"بلومبرغ": أوكرانيا لا تمتلك معادن نادرة
وكالة "بلومبرغ" الأميركية تقول إن الرئيس الأميركي ومسؤولين أميركيين يعتقدون خطأً أن أوكرانيا تمتلك معادن نادرة.
-
من لقاء الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، والمبعوث الأميركي إلى أوكرانيا وروسيا كيث كيلوغ بشأن الترتيب لصفقة المعادن (رويترز)
قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إنّ كثيرين، وبينهم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مقتنعون بأنّ أوكرانيا تتمتع بوفرة من المعادن النادرة، وهذا حماقة"، مشيرةً إلى أنّ ما تمتلكه أوكرانيا في الواقع هو "الأرض المحروقة".
وأضافت أنّ "هذه ليست المرة الأولى التي تخطئ فيها واشنطن في حساباتها الجيولوجية في منطقة حرب. ففي عام 2010، أعلنت الولايات المتحدة أنها اكتشفت رواسب معدنية غير مستغلة، قيمتها تريليون دولار في أفغانستان، بما في ذلك الليثيوم".
وذكرت أنّه، في الـ3 من شباط/فبراير، أكّد ترامب أن الأوكرانيين لديهم "معادن أرضية نادرة للغاية"، مشيراً إلى أنّه "حريص دائماً على أن يُنظر إليه على أنه صانع صفقات".
وأكدت الوكالة أنّ "أوكرانيا لا تمتلك أي رواسب أرضية نادرة كبيرة، بخلاف مناجم سكانديوم صغيرة، ولا تدرج هيئة المسح الجيولوجي الأميركية الدولة على أنها تحتفظ بأي احتياطيات".
وسألت الوكالة: "هل من المعقول أن نفترض أن أوكرانيا تمتلك معادن نادرة؟"، مضيفةً أنّ ثمّة احتمالين: "إما أن يكون ترامب محقاً في أن أوكرانيا تمتلك كميات كبيرة من المعادن النادرة"، وإما أنه أخطأ في التعبير، بحيث إنّه "بدلاً من المعادن النادرة، كان يقصد معادن أخرى".
وقالت إن "ترامب ربما خلط بين المعادن النادرة والمفهوم الأوسع كثيراً للمعادن الحيوية, فمن المعادن الحيوية، تمتلك أوكرانيا بعض المناجم التجارية من التيتانيوم والغاليوم، والسيطرة على أي منهما لن يغير الجغرافيا الاقتصادية"، مضيفةً أنّ "من المؤكد أنهما لا يستحقان مبلغ 500 مليار دولار، الذي أعلنه ترامب".
كما أنّ الرئيس الأميركي سلّط الضوء على المعادن النادرة، بصورة متكررة، الأمر الذي يثير تساؤلات بشأن معرفته بشيء لا يعلمه الخبراء في مجال السلع الأساسية. ومع ذلك، لم تعثر "بلومبرغ" على أي مصدر موثوق به، يُثبت أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه المعادن.
ولفتت الوكالة إلى أنّ "هناك خلطاً بين المعادن، التي تحتوي على عناصر نادرة، وبين وجود مناجم تجارية فعّالة".
وأضافت أنّ "البعض يركز على منجم نوفوبولتافسكي، الذي اكتشفه السوفيات في عام 1970، كمصدر محتمل. وعلى الرغم من وجود بعض المعادن النادرة هناك، فإن استخراجها يبقى شبه مستحيل".
وفي كانون الأول/ديسمبر 2024، زعم أحد الكتيّبات، التابعة لـ "مركز التميز لأمن الطاقة التابع لحلف شمال الأطلسي"، أن أوكرانيا تمتلك احتياطيات من المعادن النادرة. وعلى الرغم من ارتباط هذا المركز بحلف الناتو، فإنه مستقل عن سلسلة القيادة العسكرية للحلف.
وبحسب الوكالة، تدّعي الوثيقة أن أوكرانيا قد تكون مورّداً رئيساً للمعادن الأرضية النادرة، مثل التيتانيوم والليثيوم والبيريليوم والمنغنيز والغاليوم واليورانيوم، لكن ما يثير القلق أن أي شخص لديه معرفة بالكيمياء يدرك أن هذه المعادن ليست من المعادن الأرضية النادرة.
وقالت إنّه "إذا كان هذا هو المصدر الذي اعتمده مستشارو ترامب لإقناعه بثروات أوكرانيا من المعادن النادرة، فذلك سيكون محبِطاً، وخصوصاً أن السياسة العالمية قد تُعتمَد استناداً إلى معلومات غير دقيقة".
ويوم الأربعاء، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنّ نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، سيزور البيت الأبيض، يوم الجمعة المقبل، من أجل توقيع صفقة المعادن.
