اشتية للميادين: عرضنا أن تسلم حماس سلاحها ضمن إطار السلطة الفلسطينية
رئيس الوزراء الفلسطيني السابق والمبعوث الخاص للرئاسة محمد اشتية يؤكد في مقابلة مع الميادين أن الأولوية هي وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وضمان تنفيذ الاتفاق برعاية الدول الضامنة، مشدداً على أن "إسرائيل" تخرق الاتفاقات منذ مؤتمر مدريد وحتى اليوم.
-
رئيس الوزراء الفلسطيني السابق والمبعوث الخاص للرئاسة الفلسطينية محمد اشتية (أرشيف)
في مقابلة خاصة مع الميادين، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق والمبعوث الخاص للرئاسة الفلسطينية محمد اشتية على أنّ "الأهم لنا هو وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ووقف الجرائم التي ارتكبت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى اليوم".
وقال اشتية إن المرحلة الأولى من الاتفاق تمت جزئياً، وإن الأهم بالنسبة إلى القيادة الفلسطينية كان وقف القتل وإدخال المساعدات الطبية والغذاء إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن ميزة الاتفاق الحالي تكمن في وجود دول ضامنة لتطبيقه.
"إسرائيل" تخرق الاتفاقات وتدمر فرص إقامة الدولة الفلسطينية
وأوضح اشتية أنّ التجربة الطويلة مع "إسرائيل" أثبتت أنها لا تلتزم بأي اتفاق، لافتاً إلى أنّها "تواصل خرق الاتفاقات الموقعة مع الشعب الفلسطيني سياسياً وأمنياً ومالياً".
""إسرائيل" عملياً تخرق كل الاتفاقات الموقعة مع الشعب الفلسطيني سياسياً وأمنياً وقانونياً ومالياً"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 15, 2025
رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، محمد اشتية، لـ #الميادين#مقابلة_مع pic.twitter.com/y5lZzHSShR
وأضاف أنّ المرحلة الأولى من الاتفاق لم تُنفَّذ بالكامل، لكن "المهم بالنسبة إلينا كان وقف القتل وإدخال المساعدات الطبية والغذائية إلى قطاع غزة".
وأكد أنّ "إسرائيل" دمّرت على مدى سنوات إمكان إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبراً أن المطلوب اليوم هو مؤتمر دولي للسلام ينهي الاحتلال عن جميع الأراضي الفلسطينية.
ولفت اشتية إلى أنّ الاحتلال لم يُفرج عن جميع الأسماء التي طُلب إطلاقها، ومن بينهم القيادي الأسير مروان البرغوثي وعدد من القيادات الفلسطينية، مشدداً على أن ذلك "يمثل خرقاً واضحاً لما تم التوافق عليه في الاتفاق الأخير".
""إسرائيل" لم تطلق جميع الأسماء التي تمت المطالبة بإطلاقها ومن بينهم مروان البرغوثي وعدد من القيادات.. المرحلة الأولى تمت ليس بكاملها لكن المهم بالنسبة إلينا كان وقف القتل وإدخال المساعدات"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 15, 2025
رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، محمد اشتية، لـ #الميادين pic.twitter.com/dZzNS4979r
وأشار إلى أنّ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة هو ما يجب أن يحدث، لا الحديث عن "منطقة عازلة"، محذراً من أن تتعامل "إسرائيل" مع غزة كما تتعامل مع مخيم جنين.
وأكد اشتية أنّ مهمة الدول الضامنة هي ضمان تطبيق الاتفاق كاملاً ومنع أي سيناريو لإعادة العدوان أو الفوضى في غزة.
وأضاف أنّ بند "نزع التطرف" لا يتحقق إلا عندما يتحقق السلام مع الشعب الفلسطيني، داعياً الدول الضامنة إلى استكمال دورها الذي يفترض أن يكون لكل الأراضي الفلسطينية.
"دور الدول الضامنة أن تمنع مثل هذا السيناريو ووظيفتها ضمان تطبيق الاتفاق كاملاً.. بند "نزع التطرف" من القطاع يتحقق عندما يصبح هناك سلام مع الشعب الفلسطيني ولا شيء غير ذلك"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 15, 2025
رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، محمد اشتية، لـ #الميادين#مقابلة_مع pic.twitter.com/UqbMGgNZWR
غزة والمرحلة الانتقالية
وفي ما يتعلق بإدارة قطاع غزة، قال اشتية إن الحديث عن سلطة انتقالية معزولة عن الحكومة والسلطة الفلسطينية لن يُكتب له النجاح، مشيراً إلى وجود 10 آلاف شرطي فلسطيني يتدربون في مصر استعداداً للمرحلة المقبلة.
وكشف أنّ حركة حماس وافقت على عدم المشاركة في إدارة قطاع غزة بأي شكل، وهو مطلب دولي، مشدداً على أن الحركة أمام فرصة تاريخية للعودة إلى منظمة التحرير والشرعية الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن لا شروط تعجيزية على الحركة.
وأضاف: "عرضنا أن تسلم حماس سلاحها ضمن إطار السلطة الوطنية الفلسطينية وقوى الأمن الفلسطيني".
إعادة الإعمار والحياة في غزة
وعبّر اشتية عن قلقه من أن تعرقل عملية إعادة الإعمار كأداة لتهجير الفلسطينيين من القطاع، لافتاً إلى أن الحديث عن إدخال معلبات إلى غزة ليس كافياً، بل المطلوب عودة أساسيات الحياة بشكل كامل.
وقال: "نريد حلاً سياسياً شاملاً كي لا تتكرر المذابح مرة أخرى".
وأشار اشتية إلى أنّ الدولة الفلسطينية معترف بها سياسياً من 159 دولة، وأن السلطة الفلسطينية هي خميرة هذه الدولة.
وأضاف: "نحن لا نتحدث اليوم عن إعلان دولة فلسطين بل عن تجسيدها على الأرض بإجماع فلسطيني وعربي ودولي".
وفي ما يتعلق بالمنهاج الفلسطيني، رفض اشتية أي تعديل يطال حق العودة، قائلاً إن "ما تطلبه إسرائيل وأوروبا من تغيير في المنهاج ليس إصلاحاً بل هو موقف سياسي"، مؤكداً: "لن نعطي إسرائيل في المنهاج ما لم تستطع أن تأخذه على طاولة المفاوضات".
وأكد اشتية أنّ المطلوب اليوم هو التزام "إسرائيل" الكامل بالاتفاق، وانسحابها من غزة من دون مماطلة، مشدداً على أن خلق حالة فوضى في القطاع هدفه تبرير تدخلات إسرائيلية جديدة.
وختم بالقول: "نريد وقف العدوان، وضمان تطبيق الاتفاق، وإطلاق مسار سياسي يعيد الأمل إلى شعبنا".