"مجلس السيادة" السوداني: لن يحلّ السلام إلا بخروج "الدعم السريع" من المناطق التي احتلتها
رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان والقائد العام للقوات المسلحة يؤكد أن لا سلام في السودان إلا بخروج "الدعم السريع" من المناطق التي احتلتها، ويقول إنه لن تكون هناك أي عملية سياسية إلا بعد انتهاء الحرب.
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، أن "السلام لن يحلّ في السودان إلا بعد خروج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها والذهاب إلى مناطق تقبلها".
وأكد أنه "لن تكون هناك أي عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب في البلاد".
ورداً على "الذين يتهمون المنتسبين إلى المقاومة بإشعال الحرب" أكد البرهان أن "الحرب أشعلها من حمل السلاح وقتل الأبرياء وشرد المواطنين من منازلهم".
وشدد، في كلمة أمام حشد من جنود الجيش في مدينة مروي بالولاية الشمالية، على أن "الجيش سيستمر في القتال ومواصلة الزحف وصولا إلى مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور".
يشار إلى أن قوات "الدعم السريع" تحاصر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل مؤشرات على هجوم وشيك على المدينة الوحيدة التي ما زالت خارج سيطرتها في الإقليم المضطرب.
وكان البرهان زار الولاية الشمالية ضمن جولاته التفقّدية على الفرق والوحدات العسكرية، وكان في استقباله في مطار مروي، اللواء الركن سليمان كمال حاج الخضر، قائد الفرقة 19 مشاة.
كما تفقد البرهان ضباط وضباط صف وجنود "الفرقة 19 مشاة" في مروي، وتلقى عرضاً لمجمل الأوضاع الأمنية في الولاية.
الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني: قواتنا تحرز تقدُّماً في كل المحاور
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، أنّ "الجيش يحرز تقدماً في كل المحاور، وهو مستمر في أداء هذا الواجب الوطني حتى يستعيد الوطن عافيته وتعود الطمأنينة والأمن إلى كل ربوع بلادنا الغالية".
وقال في منشور على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة في "فيسبوك"، أمس الثلاثاء: "ملحمة الكرامة هي لوحة وطنية تُشكِّّلها جهود وعرق ودماء كافة أبناء السودان الخُلّص في القوات النظامية، بجانب رفقاء السلاح والمصير في القوة المشتركة من حركات الكفاح المسلح وهي مكوّن أصيل بكل متحركاتنا في المحاور كافة بجانب المستنفرين".
وأضاف: "الجميع يبذل الغالي والنفيس في سبيل دحر المرتزقة ومتمردي ميليشا آل دقلو الإرهابية".
الجيش يهاجم "الدعم السريع" في الخرطوم
ميدانياً، نفّذ الجيش السوداني هجوماً بواسطة مسيرات مختلفة تجمعات وارتكازات لقوات "الدعم السريع" في الخرطوم.
وأضاف الجيش أن الاستهدافات شملت عدداً من الأحياء التابعة للخرطوم.
وقال إن الأحياء التي شملتها استهدافات المسيرات هي، الامتداد والصحافات والطائف والجريف غرب.
وأكد الجيش أن الهجوم أدى إلى وقوع خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف "الدعم السريع".
جامعة "ييل" الأميركية: "الدعم السريع" نفذت انتهاكات في الفاشر
على المستوى الحقوقي، حذّر تقريرٌ صادرٌ عن مركز حقوق الإنسان في جامعة "ييل" الأميركية، أن الحصار مُتعدِّد الاتجاهات الذي تُنفِّذه قوات "الدعم السريع" حول الفاشر، ستكون عواقبه "شديدة على المدنيين" في ظل عدم وجود حماية كافية للمدنيين.
وذكر التقرير أنه "عادةً ما تتسلّل قوات الدعم السريع إلى الأحياء في شكل موجات وترتكب فظائع جماعية واسعة النطاق، مستهدفة بما في ذلك، عمليات إعدام جماعية في كثيرٍ من الأحيان لرجال وفتيان المساليت والفور والزغاوة، وكذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي تجاه النساء والفتيات، بما في ذلك الاستغلال والاعتداء الجنسي والاغتصاب في ملاجئ النازحين".
وأضاف التقرير: "تُشير تقديرات مركز حقوق الإنسان بجامعة ييل إلى احتمال وقوع 3 أشكال من الخسائر البشرية الجماعية في صفوف المدنيين بالفاشر، مثل الوفيات المُرتبطة بالحرمان بسبب نقص الضروريات الأساسية – الغذاء والماء والدواء – ومقتل مدنيين نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجهات المسلحة، ووفاة مدنيين نتيجة لفظائع وأعمال جماعية ممنهجة".
وأوضح مركز حقوق الإنسان، أن هناك تقارير عن العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس، بما في ذلك الاستغلال والاعتداء الجنسي والاغتصاب في ملاجئ النازحين، وبحسب ما ورد ساهم عدم كفاية الرعاية للناجين في حالات انتحار.
ومن المُحتمل أن تكون الهجمات التي حدثت غرب الفاشر وبالقرب من مليط قد تسبّبت في سقوط المزيد من المدنيين.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي عقد، يوم الاثنين، جلسة عاجلة استجابةً لطلب بعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدة، لمناقشة الدعم الذي تقدّمه الإمارات لقوات "الدعم السريع" في السودان وتحميلها "المسؤولية القانونية والجنائية" عن ذلك.
وقال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس الحارث: "لقد ظلت جمهورية السودان وشعبها وقواتها المسلحة تتعرّض، منذ 15 نيسان/أبريل 2023 وحتى اليوم، لحرب عدوان واسعة النطاق تم التخطيط الآثم والإعداد الخبيث لها من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر ميليشيا قوات الدعم السريع وغيرها من الميليشيا المارقة المتحالفة معها وفرق المرتزقة من تسع دول مختلفة، والتي عملت تلك الدولة على حشدهم ذرافات ووحداناً كما توضح لكم المرفقات".
وأضاف في رسالة وجّهها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي: "يشدّد السودان على أنّ دعم الإمارات لميليشيا الدعم السريع الإجرامية التي شنت الحرب على الدولة والمواطنين يجعل الإمارات شريكة في كل جرائمها وفظائعها بما تترتّب عليه مسؤولية دولية وفقاً لأحكام القانون الدولي".