"أكسيوس": البابا الأميركي أمام اختبار وحدة الكنيسة وسط انقسام كاثوليكي حاد
البابا ليو الرابع عشر، أول بابا أميركي، يواجه تحدياً كبيراً في رأب الانقسام السياسي والثقافي بين الكاثوليك في الولايات المتحدة، وسط تباينات حادة حول الهجرة وقضايا اجتماعية أخرى.
-
البابا ليو الرابع عشر في 8 أيار/مايو 2025 (أ ف ب)
يتولى البابا ليو الرابع عشر، أول بابا مولود في الولايات المتحدة، مهمة معقدة تتمثل في معالجة الانقسامات السياسية والثقافية المتفاقمة بين الكاثوليك الأميركيين، ولا سيما بين البيض واللاتينيين.
البابا الجديد، المعروف سابقاً بالكاردينال روبرت فرانسيس بريفوست، لطالما كان مدافعاً صريحاً عن حقوق المهاجرين، وقصة هجرة عائلته تلامس قضية قسمت العديد من الكاثوليك في الولايات المتحدة على أسس ثقافية وسياسية.
وأشار موقع "أكسيوس"، إلى أنّ الأشخاص المطلعين على البابا الجديد، يصفونه بأنه "وسطي متعاطف يتميز بنهج معتدل ممزوج بروح الفكاهة"، إذ يعتقد البعض أنه يمكن أن يساعد في تهدئة التوترات داخل الكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.4 مليار عضو، بل وخارجها.
وفي حديث مع "أكسيوس"، قال أندرو تشيسنوت، رئيس قسم الدراسات الكاثوليكية بجامعة "فرجينيا كومنولث"، إنّه "لم تكن هناك قضية أكثر إلحاحاً بالنسبة إلى الأساقفة الأميركيين من ترحيل عشرات الآلاف من رعاياهم الكاثوليك من أصول لاتينية".
ويمثل الكاثوليك البيض واللاتينيون خُمس سكان الولايات المتحدة، وهم من بين أكثر الكتل تأثيراً بين المؤمنين الكاثوليك حول العالم.
من جانبه، أشار ماسيمو فاجيولي، أستاذ اللاهوت التاريخي في جامعة فيلانوفا، لشبكة "سي أن أن"، إلى أنّ "الفوضى في النظام الدولي التي أوضحها الرئيس ترامب جعلت المستحيل ممكناً، أي انتخاب مواطن أميركي بابا".
" أشكر الكرادلة الذين اختاروني ولنعمل معاً للسلام"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 8, 2025
البابا المنتخب ليو الرابع عشر#الميادين #الفاتيكان pic.twitter.com/mAwoXHa607
كما يأتي اختيار البابا ليو في وقت تحتجز إدارة ترامب الآلاف من المهاجرين اللاتينيين الكاثوليك وتسعى لترحيلهم.
وكشف استطلاع حديث أجراه معهد الأبحاث الدينية العامة (PRRI) عن تباين واضح في مواقف الكاثوليك في الولايات المتحدة تجاه قضايا محورية، أبرزها الهجرة. فبينما يُظهر الكاثوليك البيض دعماً كبيراً لسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب في هذا المجال، يعارض معظم الكاثوليك من أصول لاتينية تلك السياسات.
ولفت الاستطلاع أيضاً إلى وجود خلافات عميقة بين المجموعتين بشأن قضايا اجتماعية أخرى، من بينها حقوق مجتمع الميم (LGBTQ) والمبادرات المعنية بالتنوع الثقافي والاجتماعي.
وفي هذا السياق، قال الباحث في الشؤون الدينية جون تشيسنوت، إن الانقسامات المتزايدة بين الكاثوليك الأميركيين، والتي فاقمتها سياسات ترامب، تمثل تحدياً كبيراً للبابا ليو الرابع عشر، لكنها في الوقت ذاته قد تشكل فرصة نادرة لتعزيز وحدة الكنيسة وتجديد خطابها في مواجهة الاستقطاب السياسي والاجتماعي.
وأشار روبرت بي. جونز، رئيس ومؤسس معهد الأبحاث الدينية العامة (PRRI)، في تصريح للموقع الأميركي، إلى أن صعود البابا ليو الرابع عشر، قد ينعش اهتمام بعض الأميركيين بالكنيسة الكاثوليكية، خاصة بين أولئك الذين تراجع ارتباطهم بها في السنوات الأخيرة، في ظل تنامي أعداد "اللادينيين".
وبحسب الموقع، أنّه ورغم الأهمية الرمزية لاختيار أول بابا أميركي، فإن التأثير الفعلي خارج أسوار الكنيسة قد يكون محدوداً. فالمواقف من قضايا مثل الهجرة وسياسات ترامب متجذّرة في النسيج الثقافي الأميركي، ما يجعل من الصعب حتى على شخصية كاريزمية من شيكاغو أن تُحدث تغييراً جوهرياً على المدى القريب.
"سنواصل عمل البابا فرانسيس وعمل "الكرسي" للتوحد والتوحيد والسلام في كل بقاع العالم"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 8, 2025
البابا المنتخب ليو الرابع عشر#الميادين #الفاتيكان pic.twitter.com/OpM1eRcbQc