وثائق أميركية تنفي تأكيد البنتاغون عدم استهداف مدنيين في عملية البغدادي
الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "NPR" تكشف معلومات عن تورّط "البنتاغون" باستهداف مدنيين خلال غارة جوية في محافظة إدلب السورية استهدفت زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.
ادعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّها تجنّبت إصابة المدنيين خلال إحدى أكثر العمليات العسكرية شهرة في سوريا عام 2019، والتي استهدفت مخبأ زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
لكن هذا الأمر نفته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية "NPR"، التي حصلت على وثائق سرية تكشف أنّ البنتاغون استهدف مدنيين وأبرياء خلال صربات جوية.
وقالت الإذاعة إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ادعى أنّ العملية كانت "مثالية". كذلك، زعم المسؤولون العسكريون أنّ القوات الأميركية "حمت أرواح المدنيين".
وكان "البنتاغون" قد نفى تقريراً نشرته "NPR" حول نيران مروحية أميركية قتلت مدنيين سوريين في تلك العملية وشوهتهم.
ولاحقاً، رفعت "NPR" دعوى قضائية٬ وفقاً لقانون حرية المعلومات الأميركي، ضد "البنتاغون"، مُطالبةً برفع السرية عن المستندات المُتعلّقة بالغارة الجوية، وحصلت خلالها على نسخة من التقرير السري الذي كان محظوراً على مواطني الدول الأجنبية غير أميركيين.
ماذا كشفت مستندات "NPR"؟
كشفت مستندات "NPR" أنّ القوات الأميركية أطلقت النيران التحذيرية لعدّة ثوانٍ فقط. وبعدها، شنّت غارات جوية على شاحنة يستقلها مدنيون سوريون، مضيفةً أنّ القوات الأميركية قصفت الشاحنة لأنّ ركابها لم يتوقفوا ولم يغيّروا مسار تحركهم.
ولفتت المستندات إلى أنّ وزارة الدفاع الأميركية لم تقدّم أيّ أدلّة تُثبت أنّ الضحايا كانوا "مُقاتلين أعداء"، بخلاف التقدير اللحظي المُستعجل الذي قامت به القوات الأميركية وسط ظلام الغارة الليلية التي تفذتها.
وأشارت المستندات إلى أنّ السلطات الأميركية لم تتبع التوصية بإعداد ملف استخباراتي لدعم ادعاء أنّ الضحايا كانوا "مُحاربين عُدوانيين غير قانونيين".
وبحسب الإذاعة، على الرغم من كل هذه الأدلة، فإنّ وزارة الدفاع طعنت في صحّة الشهادات التي جمعتها "NPR" من الناجي الوحيد من الغارة ومن أسر الضحايا، من دون أن تقوم بالتواصل مع الضحية أو بإجراء تحقيق رسمي كامل.
وفي وقتٍ سابق، ذكرت "صحيفة نيويورك تايمز" أنّ الجيش الأميركي تستر على ضربتين جويتين نفذهما على سوريا عام 2019 تسببتا بمقتل نحو 64 امرأة وطفلاً.
وبحسب التقرير، فإنّ ضربتين جويتين متتاليتين قرب قرية الباغوز نفذتا بأمر من وحدة عمليات خاصة أميركية سرية مكلفة بالعمليات البرية في سوريا.