تنافسٌ في قتل المدنيين.. "هآرتس" توثق انتهاكات جيش الاحتلال في قطاع غزة
إعلام إسرائيلي يقرّ بأن المباني التي توسم بوصفها منازل لمقاومين في قطاع غزة لا تزال تظهر في قائمة أهداف "الجيش" الإسرائيلي، حتى بعد مهاجمتها، وبالتالي فإنَّ "المدنيين الذين يدخلون إليها قد يتعرضون للهجوم ويوصفون بكونهم مخربين".
أقرَّ مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يانيف كوبوفيتس، بأن المباني التي توسم بوصفها "منازل لناشطين إرهابيين (مقاومين) أو أماكن لانتشار العدو في قطاع غزة، لا تزال تظهر في قائمة أهداف الجيش، حتى بعد مهاجمتها، وبالتالي فإنَّ المدنيين الذين يدخلون المبنى نفسه قد يتعرضون للهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي ويعتبرون مخربين بعد مقتلهم".
وأشار كوبوفيتس إلى أن "الجيش" الإسرائيلي "ليس معتاداً على تحديث قائمة الأهداف في قطاع غزة والإشارة إلى القوات الموجودة في الميدان، أي المباني التي لم تعد تستخدم من قبل التنظيمات الإرهابية (فصائل المقاومة)، وهذا يعني أن أي شخص - حتى لو كان بريئاً وغير متورط في الإرهاب (المقاومة) - يدخل المبنى نفسه، يمكن أن يتعرض للهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي ويُعد مخرباً بعد مقتله، حتى لو لم يعد هناك أي نشاط للمنظمات الإرهابية (المقاومة)".
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي ادعى منذ بداية الحرب بأن أعداد المخربين القتلى تشمل فقط أولئك الذين تم التأكد من أنهم إرهابيون (مقاومون)، لكن شهادات المقاتلين الذين خدموا في قطاع غزة ترسم صورة مختلفة".
ونقل عن ضابط من الوحدة الهجومية في إحدى فرق "الجيش" الإسرائيلي، الذي شارك في عدة جولات من القتال في قطاع غزة، قوله إن التعليمات هي أن "بيت ناشط سيبقى دائماً بيت ناشط، حتى لو قُتل قبل 6 أشهر"، لكنه ادعى، بحسب الصحيفة، أن "الجيش الإسرائيلي بدأ بالتصرف بهذه الطريقة بعد أن أدرك أن الإرهابيين (المقاومين) يعودون إلى منازلهم ونقاط انتشارهم حتى بعد تعرضها للهجوم".
وقال: "كانت هناك أهداف عاشت فجأة، لذلك إذا قرر شخص ما الدخول إلى هذا المبنى للبحث عن مكان للاختباء، يهاجمون المنزل". في منطقة ممر نتساريم، كما يقول، كان الأمر هو استهداف أي شخص يدخل مبنى، "بغض النظر عمن هو أو إذا كان يبحث فقط عن مأوى من المطر".
وتوصل التحقيق المطول الذي نشرته صحيفة "هآرتس" أمس، استناداً إلى شهادات جنود وضباط خدموا في قطاع غزة، إلى أن المنطقة المحيطة بمحور "نتساريم" أصبحت "منطقة قتل – وكل من يدخلها تُطلق عليه النار ويقتل". وقال ضابط في الفرقة 252، التي كانت متمركزة على طول المحور في الماضي: "بالنسبة إلى الفرقة، فإن منطقة القتل هي مدى جهاز تسديد القناصة".
وأضاف: "نحن نقتل المدنيين هناك وهم يُعتبرون مخربين. إن بيانات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي حول عدد القتلى من كل وحدة ولواء وفرقة حولت هذه القصة برمتها إلى منافسة بين القوات. إذا قتلت الفرقة 99 أو 150، فستحاول الفرقة التالية في الصف الوصول إلى 200 (قتيل)".
وأقرَّت الصحيفة بأن "الجيش" الإسرائيلي كثف أيضاً هجماته على مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي منطقة يعرّفها "الجيش نفسه بأنها منطقة إنسانية"، ولكنه لم يمتنع أبداً عن مهاجمة المنطقة، التي أصبحت مدينة خيام ضخمة مليئة بمئات الآلاف من النازحين، وأكدت أنه زاد مؤخراً من وتيرة الهجمات، وقدرت أن العشرات استشهدوا في المنطقة.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد اعترفت في وقت سابق بأن "الجيش" الإسرائيلي يستمرّ بقصف منطقة المواصي في خان يونس المكتظة بالنازحين، والتي يوجّه السكان المدنيين للتوجّه إليها، ولا يمتنع أبداً عن مهاجمتها، رغم أنه يصنّفها "منطقة إنسانية".