الاعتراف بفلسطين لا يوقف تسليح "إسرائيل": ازدواجية المعايير لدى دول الغرب

موقع "ذا إنترسبت" الأميركي يشير إلى أنّ دولاً كبرى تعترف بدولة فلسطين لكنّها تواصل تسليح "إسرائيل"، الأمر الذي يُثير انتقادات بوجود "فجوة مساءلة" بين الخطاب السياسي والواقع.

0:00
  • جنود إسرائيليون وقذائف إسرائيلية وأجنبية عند تخوم قطاع غزّة (رويترز)
    جنود إسرائيليون وقذائف إسرائيلية وأجنبية عند تخوم قطاع غزّة (رويترز)

ذكر موقع "ذا إنترسبت" الأميركي أنّ دولاً غربية كبرى، من بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وفرنسا ولوكسمبورغ، انضمت مؤخراً إلى قائمة الاعتراف بدولة فلسطين، لكنّها في المقابل ما زالت تواصل تصدير الأسلحة لـ"إسرائيل" على الرغم من الاتهامات الموجّهة لها بارتكاب إبادة جماعية في غزّة.

وأوضحت المجلة، أنّ الاعتراف الفلسطيني الذي أعلنته هذه الحكومات يفتقر إلى المصداقية، إذ يتناقض مع استمرار تدفّق المعدّات العسكرية الإسرائيلية.

وأشارت إلى أنّ لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة خلصت، الأسبوع الماضي، إلى أنّ "إسرائيل" ارتكبت إبادة جماعية في القطاع، محذّرةً من أنّ عدم وقف تسليحها يعدّ تواطؤاً واضحاً.

بريطانيا تواصل تسليح "إسرائيل" سراً

وفرضت لندن في أيلول/سبتمبر 2024، حظراً جزئياً على بعض تراخيص تصدير الأسلحة خشية استخدامها في انتهاكات حقوقية، لكن الحظر اقتصر على 30 ترخيصاً من أصل 300.

وعلى الرغم من تعهّدها بعدم إرسال قطع غيار طائرات "إف-35" مباشرة، أظهر تقرير لمنظمات حقوقية أنّ المملكة المتحدة واصلت شحن آلاف القنابل والصواريخ والدبابات ومكونات الأسلحة النارية إلى "إسرائيل".

كندا تواصل تصدير السلاح لـ"إسرائيل"

بدورها، أعلنت أوتاوا مطلع 2024 وقف منح تراخيص جديدة لشركات السلاح، لكن الصادرات استمرت عبر تراخيص سابقة تتجاوز قيمتها 94 مليون دولار.

كما وصلت متفجرات كندية إلى "إسرائيل" ضمن صفقات عبر الحكومة الأميركية. تقرير آخر كشف عن أكثر من 400 ألف رصاصة وقطع طائرات "إف-35" شُحنت إلى "إسرائيل" بين تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتموز/يوليو 2025.

فرنسا ولوكسمبورغ وأستراليا

بحسب "ذا إنترسبت"، سلّمت فرنسا معداتٍ عسكرية بقيمة 10 ملايين دولار خلال عام ونصف، شملت قنابل وطوربيدات وقاذفات صواريخ.

أما لوكسمبورغ، التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، فقالت إن صادراتها لـ"إسرائيل" "دفاعية فقط". بينما نفت أستراليا إرسال أسلحة مباشرة، لكنها تبقى جزءاً من سلسلة توريد مكونات طائرات "إف-35" التي تُستخدم في قصف غزّة.

خطوات أوروبية مُضادة

في المقابل، اتخذ بعض الدول الأوروبية مواقف أكثر تشدداً، إذ فرضت إسبانيا وبلجيكا حظراً شاملاً على تصدير الأسلحة والمعدات لـ"إسرائيل"، فيما سحبت النرويج استثمارات من 11 شركة إسرائيلية مرتبطة ببرنامج الطائرات المقاتلة.

المديرة التنفيذية لمركز السياسة الدولية، نانسي عقيل، اعتبرت أنّ "الاعتراف بدولة فلسطين سيبقى رمزياً ما لم يقترن بوقف نقل الأسلحة"، مشيرةً إلى أنّ هذه المفارقة تكشف "فجوة مساءلة" بين خطاب الحكومات الغربية وممارساتها الفعلية.

كما أكّدت أنّ الدعم الأميركي غير المشروط لـ"إسرائيل" يُشكّل العائق الأكبر أمام أي اعتراف حقيقي بالدولة الفلسطينية، معتبرةً أنّ الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في الغرب بدأت تؤثر على الرأي العام وتزيد عزلة "إسرائيل".

وفي 23 أيلول/سبتمبر الجاري، اعترفت عدّة دول رسمياً، على رأسها فرنسا، بدولة فلسطين، خلال انطلاق المؤتمر الدولي لـ"حل الدولتين" في الأمم المتحدة، في مدينة نيويورك الأميركية. 

اقرأ أيضاً: بريطانيا تواصل دعم تسليح "إسرائيل": القضاء يُجيز تصدير قطع مقاتلات "F-35"

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.