كوبا: رئيس الوزراء يقدّم تقييماً اقتصادياً ويؤكد مواجهة التحديات بسياسات إصلاحية

رئيس الوزراء الكوبي مانويل ماريرو يعرض تقييماً للوضع الاقتصادي ويؤكد أن الحصار الأميركي يفاقم الأزمة، معلناً خطة إصلاحات شاملة تشمل سوق الصرف وتحفيز الاستثمار، مع التشديد على التماسك الوطني لحماية مكتسبات الثورة.

0:00
  • رئيس الوزراء الكوبي مانويل كروز (ويكيبيديا)
    رئيس الوزراء الكوبي مانويل كروز (ويكيبيديا)

 قدّم رئيس الوزراء الكوبي مانويل ماريرو كروز، خلال مشاركته في الجلسة العامّة للجمعية الوطنية للسلطة الشعبية،عرضاً مفصّلاً حول أداء الاقتصاد الوطني في النصف الأول من العام، وإنجازات البرنامج الحكومي على صعيد تصحيح الأخطاء وتحفيز النمو الاقتصادي، في ظلّ ما وصفه بـ"اقتصاد الحرب" المفروض على البلاد نتيجة الحصار الأميركي المتصاعد.

وأشار ماريرو إلى أنّ التضخّم السنوي بلغ 14.75%، وهو أقلّ من التقديرات الأولية التي توقّعت 30%، لافتاً إلى أنّ الاتجاه العامّ يشير إلى تباطؤ نسبي في وتيرة التضخّم، إلّا أنّ مستوياته لا تزال مرتفعة بما ينعكس سلباً على الأسعار ومعيشة السكان.

وفي ما يتعلّق بالسياسة النقدية، أعلن رئيس الوزراء أنّ الحكومة مستمرة في تنفيذ ما سمّاه "الدولرة الجزئية"، رغم وجود استراتيجية رسمية لإنهائها، موضحاً أنّ جمع العملة الصعبة وتوجيهها للبرامج الاجتماعية هو أولوية في ظلّ الظروف الاقتصادية الراهنة.

كما كشف ماريرو عن مصادقة الحكومة على خطة شاملة لإصلاح سوق الصرف، تشمل تحديث أنظمة التعامل النقدي في المناطق كافة، وتطبيق سياسة تواصل واضحة مع المواطنين لشرح هذه الإصلاحات.

وشدّد رئيس الوزراء على أنّ توفير العملات الأجنبية يُعدّ شرطاً أساسياً لتنفيذ الخطة الاقتصادية، مشيراً إلى خطوات لتشجيع الاستثمار الأجنبي، بما في ذلك تبسيط الإجراءات وتوسيع العمل بين الشركات الحكومية والقطاع الخاص غير الحكومي.

وبخصوص أزمة الإسكان، أقرّ ماريرو بأنّ الخطة لم تُنفّذ إلّا بنسبة 53%، مرجعاً ذلك إلى نقص المواد الخام والوقود، إضافةً إلى محدودية الإنتاج المحلي من مواد البناء.

وقدّم رئيس الوزراء الكوبي الخطوط العريضة لخطة الحكومة للنصف الثاني من العام، والتي تركّز على تنفيذ الإصلاحات النقدية، وتعزيز الصادرات والاستثمارات، وزيادة إنتاج الغذاء، وتحسين السياسات الضريبية والرواتب، إلى جانب تقليص انقطاعات الكهرباء وتحسين إمدادات المياه.

وفي معرض حديثه عن التحدّيات الخارجية، حمّل ماريرو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسؤولية تشديد الحصار الاقتصادي، مشيراً إلى استمرار السياسات العدوانية التي تستهدف منع وصول الواردات إلى البلاد، وتخويف الشركاء التجاريين من الاستثمار في كوبا، بهدف خنق الاقتصاد الوطني.

وختم ماريرو كروز مداخلته بالتشديد على الحاجة إلى التماسك الوطني في مواجهة الظروف الراهنة، مضيفاً أنّ التحدّيات لا تزال قائمة في قطاعات حيوية كالكهرباء والأسعار، لكنه عبّر عن ثقته بقدرة كوبا على حماية مكتسبات الثورة، والمضي في بناء مجتمع أكثر عدالة واستقراراً.

اقرأ أيضاً: هافانا: العقوبات الأميركية الجديدة "عاجزة" عن كسر إرادة الشعب الكوبي

اخترنا لك