"وول ستريت جورنال": الهدنة التجارية بين الاتحاد الأوروبي وواشنطن مهددة بالانهيار

تتصاعد الأزمة التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مع اتساع نطاق الرسوم الأميركية على المعادن لتشمل منتجات جديدة، ما دفع صناعيين أوروبيين للتحذير من "أزمة وجودية"، وأثار مطالبات أوروبية بتعديل اتفاقية التجارة الموقعة في تموز/يوليو الماضي.

0:00
  • تتسبب الضرائب الجديدة بزيادة التوتر في العلاقات التجارية الحساسة أصلاً بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة
    علمي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة (أرشيف)

طالب مصنّعو المعدات الأوروبيون بتعديلات على اتفاقية التجارة الموقّعة في تموز/يوليو الماضي، بعد تضررهم من الرسوم الجمركية الموسعة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الصلب والألمنيوم ومئات المنتجات المشتقة، وفق ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وأضافت الصحيفة أن وزارة التجارة الأميركية وسّعت نطاق تعريفات الـ50% لتشمل محركات ومضخات وأدوات آلية ومعدات بناء، وهو ما رفع الرسوم الفعلية إلى نحو 22% على بعض الآلات.

كما أكدت رابطة صناعة الهندسة الميكانيكية الألمانية (VDMA) أن حوالي 30% من واردات الآلات الأوروبية إلى الولايات المتحدة باتت خاضعة للرسوم الجديدة، محذّرةً من "أزمة وجودية".

ضغط داخل الاتحاد الأوروبي

وتابعت الصحيفة، أن الاستياء يتصاعد من الاتفاق التجاري في الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي، حيث صرّح رئيس لجنة التجارة في البرلمان بيرند لانغ، بأنه "لا يوجد أمان أو قابلية للتنبؤ" في الاتفاق، داعياً إلى تعديلات عاجلة.

بدورها أوقفت شركة "كرون" الألمانية للمعدات الزراعية صادراتها إلى الولايات المتحدة وأعادت 100 عامل إلى منازلهم، فيما حذّرت من تأثير طويل الأمد على مبيعاتها.

وأكدت الشركة أنها باتت مطالبة بتوثيق محتوى الفولاذ في أكثر من 15 ألف قطعة تدخل في صناعة حصاداتها، حتى شركات أميركية مثل "دير" التي تصدّر من ألمانيا إلى الولايات المتحدة تواجه الأثر نفسه.

ما هو موقف المفوضية الأوروبية؟

من جهته أكّد المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي ماروش شيفكوفيتش، أن بروكسل لا تشكل تهديداً لمنتجي الصلب الأميركيين، وأن الجانبين يواجهان واردات رخيصة من دول أخرى، لكنه أقرّ بعدم وضوح موعد الحل.

ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، فإنه رغم مناقشات حول إنشاء نظام حصص يسمح بدخول كمية محددة من الصلب الأوروبي بتعرفة مخفضة، فإن رابطة VDMA ترى أن المشكلة الحقيقية تكمن في العبء البيروقراطي الذي تفرضه الإجراءات الأميركية على المصنّعين.

اقرأ أيضاً: صفقات ترامب التجارية الضخمة بين الوعود الاستثمارية والواقع الاقتصادي