الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024: 5 متنافسين في السباق
استحقاق جديد يقف أمامه الناخب الأميركي لاختيار رئيس للبلاد، في ظل حالة من التوتر تخيم على الساحة السياسية الأميركية، وعلى الرغم من تصدر مرشحي كل من الحزبين الكبيرين (الجمهوري والديمقراطي) الشاشات، تتنافس شخصيات أخرى من "الأحزاب الثالثة" على منصب الرئيس.
يواجه الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، نائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الـ5 من تشرين الثاني/نوفمبر بعد أن أنهى الرئيس الحالي، جو بايدن، مسعاه لإعادة انتخابه.
ويخوض السباق نحو البيت الأبيض عدد من المتنافسين، بالإضافة إلى مرشحي كل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
الحزب الجمهوري: دونالد ترامب
حصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، البالغ من العمر 78 عاماً، على ترشيح الحزب الجمهوري في تموز/يوليو، في محاولته الـ3 للوصول إلى سدة الرئاسة، بعد أيام من نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي.
كما وقعت ما يشتبه في أنها محاولة لاغتياله، في أيلول/سبتمبر الجاري، بعد اكتشاف رجل يحمل بندقية يختبئ في ملعب للغولف، تابع لترامب في فلوريدا.
وفيما يواصل ترامب تكرار المزاعم بأن الديمقراطيين سرقوا انتخابات 2020 ، يواجه عدداً من القضايا أمام القضاء الأميركي، آخرها لائحة اتهام جديدة بشأن محاولاته الالتفاف على خسارته الأخيرة.
ووصف ترامب الذي تولى السلطة بين عامي 2017 و2021، الاتهامات التي يواجهها في 4 قضايا جنائية، بأنها هجوم سياسي ليس فقط ضده وضد مؤيديه، متعهداً "بالانتقام" ممن يعتبرهم أعداء سياسيين.
وأصبح ترامب، الذي يتبنى خطاباً متضارباً بشكل متزايد، في أيار/مايو أول رئيس أميركي سابق يُدان بارتكاب جريمة، ويواجه اتهامات بجرائم أخرى، مثل الاحتفاظ بوثائق سرية بشكل غير قانوني بعد تركه منصبه.
إلا أنه من غير المرجح أن تصل القضايا المتبقية إلى المحاكمة قبل انتهاء االانتخابات.
خاض دونالد ترامب مناظرة رئاسية مع المرشحة عن الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس في أيلول/سبتمبر الجاري، وأظهرت العديد من استطلاعات الرأي، بين الناخبين، التي تمت بعدها، قدرتها على التفوق عليه، في ظل رفضه الوقوف للتناظر أمامها مجدداً.
ووفقاً لاستطلاع لوكالة "رويترز/إبسوس"، فإن 53% من الناخبين الذين تابعوا جانباً من المناظرة أو تغطيتها، يرون أن هاريس فازت، فيما قال 24% إن ترامب هو الفائز.
رفض ترامب الذي اختار السناتور الأميركي، جيه.دي. فانس، نائباً له، الالتزام بقبول نتائج انتخابات 2024، أو استبعاد العنف السياسي المحتمل. كما تعهد بالعفو عن المؤيدين المسجونين بسبب الهجوم على مبنى الكونغرس الأميركي في السادس من كانون الثاني/يناير 2021، ووصفهم بأنهم "محاربون".
ويتطلع ترامب إلى تعيين موالين له في بعض مواقع الخدمة المدنية الاتحادية، ويروج اتحاد من مراكز الفكر والرأي الصديقة لترامب لقائمة أولويات سياسية شاملة تعرف باسم "مشروع 2025" تستهدف النيل، من البرامج الرامية لضمان التنوع، واستقلال وزارة العدل، من بين خطط أخرى، على الرغم من سعي المرشح الجمهوري إلى النأي بنفسه عنها.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، تعهد دونالد ترامب بإحداث تغيير جذري، في علاقة الولايات المتحدة مع حلف شمال الأطلسي، وبتقديم حل للحرب الأوكرانية من خلال محادثات سلام محتملة قد تتطلب تنازل كييف عن أراض لصالح روسيا.
وفي القضايا الداخلية جعل ترامب من الهجرة قضية رئيسية في حملته الانتخابية، ووعد بالترحيل الجماعي، وإنهاء حق المواطنة بالولادة، وحظر السفر الموسع على أشخاص من بلدان معينة، وغير ذلك من الإجراءات.
وأكّد ضرورة أن تترك القوانين التي تنظم الإجهاض للولايات كل على حدة، قائلاً إنه لا يؤيد حظر تنظيم النسل.
وتعهد بإلغاء الكثير من جهود إدارة بايدن في التصدي لتغير المناخ.
اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": كيف استعاد ترامب السيطرة الكاملة على الحزب الجمهوري؟
الحزب الديمقراطي: كامالا هاريس
فازت كامالا هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً بترشيح الحزب الديمقراطي بعد أن أنهى بايدن مسعاه لولاية ثانية، ويتيح ترشحها عن الديمقراطيين تقديم رؤية مختلفة، للولايات المتحدة، تناقض قائمة أولويات ترامب.
أصبحت هاريس، ذات البشرة الداكنة من أصول آسيوية، أول امرأة وشخص ملون يتولى منصب نائب الرئيس، بعد أن اختارها بايدن لتكون نائبته في انتخابات 2020، وستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ البلاد الممتد 248 عاماً، إذا فازت في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتظهر استطلاعات الرأي أن هاريس تواجه سباقاً متقارباً مع دونالد ترامب، كما تظهر استطلاعات حديثة للرأي أن هاريس، وحاكم ولاية مينيسوتا، المرشح معها لمنصب نائب الرئيسة، تيم والز، حققا مكاسب في العديد من الولايات المتأرجحة وفي قضايا مثل الجريمة والاقتصاص.
من المتوقع أن تلتزم، كامالا هاريس، إلى حد كبير، بقواعد اللعبة التي يتبعها الرئيس الحالي، جو بايدن، في السياسة الخارجية، بشأن القضايا الرئيسية مثل أوكرانيا والصين وإيران. كما ضغطت على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكنها اتخذت أيضاً موقفاً صارماً ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، مؤكدةً ضرورة القضاء عليها، بحسب ما ترى، كما ظلت ملتزمة بالسياسة الأميركية بشأن تسليح "إسرائيل".
وضعت هاريس خطة اقتصادية تتضمن مقترحات لخفض الضرائب على معظم الأميركيين، وحظر ما تقول إنه "تلاعب بالأسعار" من قبل بائعي التجزئة، وبناء المزيد من المساكن بأسعار معقولة، كما اقترحت زيادة معدل ضريبة الشركات إلى 28% من 21%.
وتتماثل مواقفها تجاه المناخ والطاقة مع تلك التي يتبناها بايدن، الذي جعل مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى.
وأيدت مجموعات عمالية رئيسية، مثل الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة، والاتحاد الأميركي للمعلمين، مسعى هاريس للفوز بالرئاسة.
اقرأ أيضاً: مجموعة "نساء مسلمات من أجل هاريس" تحلّ نفسها وتسحب دعمها للمرشحة الديمقراطية
حزب الخضر: جيل ستاين
تحاول الطبيبة جيل ستاين، ذات الـ74 عاماً تكرار مسعى الترشح عن حزب الخضر كما فعلت في عام 2016، متهمةً الديمقراطيين بالحنث بوعودهم "تجاه العمال والشباب والمناخ مرات كثيرة، بينما لم يقدم الجمهوريون حتى مثل هذه الوعود أصلاً".
حزب التحرريين: تشيس أوليفر
دعا حزب التحرريين، في أواخر أيار/مايو، كلاً من دونالد ترامب وروبرت كينيدي، إلى التحدث في مؤتمره، قبل أن يختار في النهاية المرشح السابق لمقعد جورجيا في مجلس الشيوخ، تشيس أوليفر البالغ 39 عاماً.
مستقلون: كورنيل وست
قال الناشط السياسي والفيلسوف والأكاديمي، كورنيل وست، في حزيران/يونيو الفائت، إنه "سيدشن مسعى من طرف ثالث للوصول لمنصب الرئيس قد يجتذب الناخبين التقدميين ذوي الميول الديمقراطية".
وسعى وست، 71 عاماً، في البداية للترشح عن حزب الخضر، لكنه قال في تشرين الأول/أكتوبر إن الناس "يريدون سياسات جيدة بدلاً من السياسات الحزبية" وأعلن ترشحه كمستقل، متوعداً بالقضاء على الفقر وتوفير السكن.