بوتين: روسيا لن تتأخر في اتخاذ التدابير الردعية تجاه التسلح في أوروبا

الرئيس الروسي يؤكد في كلمته خلال افتتاح الجلسة العامة للدورة الـ22 للاجتماع السنوي لـ"منتدى فالداي الدولي للنقاش" أنّ بلاده "سترد بشكل ساحق على أي تهديدات ضدّها"، مشيراً إلى أنّ "خسائر أوكرانيا أكثر من أن تُعوَّض".

0:00
  • الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال إلقائه كلمةً في افتتاح الجلسة العامة للدورة الـ22 للاجتماع السنوي لـ
    بوتين، خلال إلقائه كلمةً في افتتاح الجلسة العامة للدورة الـ22 للاجتماع السنوي لـ"منتدى فالداي الدولي للنقاش" (سبوتنيك)

حذّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أنّ بلاده "سترد بشكل ساحق على أي تهديدات ضدّها"، مؤكداً أنّها "لن تتأخر في اتخاذ التدابير الردعية تجاه التسلح في أوروبا".

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاحه الجلسة العامة للدورة الـ22 للاجتماع السنوي لـ"منتدى فالداي الدولي للنقاش"، اليوم الخميس، أكد بوتين أنّ روسيا "تراقب عن كثب عسكرة أوروبا"، إذ إنّ هذا "أمر يتعلق بأمنها".

ووصف بوتين ما يردّده السياسيون الأوروبيون، بشأن احتمال نشوب حرب مع روسيا بالـ"هراء"، قائلاً: "إذا أراد أحد التنافس مع روسيا عسكرياً فليحاول.. روسيا لن تظهر ضعفاً أو تردداً أبداً".

"الخسائر الأوكرانية أكثر من أن تُعوَّض"

أما عن سير العمليات العسكرية في أوكرانيا، فأكد الرئيس الروسي أنّ قوات بلاده "تواصل تقدّمها على طول خط التماس بثقة"، مشيراً إلى أنّ بلدة كيروفسك في دونيتسك "تحت السيطرة الكاملة للقوات الروسية".

وشدّد بوتين على أنّ الخسائر في صفوف القوات الأوكرانية "أكثر من قدرتها على التعويض". وإزاء ذلك، وبالنظر إلى هذه الخسائر، أكد بوتين أنّ "من الأفضل لنظام كييف أن يفكّر في بدء التفاوض والدبلوماسية".

وبيّن بوتين أنّ تجنّب الحرب في أوكرانيا "كان ممكناً، لو أبقت كييف على استقلاليتها، ولم يقترب الناتو من حدود روسيا".

وفي هذا الإطار، حمّل بوتين أوروبا، "في المقاوم الأول"، مسؤولية عدم إيقاف الحرب في أوكرانيا، متابعاً: "هناك دول تَعدُّ أوكرانيا مجرد ورقة لتحقيق مصالحها وأهدافها... نحن لا نحارب الجيش الأوكراني فقط بل كل دول الناتو".

"الدول الغربية في حاجة ماسة إلى روسيا"

إضافةً إلى ذلك، قال بوتين إنّ خصوم روسيا "بذلوا قصارى جهدهم لجعلها في وضع محرج، لكنّ كل محاولاتهم باءت بالفشل"، بحيث أظهرت موسكو "أعلى درجات الصمود في مواجهة العقوبات".

وأشار إلى أنّ روسيا "أعلنت مرتين استعدادها للانضمام إلى الناتو، إلا أنّها تلقّت رفضاً"، وأنّها "كانت مستعدةً للعمل المشترك مع الشركاء الغربيين، لكنهم أظهروا أنّهم غير مستعدين للتخلي عن الصور النمطية". 

كما أكد بوتين أن "لا وجود لعالم متوازن من دون روسيا"، وأنّ الدول الغربية "في حاجة ماسة إليها، خصوصاً في مجال التكنولوجيا والموارد الأساسية"، متوجهاً إلى نخب هذه  الدول بالقول: "ناموا بسلام واهتموا بمشاكلكم".

وتابع بوتين بقوله إنّ بعض الدول "يرغب في تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا، وجعل شعبها يعاني"، محذّراً من أن "لا أمان لأحد إذا جرى توفير أمن دولة على حساب أخرى".

في هذا السياق، أكد الرئيس الروسي أنّ الأمن "لا يمكن أن يُجزَّأ، فالعمل المشترك الدؤوب فقط يمكنه أن يحلّ المشكلات".

وأضاف أنّ "حل المشكلات عبر التعاون ممكن في عالم متعدد الأقطاب"، لافتاً إلى أنّ التغييرات نحو عالم متعدد الأقطاب "تجري بشكل أسرع"، بحيث "انتهى زمن الإملاءات".

وعن هذا "العالم متعدد الأقطاب"، قال بوتين إنّه "أكثر ديمقراطيةً"، موضحاً أنّ تعددية الأقطاب "أصبحت نتيجةً مباشرةً لمحاولات الغرب الحفاظ على الهيمنة في العالم".

وتابع بأنّ الطبقة الحاكمة في الغرب "تمارس الخداع على مواطنيها من خلال تأجيج التوترات"، وأنّ "الغرب لم يكن مستعداً للتخلي عن الهيمنة، ولم يستطع مقاومة إغراء السلطة المطلقة، لكن جميع محاولاته فرض وصاية على الدول الأخرى انتهت بالفشل".

وأردف قائلاً: "لا توجد ولن تكون في العالم قوة قادرة على فرض الأوامر على الجميع... وفي الوضع العالمي الحالي، علينا أن نكون مستعدين لأي شيء، والمخاطر عالية للغاية".

"لا يمكن حلّ قضية غزة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية"

إلى جانب ذلك، أكد بوتين أنّ روسيا "تسعى لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بشكل كامل".

وتطرّق الرئيس الروسي في كلمته إلى الوضع في المنطقة، مؤكداً أنّه "اطّلع على خطة الرئيس الأميركي بشأن الشرق الأوسط"، وأنّ موسكو "تدرس المبادرات التي قدّمها بشأن فلسطين".

ورأى بوتين أنّ "من الأفضل إدارة غزة" من خلال السلطة الفلسطينية الحالية، برئاسة محمود عباس، وأنّ "قضية غزة لا يمكن حلها إلا بإقامة الدولة الفلسطينية".

"نعمل لإنشاء منظمات بديلة لبحث القضايا الدولية"

بوتين ذكر في كلمته أيضاً الأمم المتحدة، مؤكداً أنّها "تواجه صعوبات وتحتاج إلى التكيّف مع الواقع". وإذ أشار إلى أنّ هيئات الأمم المتحدة "لديها إمكانات"، فإنّه أوضح أنّ "التساؤل هو بشأن كيفية استخدامها من قبل الدول".

وقال أيضاً إنّ "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تحوّلت إلى منصة لمناقشة حقوق الإنسان"، موضحاً أنّ العمل يتم من أجل "إنشاء منظمات بديلة لبحث القضايا الدولية، بناءً على الحوار والاحترام المتبادل".

وبيّن، في هذا السياق، أنّ "المصالح المشتركة جمعت دول مجموعة البريكس، وهم شركاء طبيعيون"، مضيفاً أنّ "المكانة العالمية لمنظمتَي شنغهاي وبريكس آخذة في الازدياد".

اقرأ أيضاً: لافروف يحذر "الناتو" والاتحاد الأوروبي: أي عدوان على روسيا سيُقابل برد حاسم

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.