"فايننشال تايمز": عواصم أوروبية ترى أنّ مخزون إيران النووي لا يزال سليماً
تقييمات استخبارية أوروبية تشير إلى أنّ طهران نقلت مخزون اليورانيوم المخصب من "فوردو" قبل الضربات الأميركية، ما يثير الشكوك حول إعلان ترامب تدمير برنامج طهران النووي بالكامل، وفق "فايننشال تايمز".
-
ملصق لمنشأة فوردو النووية معروض بعد مؤتمر صحافي مع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في "البنتاغون" - 26 حزيران/يونيو 2025 (أ ف ب)
تعتقد العواصم الأوروبية أنّ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية "لا يزال سليماً إلى حد كبير"، على الرغم من الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع نووية رئيسية، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ما أثار تساؤلات حول تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ القصف "دمّر" البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، بحسب ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن شخصين مطلعين على تقييمات استخبارية أولية، أنّ إيران كانت قد نقلت مخزونها البالغ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب، إلى أماكن أخرى، بحيث لم يكن هذا المخزون متركزاً في منشأة "فوردو" النووية وقت الهجوم الأميركي.
وأوضحت المصادر أنّ بعض التقارير الاستخبارية الأولية تكشف عن وجود "أضرار جسيمة، ولكن ليس تدميراً هيكلياً كاملاً" في منشأة فوردو، وأنّ تقييم الأضرار لا يزال قيد المتابعة، في ظل انتظار عواصم الاتحاد الأوروبي تقارير استخبارية كاملة بشأن نتائج القصف.
وكان مسؤولون إيرانيون، قد أشاروا في تصريحات سابقة، إلى أنّ مخزون اليورانيوم المخصب، تم نقله بالفعل قبل القصف الأميركي للموقع، الذي جاء بعد سلسلة ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، وفق الصحيفة.
من جهتها، "لم تقدم الولايات المتحدة، حتى الآن، معلومات استخبارية دقيقة لحلفائها الأوروبيين بشأن ما تبقى من قدرات إيران النووية بعد الضربات، كما لم توضح خطتها للتعامل مع طهران في المرحلة المقبلة".
وقال ثلاثة مسؤولين مطلعين على المناقشات، إنّ إدارة ترامب حجبت التوجيهات الواضحة عن الاتحاد الأوروبي، ما جعل سياسة بروكسل تجاه إيران "معلقة"، في انتظار ما وصفوه بمبادرة دبلوماسية جديدة من واشنطن بشأن السعي إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية.
وأوضح أحد المسؤولين الأوروبيين طبيعة المحادثات التي أجراها قادة الاتحاد الأوروبي مع ترامب هذا الأسبوع، قائلاً: "الوضع متقلب تماماً. في الوقت الحالي، لا نفعل شيئاً".
وأشار مصدر ثانٍ إلى حالة الترقب التي تسود مجموعة الـ"ترويكا" (فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة)، التي كانت تقود المفاوضات النووية إلى جانب الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "نحن في مكان متقلب حيث تنتظر مجموعة الثلاث الولايات المتحدة، التي يبدو أنها تنتظر الإسرائيليين".