"إزفيستيا": موسكو تعرض الحوار وكييف ترد بالإنذارات

صحيفة "إزفيستيا" الروسية، تطرح تساؤلاً حول جدّية أوكرانيا في الانخراط في مفاوضات مباشرة مع موسكو، بعد مبادرة بوتين لحوار غير مشروط، وسط دعم تركي وضغط أميركي متزايد.

0:00
  • روسيا: المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قد تجري قريباً جداً
    روسيا: المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قد تجري قريباً جداً

تساءلت صحيفة "إزفيستيا" الروسية، عن مدى استعداد كييف للدخول في مفاوضات مباشرة مع روسيا، في وقت تواصل فيه السلطات الأوكرانية "إصدار إنذارات نهائية وتكرار تهديدات أوروبية، ما يثير شكوكاً حول نيّاتها التفاوضية".

وفي حديثه للصحيفة، رأى غريغوري كاراسين، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أن كييف تُفضّل "الإنذارات الوقحة" على البحث عن حلول مقبولة أو الحوار الهادئ، معتبراً أن ما يصدر عن السلطات الأوكرانية "لا يبدو تمهيداً لمحادثات عمل، بل أقرب إلى إنذار نهائي".

وكان الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين قد أعلن، في 15 أيار/مايو، عن استعداده لاستئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في إسطنبول من دون شروط مسبقة، مؤكداً أنّ بلاده لم ترفض الحوار من قبل، وأنّ تعليق المفاوضات في عام 2022 كان من جانب كييف.

وقال بوتين: "لقد اقترحنا مراراً وقف إطلاق النار ولم نرفض الحوار إطلاقاً. نقترح استئناف المفاوضات المباشرة من دون أيّ شروط مسبقة"، مضيفاً أنه لا يستبعد التوصّل إلى هدنة حقيقية تلتزم بها الأطراف كافة، وتكون خطوة أولى نحو سلام دائم.

من جانبه، عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن دعمه لمبادرة بوتين، معلناً استعداد بلاده لاستضافة المفاوضات، واصفاً ما يجري بـ "منعطف تاريخي في مسار تسوية النزاع الروسي الأوكراني".

في المقابل، تصرّ كييف، مدعومة من بعض دول الاتحاد الأوروبي، على التوصّل إلى هدنة مدتها 30 يوماً كشرط مسبق لأيّ مفاوضات. ومع ذلك، وصف البرلمان الأوروبي المبادرة الروسية بأنها "خطوة في الاتجاه الصحيح"، فيما شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 11 أيار/مايو، على ضرورة أن توافق أوكرانيا فوراً على بدء المفاوضات، مؤكداً استعداده للعمل من أجل تحقيق السلام.

وفي سياق متصل، قال روديون ميروشنيك، السفير المتجوّل لوزارة الخارجية الروسية، في حديثه مع الصحيفة، إنه "لا جدوى من الخوض في تفاصيل المفاوضات قبل تلقّي ردّ فعل معقول من كييف". وأضاف: "لقد أوضح الرئيس كلّ شيء، وأُدلي بالتعليقات الرئيسية، لذا فإنّ كلّ شيء مُصاغ بوضوح تامّ. لا جدوى من الخوض في تفاصيل أخرى أو الذهاب إلى مكان آخر، فقد اتخذنا خطوة الآن".

أما أوليغ كاربوفيتش، نائب رئيس الأكاديمية الدبلوماسية، فاعتبر أنّ مبادرة بوتين تمثّل "خطوة شجاعة تُسقط نظام كييف وأمناءه الذين يحاولون إضعاف عملية التفاوض"، لافتاً إلى أنّ "خطة كييف بهدنة لمدة 30 يوماً ليست سوى خدعة تهدف لإعادة التسليح وتعزيز المواقع قبل جولة جديدة من العمليات العسكرية".

وخلصت الصحيفة إلى أنّ موسكو ترى في وقف إطلاق النار فرصة مرهونة بجدّية كييف في الانخراط بحوار يأخذ في الاعتبار المطالب الروسية، مشيرةً إلى أنّ أيّ مؤشرات على ذلك لا تزال غائبة، رغم أنّ "ضغط ترامب المتزايد على كييف قد يُسهم في كسر الجمود القائم"، وفق تقدير كاربوفيتش.

اقرأ أيضاً: زيلينسكي: سأنتظر بوتين شخصياً في إسطنبول يوم الخميس

اخترنا لك