.twitter.com/33IIq73c5P
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 1, 2025
الشوا للميادين: مراكز المساعدات تحولت إلى مراكز عسكرية
وفي السياق نفسه، قال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، للميادين، إنّ الاحتلال "يتعمد وضع المواطنين في مناطق وعرة ومعزولة بهدف تصفيتهم"، مضيفاً أنّ "المواطنين الذين خرجوا بحثاً عن الطعام عادوا جثامين إلى عائلاتهم".
"المواطنون الذين يسعون إلى الحصول على قوت لأطفالهم الذين يموتون جوعاً عادوا جثامين إلى أهلهم"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) June 1, 2025
مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا لـ #الميادين #غزة #فلسطين pic.twitter.com/ahoP6vlfCa
وشدّد على أنّ مراكز المساعدات تحولت إلى "مراكز عسكرية تخدم أجندات إسرائيلية وأميركية".
وأضاف الشوا: "نحن في واقع إنساني هو الأسوأ على الإطلاق، ولا توجد أي مقومات للحياة في القطاع"، محذراً من أنّ القطاع وصل إلى مرحلة "غير مسبوقة وخطرة".
فصائل فلسطينية: ما جرى في مواصي رفح ومحور "نتساريم" جريمة حرب مركبة
وفي ردود الفعل الفلسطينية، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنّ المجزرتين تأكيد على "الطبيعة الفاشية للاحتلال"، محملين "الاحتلال ومعه الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة".
وأكدوا أنّ مراكز "المساعدات الأميركية" هي "ساحات إعدام جماعي"، وما يجري جريمة حرب مركبة.
وطالبوا الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ قرارات عاجلة وملزمة لوقف "الآلية الدموية"، داعين إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة.