"الغارديان": أوكرانيا أصبحت "مرتزقة" للناتو.. وشعبها يدفع الثمن

صحيفة "الغارديان" البريطانية تُشير إلى أنّ حلف شمال الأطلسي (الناتو) أصبح مُتهوراً بشكلٍ متزايد فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا.

  • قافلة مُدرّعة روسية تتقدم في
    قافلة مُدرّعة روسية تتقدم في زابوريزهيا (وكالات)

كشف تسريب روسيا لمحادثة بين رئيس سلاح الجو الألماني وكبار الضباط، حول إرسال صواريخ من طراز "كروز" من طراز "توروس" إلى أوكرانيا، أنّ إرادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عدم تصعيد الحرب الحالية بدأت تضعف، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وقالت الصحيفة إنّه "مع وصول الصراع في أوكرانيا إلى طريقٍ مسدود، فقدت استراتيجية الناتو كلّ تماسكها.. هذه هي اللحظة التي تخرج فيها مثل هذه الحروب عن نطاق السيطرة".

كما أشارت إلى أنّه "على مدار عامين حتى الآن، قام القادة الغربيون بتلميع صورتهم الرجولية في الداخل من خلال زيارة رئيس كييف فولوديمير زيلينسكي وحثّه على السعي لتحقيق النصر الكامل بمساعدتهم".

وكان من المتوقع أيضاً أن "النصر الكامل لم يكن وارداً على الإطلاق"، مضيفةً أنّ "موسكو في حالة حرب يُمكنها دائماً اللعب لفترة طويلة".

وعلى الرغم من أنّ الأمر بدا مروعاً في ذلك الوقت، إلا أنّ الصفقة المطروحة في ربيع العام 2022 للعودة إلى نسخة ما - أي نسخة تقريباً - من حدود ما قبل شباط/ فبراير 2022 كانت منطقية.

وبدلاً من ذلك، أصبحت أوكرانيا تبدو أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وكأنّها مرتزقة من حلف شمال الأطلسي، بالنسبة للجنرالات الغربيين الراغبين في تعزيز ميزانياتهم وإحياء ألعاب الحرب الباردة التي كانت تُمارس في شبابهم.. ويدفع الثمن دافعو الضرائب وشباب أوكرانيا، بحسب الصحيفة.

كما لفتت إلى أنّ أوروبا الغربية "ليس لديها مصلحة يُمكن تصوّرها في تصعيد الحرب في أوكرانيا من خلال تبادل الصواريخ بعيدة المدى".

وتضيف أنه في حين يتعيّن على أوروبا أن تحافظ على دعمها اللوجستي للقوات الأوكرانية، فإنّها ليس لديها مصلحة استراتيجية في رغبة كييف في طرد روسيا من المناطق ذات الأغلبية الناطقة بالروسية في شبه جزيرة القرم أو دونباس، ولديها كل المصلحة في السعي الدؤوب للتوصل إلى تسويةٍ مُبكرة والبدء في إعادة بناء أوكرانيا.

أمّا عن عقوبات "القوة الناعمة" التي فرضها الغرب على روسيا، فقد اعتبرت الصحيفة أنها "فشلت فشلاً ذريعاً، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل الاقتصاد التجاري العالمي في هذه العملية".

وفي وقت قد تكون العقوبات محبوبة لدى الدبلوماسيين الغربيين ومؤسسات الفكر والرأي، ولكنها تُلحق الضرر أكثر ما تلحقه بمستخدمي الطاقة في بريطانيا وليس روسيا، وهي لم تُدمّر الاقتصاد الروسي ولم تُغيّر رأي بوتين.

وأقرّت كييف في 20 شباط/ فبراير، بأنّ الجيش الأوكراني بات حالياً في وضع "صعب جداً" في مواجهة القوّات الروسيّة، التي أشارت إلى أنّها تشنّ هجمات في شرق أوكرانيا وجنوبها بعد سيطرتها على مدينة أفدييفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية، نهاية الأسبوع الماضي.

ولطاما حذّرت موسكو من أنّ إعلان الغرب عزمه إرسال دبابات أميركية وألمانية إلى أوكرانيا، وأسلحة هجومية قد يتسبب في كارثةٍ عالمية، يقود إلى إجراءات انتقامية روسية تشهد استخدام أسلحة أكثر قوّة.

اقرأ أيضاً: "WSWS": هل تستعد قمة باريس الحربية لنشر قوات الناتو في أوكرانيا؟

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك