"واشنطن بوست": جنوب شرق آسيا أول ساحة رئيسة في معركة التجارة بين واشنطن وبكين

الصين تعمل على توسيع العلاقات التجارية مع دول جنوبي شرقي آسيا، حيث تبرز المنطقة بوصفها "أول ساحة رئيسة في المعركة" مع الولايات المتحدة، و"واشنطن بوست" تؤكد ظهور بوادر نجاح في مساعيها.

0:00
  • رئيس الحكومة الماليزي، أنور إبراهيم، والرئيس الصيني، شي جين بينج، عند وصول الأخير إلى ماليزيا، الثلاثاء الماضي (أ ف ب)
    رئيس الحكومة الماليزية، أنور إبراهيم، والرئيس الصيني، شي جين بينج، عند وصول الأخير إلى ماليزيا، الثلاثاء الماضي (أ ف ب)

تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن بروز منطقة جنوبي شرقي آسيا بوصفها "أول ساحة رئيسة في المعركة التجارية" بين الصين والولايات المتحدة، في الوقت الذي تستعدّ كل من الدولتين لما يُتوقّع أن تكون "حرباً تجاريةً طويلةً ومؤلمة". 

وأوضحت الصحيفة أنّ المعركة التجارية بين واشنطن وبكين "تجلب معها فرصاً ومخاطر، في المنطقة التي غالباً ما تُهمَّش فيها الدول الأصغر حجماً في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم".

في هذا السياق، قال ريك ووترز، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية إنّ الدول في جنوبي شرقي آسيا ستكون عرضةً للضغط من جانب كل من الولايات المتحدة والصين، و"هذا ما يضع الدول الصغيرة في موقف أصعب".

وأضافت "نيويورك تايمز" أنّ الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على السلع الواردة من دول تلك المنطقة، دفعت المسؤولين فيها إلى "الإسراع نحو التفاوض مع البيت الأبيض بشأن تخفيفها".

في غضون ذلك، تعمل الصين، وهي "الجار الأكبر للمنطقة وشريكها التجاري الأول، على توسيع العلاقات التجارية".

وعلاوةً على ذلك، ومع التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب لتدفق الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة، فإنّ "سيلاً من السلع الصينية الرخيصة قد يغمر قريباً دول جنوبي شرقي آسيا، مما يؤدي إلى تقويض صناعاتها وتأكّل فرص العمل".

"ترامب حاضر في ذهن شي خلال جولته في جنوبي شرقي آسيا"

أما بالحديث عن ترامب، فلفتت "نيويورك تايمز" إلى أنّ الرئيس الصيني، شي جينغ بين، "لم يذكر نظيرَه الأميركي، ولو مرةً واحدة"، خلال جولته التي شملت 3 دول في جنوبي شرقي آسيا، هذا الشهر.

لكن كان واضحاً أنّ ترامب ورسومه الجمركية "كانا حاضرين في ذهن شي، في كل محطة" من جولته، بحسب الصحيفة. ففي فيتنام، الأسبوع الماضي، دعا شي هانوي إلى الانضمام إلى الصين في "معارضة التنمر الأحادي".

وفي ماليزيا، تحدث عن "الصدمات الأخيرة للنظام العالمي والعولمة الاقتصادية". أما في كمبوديا، فقال إنّ بكين ستعمل مع بنوم بنه لمقاومة "الهيمنة وسياسات القوة والمواجهة بين الكتل".

وهذه "جميعها مصطلحات استخدمتها بكين في الأسابيع الأخيرة، في انتقادها رسوم ترامب الجمركية"، بحسب الصحيفة.

"بوادر نجاح في المساعي الصينية"

وفي حين أنّ الهدف المعلَن للزيارة هو "فتح أسواق جديدة لسلع الصين، وتوفير موطئ قدم لمصنّعيها"، فإنّ الزيارة كانت تهدف أيضاً إلى تعزيز صورة بكين، بوصفها "قوةً عالميةً مسؤولةً وداعمةً للتجارة الحرة والعادلة"، وهي رسالة دأبت "على الترويج لها في الأسابيع الأخيرة".

في هذا الإطار، رأت "نيويورك تايمز" أنّه كانت "هناك بعض بوادر النجاح"، إذ وقّع شي أكثر من 100 اتفاقية مع كل من فيتنام وماليزيا وكمبوديا، في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم والصحة، وأشاد به مضيفوه.

رئيس الحكومة الماليزي، أنور إبراهيم، قال مثلاً إنّه "في هذه الأوقات العصيبة، يتوق العالم إلى الاستقرار والموثوقية والهدف المشترك.. ونلمس ذلك في سلوك الصين".

"الصين ستستفيد من السياسة الاقتصادية الدولية الأميركية الخرقاء"

وعلّقت رئيسة كرسي لي كوان يو في معهد "بروكينغز" الأميركي، لين كوك، على زيارة الرئيس الصيني، قائلةً إنّ شي، "وعلى الرغم من التحديات التي تواجه العلاقات الثنائية، أظهر الاستقرار، وأكد أنّ الصين تمتلك ما تفتقر إليه الولايات المتحدة حالياً: الأصدقاء".

وفي السياق نفسه، قال السفير الأميركي الأسبق لدى فيتنام، ديفيد شير، إنّ الترحيب الذي حظي به شي يُظهر أنّ "الصين ستستفيد بشكل كبير من السياسة الاقتصادية الدولية الأميركية الخرقاء".

وأقرّ ترامب بنفسه بهذا الجهد، وفقاً لما أوردته "نيويورك تايمز"، حيث قال للصحافيين في البيت الأبيض، في أثناء زيارة شي لهانوي: "لا ألوم الصين؛ لا ألوم فيتنام. إنه اجتماع رائع. لقاء أشبه بمحاولة فهم: كيف نخدع الولايات المتحدة الأميركية؟".

اقرأ أيضاً: الصين: ارتفاع التجارة الخارجية بنسبة 1.3%في الربع الأول من 2025

اخترنا لك