"الليكود".. أول حزب غير أوروبي ينضم إلى تحالف "باتريوتس"
تحالف استراتيجي جديد يكشف عن تقارب غير مسبوق بين حكومة نتنياهو وأقصى اليمين الأوروبي، في ظلّ تصاعد الخطاب القومي المتشدّد.
-
زعماء من اليمين المتطرّف في أوروبا في مدريد الإسبانية في شباط/فبراير 2025 (رويترز)
في خطوة سياسية لافتة، أصبح حزب "الليكود" الإسرائيلي أول حزب غير أوروبي، ينضمّ بصفة مراقب إلى تحالف "باتريوتس" المعروف أيضاً باسم "وطنيون من أجل أوروبا"، وهو تكتل يضمّ قوى أقصى اليمين القومي في أوروبا.
ويأتي هذا الانضمام ليعكس توجّهاً واضحاً من حكومة بنيامين نتنياهو لتعزيز علاقاتها مع أحزاب أقصى اليمين الأوروبي، بعد سنوات من التوتر والشكّ المتبادل.
أهداف التحالف: خطاب متشدّد ومصالح مشتركة
يُعرف تحالف "باتريوتس" بمواقفه المعادية للمهاجرين، لما يسمّى بـ"الإسلام السياسي"، إلى جانب دعمه الصريح للسياسات الإسرائيلية، ولا سيما الاستيطان في الضفة الغربية.
وبحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإنّ هذه الخطوة ترمز إلى تحالف سياسي-أيديولوجي يتجاوز حدود الجغرافيا ويقوم على تبادل المصالح.
ماذا يعني انضمام "الليكود" إلى "وطنيون من أجل أوروبا"؟
وتقول الباحثة الإسرائيلية في السياسة الأوروبية، مايا سيون-تزيدكياهو، إنّ انضمام "الليكود" يعدّ "دليلاً قاطعاً على تحوّله من حزب ليبرالي إلى جزء لا يتجزأ من اليمين الشعبوي المتطرف غير الليبرالي".
من جهته، صرّح رئيس وفد حزب الحرية النمساوي في البرلمان الأوروبي، هارالد فيليمسكي أنّ "وضع المراقب" الممنوح لحزب "الليكود"، يتيح له التعاون مع التحالف في ملفات حسّاسة، مثل محاربة ما يسمّى "الإسلام السياسي"، والحدّ من الهجرة الجماعية إلى أوروبا، ودعم السياسات الإسرائيلية في المحافل الأوروبية.
خلفيّات العلاقة: نتنياهو وأقصى اليمين الأوروبي
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ليمانتيه" الفرنسية، فإنّ تقارب نتنياهو مع قوى أقصى اليمين الأوروبي يعود إلى هدف واضح، وهو ضمان دعم هذه الأحزاب داخل الاتحاد الأوروبي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.
ويُضيف التقرير أنّ نتنياهو غضّ الطرف عن تاريخ تلك الأحزاب المعادي للسامية، مقابل حصوله على تأييدها لمشاريع الاستيطان والتطهير العرقي في الأراضي الفلسطينية.
وفي هذا السياق، يبدو، وفق الصحيفة، أنّ انضمام "الليكود" إلى هذا التحالف ليس مجرّد خطوة رمزية، بل تتويج لتحالف أيديولوجي عابر للحدود، يربط بين اليمين المتطرّف الإسرائيلي، وأقصى اليمين الأوروبي، في لحظة تصاعدت فيها التيارات القومية والدينية حول العالم.