الصين واليابان وكوريا الجنوبية في مواجهة رسوم ترامب.. كيف يمكن أن يتعاونوا؟
خبراء الصين واليابان وكوريا الجنوبية يدعون إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لمواجهة تحديات الحرب التجارية التي يفرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
-
سيارات مستوردة متوقفة في ميناء بيونجتايك في كوريا الجنوبية، نيسان/أبريل 2025 (وكالات)
دعا خبراء الصين واليابان وكوريا الجنوبية إلى تعزيز تحالفهم في القطاعات التكنولوجية المتطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات والقيادة الذاتية، في ظل تصاعد تهديدات الرسوم الجمركية الأميركية.
وشدّد الخبراء على أنّ تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية "أمرٌ ضروري لمواجهة الموجة المتصاعدة من الحمائية الأميركية"، وفق تقرير صحيفة "Chinadaily" الصينية.
وأعربوا عن أملهم في أن تتمكن هذه الدول من تعزيز التعاون الثلاثي لمواجهة التحديات.
وفي هذا السياق، أكد أستاذ التجارة الصينية في جامعة "سيجونغ" في كوريا الجنوبية، الحاجة "بشكل عاجل" إلى إطار عمل جديد للتعاون الاقتصادي.
وأوضح أنّ هذا إطار يهدف إلى تقليل الحواجز غير الجمركية، وتعزيز التعاون التكنولوجي لخلق بيئة اقتصادية أكثر تعاوناً.
ورأى تشوي بيل سو أنّ التعاون بين الدول الـ3 أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل تزايد الضغوط الحمائية من الولايات المتحدة.
ودعا هذه الدول إلى التعاون في تطوير المنتجات وإجراء بحوث مشتركة للمكونات، مشيراً إلى "ضرورة التعاون الوثيق بين الصناعة والحكومة والأوساط الأكاديمية ومؤسسات البحث لتحقيق ذلك".
وقال تشوي: "هناك إمكانات كبيرة للتعاون في الصناعات الناشئة مثل المصانع الذكية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة التي تقلل من انبعاثات الكربون، والروبوتات الصناعية والمنزلية، وتقنيات الاتصالات من الجيل التالي".
قدرة على التعاون
من جهته، قال مدير معهد الاقتصاد والمجتمع الصيني الكوري كانج هو جو، إنه "في حين تتضاءل فرص التعاون بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية في الصناعات الناضجة مثل الإلكترونيات والسيارات، فإن الدول الـ3 يمكنها تعزيز تبادل المعلومات، وتبني تقسيم أكثر دقة للعمل، واستكشاف استراتيجيات التعاون طويلة الأجل في الصناعات الناشئة والأسواق الجديدة".
ومن جانبه، أكد كبير الاقتصاديين في شركة الاستشارات اليابانية "إنفينيتي إل إل سي"، هيديتوشي تاشيرو، أنّ الدول الـ3 المجاورة لديها القدرة على التعاون الوثيق في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة من خلال الاستفادة من نقاط قوتها لخلق محركات جديدة للنمو الاقتصادي.
وقال تاشيرو: "من خلال ضمان الحماية المتبادلة للاستثمارات المباشرة وحقوق الملكية الفكرية، يمكن لبكين، وطوكيو، وسيؤول، تعزيز سلاسل صناعية وتوريدية مستقرة وفعالة في مجال التكنولوجيا المتقدمة".
وأضاف أنّه إذا أمكن تحقيق ذلك، فإن إبرام اتفاقية تجارة حرة ثلاثية الأطراف، واتفاقية حماية الاستثمار، واتفاقية حماية حقوق الملكية الفكرية في آن واحد من شأنه أن يُمكّن الدول الـ3 من حماية نفسها جماعياً من تصاعد الحمائية الأميركية.
بدورها، أكدت نائبة الرئيس السابقة لجمعية الدراسات الدولية والأستاذة المتميزة في جامعة "جوساي" الدولية، كوميكو هابا، ضرورة سعي اليابان، التي "تأخرت في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات"، إلى تحقيق التنمية والتقدم المشترك جنباً إلى جنب مع الصين وكوريا الجنوبية.
وقالت هابا: "ينبغي للتعاون في مجالات مثل ابتكار المركبات الكهربائية والقيادة الذاتية وتطوير الذكاء الاصطناعي أن يستغل القدرات التكنولوجية الفريدة للصين وكوريا الجنوبية واليابان لتسريع التقدم الإقليمي".
اليابان تعلن إجراءات طارئة
استجابةً للتأثير الاقتصادي لزيادة التعريفات الجمركية، أعلنت الحكومة اليابانية عن حزمة من الإجراءات الطارئة، تشمل دعم تمويل الشركات ومبادرات لتعزيز الاستهلاك.
ومن المقرر أن يتوجه كبير مفاوضي التعريفات الجمركية الياباني ريوسي أكازاوا، إلى واشنطن لإجراء جولة ثانية من المحادثات في الفترة من 30 نيسان/أبريل الجاري إلى 2 أيار/مايو المقبلة.
فيما مثّلت زيارته الأولى في 16 من الشهر الجاري، إيذاناً ببدء المناقشات الثنائية.
ويُذكر أنّه خلال اجتماع عُقد في واشنطن مع وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، وصف وزير المالية الياباني، كاتسونوبو كاتو، إجراءات التعريفات الجمركية الأميركية الأخيرة بأنها "مؤسفة للغاية".
وأعرب كاتو عن قلقه من أن هذه التعريفات لا تتوافق مع اتفاقية التجارة التي وقّعها البلدان عام 2019 خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وحثّ واشنطن على مراجعة هذه السياسة.