السودان: المقاومة الشعبية في شمال دارفور تنفي سيطرة "الدعم السريع" على الفاشر

المقاومة الشعبية في ولاية شمال دارفور تنفي سيطرة قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، ووصفت الأنباء المتداولة بأنها "حملة تضليل إعلامي"، فيما تتواصل المعارك داخل المدينة.

0:00
  • أحد مقاتلي الجيش السوداني على أطراف مدينة الفاشر- أرشيف (الأناضول)
    أحد مقاتلي الجيش السوداني عند أطراف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان- أرشيف (الأناضول)

أصدرت المقاومة الشعبية في ولاية شمال دارفور – الفاشر، اليوم الأحد، بياناً نفت فيه ما تروّجه وسائل إعلام ومواقع إلكترونية عن سقوط المدينة بيد "قوات الدعم السريع"، ووصفت ما يجري بأنه "حملة إعلامية مضللة تهدف إلى إثارة الهلع والرعب، وإضعاف الروح المعنوية للمقاتلين".

وقالت المقاومة في بيانها: "تتعرّض الفاشر في الوقت الراهن إلى حملةٍ إعلامية مفضوحة هدفها إثارة الهلع والنيل من عزيمة المقاتلين، باعتبار أنّ دخول رئاسة الفرقة يعني سقوط المدينة"، مؤكّدةً أنّ "الفاشر هي الحاجز والصخرة التي تتفكّك عندها المؤامرات وأحلام الميليشيات".

ويأتي البيان بعد ساعات من إعلان قوات "الدعم السريع" سيطرتها على مقرّ قيادة الجيش في مدينة الفاشر، آخر مدينة ما زالت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في إقليم دارفور غرب السودان.

هجوم من 5 محاور وتضارب في المعلومات حول الوضع الميداني

وتحدّث ناشطون في السودان عن استمرار المعارك داخل المدينة، مؤكّدين أنّ القوات المسلحة السودانية تصدّت لهجوم واسع شنّته قوات "الدعم السريع" من 5 محاور، فيما تركّز القتال في المحور الشرقي، حيث أعلنت قوات "الدعم السريع" استيلاءها على مبنى الفرقة السادسة مشاة.

غير أنّ شهود عيان ومصادر صحافية أوضحوا أنّ المبنى الذي أعلنت قوات "الدعم السريع" السيطرة عليه قديم ومهجور وتمّ تغييره منذ أشهر، نظراً لقرب المبنى من مرمى نيران "الدعم السريع" والطوق العسكري المفروض من قبل هذه المليشيات على المدينة منذ أكثر من عام.

وتتضارب المعلومات حول الوضع الميداني في الفاشر، إذ لم يصدر حتى الآن أيّ بيان رسمي من الجيش السوداني، بينما تنتشر على وسائل التواصل تسجيلات صوتية متناقضة تتحدّث عن سقوط المدينة أو صمودها.

حصار طويل وتدهور إنساني

وتخضع مدينة الفاشر لحصار خانق منذ أكثر من 18 شهراً، فرضته قوات "الدعم السريع" التي استهدفت المدنيين بهجمات متكرّرة بالطائرات المسيّرة والمدفعية، وتسبّب الحصار في انتشار المجاعة في أنحاء المدينة التي لا يزال يقطنها 250 ألف نسمة.

وفي الأسبوع الفائت، زعمت قوات "الدعم السريع" أنها "تسهّل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من المدينة"، لكن أولئك الذين غادروا الفاشر أبلغوا عن عمليات سطو واعتداءات جنسية وقتل على يد عناصر قوات "الدعم السريع" على الطريق.

وقالت بعثة من الأمم المتحدة، في شهر أيلول/أكتوبر الماضي إنّ قوات "الدعم السريع" ارتكبت "جرائم متعدّدة ضدّ الإنسانية" خلال حصارها للمدينة.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: آلاف الأطفال مهددون بالموت في مدينة الفاشر في السودان