"نيويورك تايمز": أزمة الطاقة في أوروبا تزداد تعقيداً بسبب الحرب في أوكرانيا
تواجه أوروبا أزمة طاقة حادة دفعتها إلى تغيير مصادرها منذ بداية الحرب في أوكرانيا، حيث زاد الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجددة، لكن تكاليف الطاقة المرتفعة ما زالت تؤثر على الاقتصاد والحياة اليومية، ما يهدد الصناعة ويزيد من معاناة الأسر.
لا تزال أزمة الطاقة في أوروبا من جرّاء الحرب في أوكرانيا المندلعة منذ 3 سنوات، مشتعلة من دون تأمين بديل كافٍ لذلك. الأمر الذي دفع القارة إلى إعادة التفكير في كيفية توليدها وتخزينها للطاقة.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، تم استبدال الغاز الطبيعي الروسي بمصادر أخرى، أبرزها الغاز الطبيعي المسال القادم من الولايات المتحدة، وزاد توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية بنحو 50% منذ عام 2021.
ورغم هذه الخطوات، أوضحت الصحيفة الأميركية، أنّ أمن الطاقة في أوروبا لا يزال هشّاً. فالإنتاج المحلي من الغاز الطبيعي، لا يغطي سوى جزء صغير من الاحتياجات، ولا تزال القارة تعتمد على دول أخرى، خصوصاً الولايات المتحدة، لضمان استمرار إمدادات الطاقة.
ورأت "نيويورك تايمز"، أنّ الحرب كشفت مدى اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، حيث كان الغاز الطبيعي يمثل نحو 20% من استهلاك الطاقة في القارة.
وفي هذا السياق، صرّحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، في المنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي: "بدت الطاقة رخيصة، لكنها عرّضتنا للابتزاز".
كذلك، قال أناتول فيجين، كبير المسؤولين التجاريين في شركة "شينيير إنرجي" الأميركية، إنّ النرويج أصبحت الآن أكبر مصدر للغاز إلى أوروبا، لا سيما عبر شبكة من خطوط الأنابيب، فيما ارتفعت مكانة روسيا في سوق الغاز الطبيعي المسال لتصبح ثاني أكبر مصدر بعد الولايات المتحدة في عام 2024".
ولفتت الصحيفة، إلى أنّ "شركات كبرى اعتبرت أنّ أوروبا لا تبذل ما يكفي من الجهود لتسريع التحوّل نحو عمليات أكثر صديقة للبيئة".
وأبدت شركة "أرسيلور ميتال"، أكبر منتج للصلب في أوروبا، في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، انتقاداً للسياسات الأوروبية، مشيرة إلى أن "بيئات الطاقة والسوق لم تتحرك بالاتجاه الصحيح".
وأشارت إلى أنّ "الغاز الطبيعي المسال، البديل الرئيسي للغاز الروسي عبر الأنابيب، يبقى خياراً باهظاً نسبياً. واليوم، تجد أوروبا نفسها في منافسة مع دول مثل الصين وكوريا الجنوبية على الغاز الطبيعي المسال، ما رفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ عام".
وتسببت أزمة الطاقة أيضاً في زيادة معدلات الفقر الطاقي في أوروبا، حيث أفاد نحو 10% من السكان، بعدم قدرتهم على تدفئة منازلهم، كما تأخر عدد أكبر من الأسر في سداد فواتير الطاقة.