"وول ستريت جورنال": الكنيسة الكاثوليكية المحافظة في أميركا تجدد ازدهارها

صحيفة "وول ستريت جورنال"، تتحدث عن ازدهارٍ تشهده الكنيسة الكاثوليكية المحافظة، في ظل إقبال الشباب.

0:00
  • طلاب وأعضاء هيئة التدريس يحضرون قداساً في كنيسة معهد
    طلاب وأعضاء هيئة التدريس يحضرون قداساً في كنيسة معهد "أوغسطين"

تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن ازدهارٍ تشهده الكنيسة الكاثوليكية المحافظة، وأشارت إلى أنّه في العام الماضي دفع معهد "أوغسطين"، وهو معهد كاثوليكي يُركز على "العودة إلى صرامة الكتاب المقدس والتقاليد"، نحو 20 مليون دولار لشراء حرم جامعي مساحته 284 فداناً، استُخدم كمركز للخلوات الروحية والتدريب التنفيذي.

وانتقل معهد "أوغسطين"، الذي تأسس عام 2005، إلى هذا المكان بعد أن توسعت مساحته في مجمع مكاتب في مدينة دنفر. ولا يزال المعهد في طور تغيير أعماله الفنية - من مطبوعات الطيران التي تحتفي بمعجزة الطيران إلى صور القديسين الذين صنعوا معجزات حقيقية.

ويُعدّ صعوده جزءاً من تحول أوسع في الكاثوليكية الأميركية، إذ بينما تشهد الكنيسة تراجعاً منذ عقود، تشهد نسخة محافظة من الإيمان انتعاشاً، وفق الصحيفة.

وأوضحت أنّه في جميع أنحاء البلاد، يُعيد أتباع هذا الأسلوب المحافظ "إحياء ممارسات قديمة، بما في ذلك القداس اللاتيني التقليدي وارتداء النساء للحجاب".

وتابعت الصحيفة أنّ أتباع هذا الأسلوب المحافظ "تشبعت صفوفهم بحماسة المتحولين الذين اعتنقوا ديناً أو معتقداً آخر" ولا سيما الشباب، مثل نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، الذي عُمّد في الكنيسة الكاثوليكية عام 2019، في سن الـ35، وأمضى عطلة عيد الفصح في الفاتيكان، حيث عقد اجتماعاً قصيراً مع البابا فرنسيس.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ أتباع الأسلوب المحافظ، "يزدادون نفوذاً"، في وقتٍ لا تزال تُعد أعدادهم قليلة بين الأميركيين الذين يُعرّفون أنفسهم بأنهم كاثوليك.

ورجّحت الصحيفة أنّ "المحافظين يديرون شؤون الرعية، بينما يبقى الآخرون في منازلهم"، مؤكدةً وجود أصداءٍ لمعتقداتهم في سياسات إدارة ترامب، وآخرها فرضها للرسوم الجمركية الشاملة.

وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أنّ المحافظين يبنون شبكة من الجامعات ووسائل الإعلام، مثل معهد "أوغسطين"، بهدف تثقيف الكوادر المستقبلية.

عالم اللاهوت الذي ألقى مؤخراً محاضرة عن الكاثوليكية واليمين الجديد، ديفيد دين، قال إنّ "فانس واحد من جيل الشباب الذين سلكوا المسار نفسه، بدءاً من الإلحاد إلى الشك المتطرف ورفض الثقافة الليبرالية، وصولاً إلى شكل من أشكال المسيحية المستوحاة من القديس أوغسطين".

وأضاف أنّ المعاهد اللاهوتية تشهد ازدحاماً متزايداً بالشباب، الذين يفكرون بهذه الطريقة.

وقد أكد هذا الرأي، استطلاعٌ بارزٌ أُجري عام 2022 على أكثر من 3500 كاهن كاثوليكي أميركي، أجراه المشروع الكاثوليكي، وهو مبادرة بحثية في الجامعة الكاثوليكية.

ومن بين الذين رُسموا منذ عام 2020، عرّف نحو 80% منهم أنفسهم بأنهم "محافظون/أرثوذكسيون". أما أولئك الذين عرّفوا أنفسهم بأنهم تقدميون وليبراليون، فقد واجهوا "انهياراً فعلياً".

بدوره، قال المدير التنفيذي للمشروع الكاثوليكي ستيفن ب. وايت: "إنه تحولٌ هائل بين الكهنة"، ورأى أن التجديد الكاثوليكي المحافظ "جزءٌ من الشعبوية التي يبدو أنها تنتشر ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في معظم أنحاء العالم الغربي".

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أنّ المحافظين لديهم قناعةٌ راسخةٌ، بأن الليبرالية بأشكالها المتعددة - السياسية والاجتماعية واللاهوتية - قد انحرفت.

اخترنا لك