"الغارديان": مؤتمر دولي يخفف طموحاته بشأن الاعتراف بدولة فلسطين.. هل تراجعت فرنسا؟

المؤتمر الدولي المرتقب في السعودية يتراجع عن هدفه بإصدار إعلان جماعي للاعتراف بدولة فلسطين، ليكتفي بخطوات تمهيدية، بحسب ما أفاد مسؤولون لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

0:00
  • "الحكومات الأوروبية تعتبر الاعتراف بدولة فلسطين أداة ضغط ممكنة لإجبار المسؤولين الإسرائيليين على تغيير تفكيرهم"

نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن دبلوماسيين قولهم إنّ مؤتمراً دولياً تستضيفه السعودية هذا الشهر، كان يأمل أنصار القضية الفلسطينية أن يُفضي إلى اعتراف غربي واسع بدولة فلسطين، "قد خفّف من طموحاته، وسيسعى بدلاً من ذلك إلى الاتفاق على خطوات أولية تمهّد للاعتراف في وقت لاحق".

ويُعقد المؤتمر بين 17 و20 حزيران/يونيو الجاري، بعد أن كان مخططاً له أن يُنتج إعلاناً مشتركاً من دول مؤثّرة، بما في ذلك أعضاء دائمون في مجلس الأمن مثل فرنسا والمملكة المتحدة، للاعتراف بدولة فلسطينية.

وأشارت "الغارديان" إلى أنّ هذا التغيير في أهداف المؤتمر، "يُمثّل تراجعاً عن الرؤية السابقة التي كانت تتوقّع أن يصدر عنه إعلان مشترك للاعتراف بدولة فلسطين".

فالتوقّعات الآن انخفضت إلى مستوى الاتفاق على "خطوات نحو الاعتراف"، بما يشمل "وقف إطلاق نار دائم في غزة، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وإصلاح السلطة الفلسطينية، وإعادة الإعمار، ونهاية حكم حماس في القطاع".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أحد رعاة المؤتمر، قد وصف الاعتراف بفلسطين بأنّه "واجب أخلاقي ومطلب سياسي". لكنّ مسؤولين فرنسيين طمأنوا نظراءهم الإسرائيليين بأنّ المؤتمر "لن يكون لحظة اعتراف"، بل فرصة لتحديد شروط لاحقة، وفق الصحيفة.

تحضيرات وخطوط عمل متعدّدة

وفي إطار التحضير للمؤتمر، أنشأت فرنسا والسعودية 8 مجموعات عمل لتحديد متطلّبات "حل الدولتين"، بينما تستضيف باريس مؤتمراً للمجتمع المدني قبيل الاجتماع الدولي.

وتغطي مجموعات العمل ملفات تشمل: الشؤون الإنسانية (بإشراف المملكة المتحدة)، إعادة الإعمار، الجدوى الاقتصادية للدولة الفلسطينية، احترام القانون الدولي، السرديات السلمية، ويوم رمزي بعنوان "يوم السلام"، وهو تصوّر للفوائد التي ستعود على كلا الطرفين من تسوية سلمية، بحسب ما نقلت الصحيفة. 

ضغوط إسرائيلية وتوسّع استيطاني

وفي الوقت الذي تسعى فيه أطراف المؤتمر لإيجاد توافق، تواصل "إسرائيل" سياستها لمنع أي خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية.

فإضافةً إلى إعلانها بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، وهو أكبر توسّع استيطاني منذ عقود، صرّح وزير الأمن يسرائيل كاتس، بأنّ الخطوة "استراتيجية" وتهدف لمنع إقامة الدولة الفلسطينية.

وتُظهر استطلاعات رأي إسرائيلية أنّ "20% فقط من الناخبين اليهود يدعمون حلّ الدولتين، فيما أيّد 56% نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى"، وفق "الغارديان".

خلافات أوروبية 

وفي السياق، لفتت "الغارديان" إلى أنّ الحكومات الأوروبية "بدأت تشكّ بشكل متزايد في نيّة إسرائيل لتخفيف سيطرتها على الفلسطينيين، وتعتبر الاعتراف أداة ضغط ممكنة لإجبار المسؤولين الإسرائيليين على تغيير تفكيرهم".

فقد اعترفت كلّ من إيرلندا، إسبانيا، والنرويج بدولة فلسطين العام الماضي. ويرى عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين السابقين في الأمم المتحدة، ضمن مجموعة "كبار الحكماء"، أنّ الاعتراف يجب أن يتمّ كخطوة مستقلة تمهّد للسلام، لا أن يرتبط بالمفاوضات النهائية، و"ومتى وكيف ينبغي نزع سلاح حماس". 

ورغم أنّ فرنسا والمملكة المتحدة لا تزالان تربطان الاعتراف بشروط تتعلّق بحكم حماس لغزة، فإنّ مواقف بعض النواب البريطانيين بدأت تنحو نحو الاعتراف الفوري، بمن فيهم النائب العام السابق جيريمي رايت.

ويبحث البريطانيون، وفق "الغارديان" عن تعهّدات واضحة خلال المؤتمر بشأن الحكومة الفلسطينية المستقبلية، بما في ذلك "استبعاد حماس من أي حكم مقبل في غزة".

رهان مزدوج على الضغط والتطبيع

إلى ذلك، تأمل فرنسا أن يؤدّي اعتراف غربي متزامن بدولة فلسطينية إلى تطبيع الدول الإسلامية علاقاتها مع "إسرائيل".

لكنّ التطبيع السعودي مع "إسرائيل" لا يزال مستبعداً، في ظلّ تصريحات متكرّرة لولي العهد محمد بن سلمان يصف فيها الممارسات الإسرائيلية بأنّها "إبادة جماعية"، وهو توصيف يحظى بدعم واسع في الرأي العام السعودي، بحسب "الغارديان". 

اقرأ أيضاً: وزير خارجية فرنسا: عازمون على الاعتراف بدولة فلسطين.. واعترافنا ليس رمزياً

اخترنا لك