التايمز": رفع العقوبات الأميركية عن سوريا يربك "إسرائيل" ويثير جدلاً دولياً

صحيفة "التايمز" البريطانية تشير إلى أنّ رفع الرئيس الأميركي العقوبات عن سوريا يثير قلقاً إسرائيلياً واسعاً، ويعيد رسم تحالفات المنطقة بدعم سعودي-تركي.

0:00
  • الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلتقي
    الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلتقي رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض (وكالات)

في خطوةٍ مفاجئة، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، مثيراً صدمة في الأوساط الدولية وقلقاً بالغاً لدى "إسرائيل"، وسط تحوّلات دراماتيكية في السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية.

قرار ترامب يخلط أوراق السياسة الأميركية في سوريا

بعد أشهر من تجاهل الملف السوري، استجاب الرئيس ترامب لضغوط سعودية وتركية، ووافق على لقاء أحمد الشرع – المصنّف "إرهابياً" في السجلات الأميركية – ليعلن أمس في لحظة "كلاسيكية" رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الرئيس السابق بشار الأسد.

وصرّح ترامب قائلاً: "حان وقت تألّق سوريا، سنرفع العقوبات كافة، أتمنّى لهم التوفيق". وظهرت في دمشق لافتات مضيئة كتب عليها: "شكراً المملكة العربية السعودية، شكراً أميركا"، تُظهر ترامب إلى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وعلى الرغم من أنّ الشرع سافر إلى فرنسا والتقى بماكرون الذي أعرب عن دعمه لتخفيف تدريجي للعقوبات الأوروبية على سوريا. ومع ذلك، لم يكن رفع العقوبات الأميركية بالكامل وارداً، إذ جادل مؤيّدوه بضرورة ممارسة الضغط لضمان إصلاح الشرع وتعاونه الحقيقي مع الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ كلّاً من تركيا والسعودية ودول الخليج الأخرى التي تستثمر في استقرار سوريا ستحتفل بتراجع ترامب المفاجئ عن فرض العقوبات. كما أنه يعزّز الرأي السائد، سواء للأفضل أو للأسوأ، بأنّ الرئيس الأميركي لا يمكن التنبّؤ بتصرّفاته، سواء كعدو أو كحليف.

فرحة في دمشق وقلق في "تل أبيب"

الخطوة أثارت ترحيباً واسعاً داخل سوريا، حيث يأمل السوريون في استعادة الحياة الاقتصادية بعد سنوات من العقوبات والحصار.

في المقابل، عبّرت "إسرائيل" عن قلقها من أنّ هذه التحرّكات قد تؤدّي إلى تعاظم الفجوة الاستراتيجية مع واشنطن، خاصة في ظلّ توجّه ترامب نحو التفاوض مع إيران، وإنهاء الحملة الجوية على اليمنيين.

مصادر إسرائيلية اعتبرت أنّ المصافحة بين ترامب والشرع تعدّ "تحوّلاً مقلقاً"، خصوصاً مع اعتبار الأخير "غير قابل للإصلاح"، ورفضه حتى الآن أيّ التزام بنزع السلاح جنوب سوريا، حيث تطالب "إسرائيل" بمنطقة أمنية تمتد حتى مشارف دمشق، وفق الصحيفة البريطانية.

شروط أميركية مقابل رفع العقوبات

وخلال اجتماعه مع الشرع، طلب ترامب، طرد المقاتلين الأجانب، الذين سبق للشرع أن اقترح منحهم الجنسية، والبدء بعلاقات دبلوماسية مع "إسرائيل".

لكنّ مراقبين شكّكوا في قدرة الشرع على تنفيذ هذه الشروط، نظراً لضعف السيطرة المركزية في سوريا واعتماد الشرع على تحالفات عسكرية غير منضبطة.

وسيجادل المنتقدون بأنّ الرئيس ترامب بلقائه الشرع، بل واقتراحه بناء برج ترامب في دمشق، قد تسرّع في احتضان زعيم يدين بانتصاره على الأسد لقاعدة من المقاتلين المتشدّدين، وكثير منهم ليسوا تحت سيطرته المباشرة. ففي آذار/مارس الماضي، قام مسلحون يتبعون للحكومة السورية الجديدة بارتكاب جرائم ضد الطائفة العلوية، وبعدها بنحو شهرين تقريباً ارتكبوا انتهاكات بحقّ الطائفة الدرزية.

قوّة إقليمية جديدة لمحاولة تهمش إيران وروسيا

ورأت الصحيفة أنّ التحوّل الأميركي تجاه سوريا يأتي بينما تحاول واشنطن أن "تُهمَّش إيران بشكل واضح في المعادلة الجديدة" بعد أن كانت سوريا حجر أساس في "محور المقاومة".

أما روسيا، فتحتفظ بقواعدها هناك، وتسعى للحصول على اعتراف دولي ودعم مقابل استمرار وجودها، بينما امتنع الشرع عن محاولة طرد القوات الروسية، معتبراً إياها "حليفاً محتملاً، وورقة مساومة مع الولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً: ترامب يلتقي الشرع في الرياض ويدعوه للانضمام لاتفاقات "أبراهام"

اخترنا لك