السباق النووي: بكين وموسكو تتقدمان على واشنطن في مجال الطاقة

مجلة "فورين أفيرز" تتحدث عن تقدم الصين وروسيا في مجال الطاقة النووية، حيث تقودان السوق النووية العالمية عبر تصدير التكنولوجيا وبناء محطات جديدة في الدول النامية، ما يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي للطاقة.

0:00
  • محطة تيانوان للطاقة النووية في ليانيونقانغ في الصين - حزيران/يونيو 2024 (Getty Images)
    محطة تيانوان للطاقة النووية في ليانيونقانغ في الصين - حزيران/ يونيو 2024 (Getty Images)

نقلت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، في تقرير، أنّ العالم "يشهد نوعاً جديداً من السباق العالمي، ليس من أجل السيطرة على الفضاء، بل من أجل السيطرة على سوق الطاقة النووية العالمية".

فلطالما "اعتُبرت الطاقة النووية محفوفة بالمخاطر بسبب الحوادث الكبرى وتجاوزات الميزانية، ما أعاق اعتمادها على نطاق واسع".

لكن خلال العقد الماضي، "عادت الطاقة النووية بقوة بفضل تطوير المفاعلات المعيارية الصغيرة"، بحيث "تتولى الصين وروسيا زمام المبادرة، عبر توسيع قدراتهما المحلية، إضافة إلى تصدير التكنولوجيا النووية وبناء محطات الطاقة النووية في مجموعة متنوعة من الاقتصادات الناشئة"، وفق "فورين أفيرز". 

وأشارت المجلة إلى أنّ "روسيا تتصدر العالم الآن في بناء محطات الطاقة النووية"، إذ تقوم شركة الطاقة النووية المملوكة للدولة، "روساتوم"، "ببناء 6 ستة مفاعلات محلية جديدة، وتساعد في بناء 19 مفاعلاً في 6 دول أجنبية".

توسع غير مسبوق في الصناعة النووية في الصين

وفي غضون ذلك، "وقّعت الصين على مدى السنوات العشر الماضية عقوداً للمساعدة في بناء 9 مفاعلات في 4 دول، مع الحفاظ على معدل توسع غير مسبوق في صناعتها النووية المحلية".

وقد سارعت روسيا والصين بشكل خاص، بحسب "فورين أفيرز"، إلى "استيعاب إمكانات المفاعلات المعيارية الصغيرة، التي يمكنها عادةً توليد ما يصل إلى ثلث الطاقة التي تنتجها محطات الطاقة النووية التقليدية".

وبالمقارنة مع المفاعلات الكبيرة التقليدية، يُمكن نشر المفاعلات النووية الصغيرة "SMRs" بسرعة في المناطق التي تفتقر إلى سعة شبكة كهربائية مرنة، كما أن تصميمها المعياري يجعلها أقل تكلفة.

وتتزايد الحاجة إلى مصادر طاقة جديدة بأسعار معقولة مع تسارع وتيرة الاعتماد على الكهرباء في العالم. فمن المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على الكهرباء بمعدل سنوي يبلغ نحو 4% خلال السنوات القليلة المقبلة، وستمثل الدول النامية ما يُقدر بنحو 85% من هذا الطلب الجديد.

من بين القوى الكبرى، كانت الصين وروسيا الأكثر استباقية في إدراك هذه الحاجة وتلبيتها بصادرات الطاقة النووية، بحيث "تستهدف كلتا الدولتين بنشاط الدول النامية"، بحسب المجلة. 

وفي هذا الإطار، أشارت "فورين أفيرز" إلى أنّ هذا الجهد "قد يُحدث بدوره تحولاً في المشهد العالمي للطاقة، ويُغير موازين القوى الجيوسياسية".

ولفتت إلى أنّ الولايات المتحدة كانت في السابق هي المهيمنة على تطوير التكنولوجيا النووية. ولكن منذ نحو سبعينات القرن الماضي، "تخلّت عن هذه القيادة بسبب المعارضة الشعبية وارتفاع التكاليف والتحديات التنظيمية، فيما هي الآن تدفع الثمن".

وخلصت المجلة إلى أنّ "الحاجة المتزايدة للكهرباء لتشغيل الذكاء الاصطناعي، إلى جانب رغبة الدول النامية في الحصول على الطاقة، تعني أنّ الدول القادرة على تصدير المفاعلات النووية الصغيرة بسرعة وبتكلفة معقولة ستصبح من بين الشركاء المؤثرين بشكل متزايد للدول الأخرى".

ووفقاً لها، فإنّ "الصين وروسيا تستغلان بالفعل استثماراتهما في الطاقة النووية في الخارج لتعزيز نفوذهما الاقتصادي والسياسي على الدول التي تشتري تقنياتهما".

اقرأ أيضاً: "إزفستيا": الصين تختبر قنبلة هيدروجينية غير نووية... ما مميزاتها وآفاق استخدامها؟

اخترنا لك