"الغارديان": ترامب رفض ضرب مفاعل "فوردو" لشكوكه بفعالية القنبلة الخارقة للتحصينات

"الغارديان" تكشف أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب امتنع عن الموافقة على ضرب منشأة فوردو الإيرانية، بعدما شكك في قدرة القنبلة "GBU-57" على تدميرها بالكامل.

0:00
  • صورة أرشيفية من عام 2023 لقنبلة
    صورة أرشيفية من عام 2023 لقنبلة "GBU-57" في قاعدة وايتمان الجوية بولاية ميسوري" أسوشيتد برس"

نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن مصادر مطّلعة أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اقترح على كبار مسؤولي وزارة الدفاع شن ضربات ضد إيران، مشروطاً بأن تضمن القنبلة "الخارقة للتحصينات" تدمير منشأة تخصيب اليورانيوم الحيوية فوردو النووية.

وبحسب الأشخاص المطلعين على فحوى المناقشات، فإنّه تم إبلاغ ترامب بأنّ استخدام القنبلة "GBU-57"—التي تزن 13.6 طن—قد يقضي فعلياً على المنشأة، الواقعة داخل جبل وتحت عمق يقدّر بنحو 90 متراً تحت الأرض.

وأوضحت الصحيفة أنّ الرئيس لم يقتنع تماماً بجدوى هذه الضربة، وامتنع عن الموافقة على الضربات، وفضّل الانتظار على أمل أن يدفع التهديد العسكري الأميركي إلى دفع إيران إلى المحادثات.

"GBU-57" غير كافية لتدمير فوردو

ووفق ما نقلته الصحيفة، فقد كانت فعالية القنابل "GBU-57 (الخارقة للمخابئ)" موضع خلاف عميق داخل البنتاغون منذ بداية ولاية ترامب، وفقاً لمسؤولين دفاعيين تم إطلاعهما على أنّ السلاح النووي التكتيكي وحده، ربما يكون قادراً على تدمير منشأة بهذا العمق، بينما لا يرى ترامب أنّ الخيار النووي مطروح على الطاولة.

وأكد شخصان مطلعان على الأمر أنّ أي خيار نووي لم يُعرض على وزير الدفاع بيت هيجسيث ولا على رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين خلال الاجتماعات التي عُقدت في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.

وأشارت "الغارديان" إلى أنّ مسؤولي الدفاع أبلغوا في إحاطات سرّية أنّ حتى استخدام القنابل التقليدية، حتى كجزء من حزمة هجومية أوسع نطاقاً تتضمن عدة قنابل من طراز "GBU-57"، لن يتمكن من اختراق الأرض بعمق كافٍ، ولن يتسبب إلا في أضرار كافية لانهيار الأنفاق ودفنها تحت الأنقاض. 

ووفق ما ورد في الإحاطات الأمنية، بناءً على التقديرات الاستخبارية، فإنّ إحداث تدمير شامل لمنشأة فوردو سيتطلب من الولايات المتحدة في المرحلة الأولى ضرب الأرض بقنابل تقليدية لتليين الطبقات الصخرية، تليها قنبلة نووية تكتيكية تُسقطها قاذفة "B2" لتدمير المنشأة بأكملها، وهو السيناريو الذي لا يفكر فيه ترامب.

وأجرت هذه التقديرات وكالة الحد من التهديدات الدفاعية الأميركية (DTRA)، وهي جهة تابعة للبنتاغون عملت سابقاً على اختبار قنبلة "GBU-57" ضمن مراجعة القيود التي يفرضها المرسوم العسكري الأميركي ضد عدد من المنشآت تحت الأرض.

وتؤكد الصحيفة البريطانية أنّ هذا الواقع يعكس تعقيد أي عملية عسكرية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خصوصاً مع محدودية قدرة السلاح التقليدي. إذ إنّ أقصى ما يمكن أن تحققه قنبلة "GBU-57" هو تأخير البرنامج النووي الإيراني لعدة سنوات، من دون إنهائه.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من طلب "الغارديان" من البيت الأبيض والبنتاغون التعليق، لم يتلقَّ مراسلوها أي رد فوري.

"إسرائيل" عاجزة عن ضرب فوردو دون دعم أميركي

وأضافت الصحيفة أن دوائر القرار في واشنطن و"تل أبيب" ترى أنّ إغلاق منشأة فوردو، سواء دبلوماسياً أو عسكرياً، يُعد أمراً أساسياً لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وذكرت الصحيفة أن أي جهد لتدمير فوردو سيتطلب تدخل الولايات المتحدة، لأن "إسرائيل" لا تمتلك الأسلحة اللازمة لضرب منشأة على هذا العمق، أو الطائرات التي تحملها.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المسؤولين المطلعين على إحاطة وكالة الاستخبارات الدفاعية أنّ الصعوبة في استخدام قنبلة "GBU-57" لاستهداف فوردو تكمن في خصائص المنشأة التي تقع داخل جبل، وحقيقة أنّ القنبلة لم تستخدم مطلقاً في ظروف مشابهة.

  • صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية نشرتها شركة
    صورة ملتقطة عبر الأقمار الصناعية نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" لمنشأة فوردو لتخصيب الوقود في وسط إيران في 14 حزيران/يونيو "أ ف ب"

ضرب منشأة فوردو: تأخير لا تدمير

وقال اللواء المتقاعد راندي مانر، الذي شغل سابقاً منصب نائب مدير وكالة مكافحة الأسلحة الدفاعية، إنّ استخدام هذه القنبلة "لن يكون نهائياً"، موضحاً أنّه "من الممكن إعادة بناء المنشأة سريعاً، وربما يؤخر الضربة البرنامج النووي لفترة تتراوح بين 6 أشهر إلى عام".

وأضاف: "قد تبدو هذه الضربة جيدة للعرض شاشات التلفاز، لكنها بعيدة عن الواقع".

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "GBU-57" تُعرف باسم "قنبلة خرق المخابئ" وقد صُممت لتدمير المخابئ تحت الأرض، لكنها تتطلب تفوقاً جوياً كاملاً وتغطية قوية بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وهي شروط تعقّد أي ضربة على فوردو. إذ يجب تدمير وسائل التشويش الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي قبل تنفيذ الضربة لضمان دقة الإصابة.

وشيّدت إيران منشأة فوردو في قلب جبل، قرب مدينة قم، لتكون محصّنة ضد الهجمات الجوية. ويُذكّر التقرير الذي نشرته "الغارديان" بما قامت به "إسرائيل" عام 1981 حين قصفت منشأة نووية عراقية قرب بغداد، كانت تقع فوق الأرض، مشيراً إلى اختلاف السياق تماماً الآن.

وفي السنوات الأخيرة، درست "تل أبيب" عدة خيارات لتدمير فوردو من دون مشاركة أميركية، من بينها إنزال وحدات كوماندوز عبر مروحيات لزرع متفجرات داخل المنشأة، وهو خيار رفضه ترامب أيضاً، وفقاً لما نقلته "الغارديان" عن مصادر مطّلعة.

اقرأ أيضاً: "فايننشال تايمز": "فوردو" عصيّة على التدمير حتى بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات

"إسرائيل" تشن عدواناً على الجمهورية الإسلامية في إيران فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو يستهدف منشآت نووية وقادة عسكريين، إيران ترد بإطلاق مئات المسيرات والصواريخ التي تستهدف مطارات الاحتلال ومنشآته العسكرية.

اخترنا لك