ترامب يصعّد حرب الرسوم الجمركية.. ضريبة 25% على واردات الألمنيوم والصلب

الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يفرض رسوماً جمركية على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم، وتثير تدابير ترامب ردود فعل مختلفة ما بين التعهد بالرد ومحاولة المهادنة.

0:00
  • الرئيس الأميركي، دونالد ترامب
    الرئيس الأميركي، دونالد ترامب

وقّع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أوامر تنفيذية فرض بموجبها رسوماً جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "من دون استثناءات"، وهو ما اعتُبر "مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته".

وقال ترامب لدى توقيعه هذه المراسيم في البيت الأبيض: "أنا اليوم أبسّط رسومنا الجمركية على الصلب والألمنيوم حتى يفهم الجميع ما تعنيه: إنها تعني 25% من دون استثناءات ولا إعفاءات، وهذا ينطبق على كل الدول".

بينما، أعلن ترامب أنّه يدرس إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، وذلك بعد تصريحات بهذا المعنى أدلى بها رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي.

وفي معرض توضيحه السبب الذي يدفعه إلى درس إعفاء أستراليا، قال ترامب "لدينا فائض في الميزان التجاري مع أستراليا، وهو واحد من القلائل. السبب هو أنّهم يشترون الكثير من الطائرات"، مشيراً إلى أنّ البُعد الجغرافي لأستراليا يفرض عليها شراء الكثير من الطائرات.

وأضاف أنّه لا يريد بذلك "إلحاق أذى بدول أخرى"، مستدركاً "لكنّها تستغلنا منذ سنوات وسنوات".

كندا أكبر المتضررين.. وتتوعد بالرد بشكل مدروس

وأُشير إلى أنّ فرض ترامب هذه الرسوم الجمركية سينعكس سلباً بصورة خاصة على كندا، التي تُعدّ أكبر مزوّد بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، بحسب الأرقام الرسمية. كذلك، تعدّ البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزوّدي الولايات المتحدة بالصلب.

وفي إثر توقيع ترامب الأوامر التنفيذية، قال وزير الصناعة الكندي، فرانسوا-فيليب شامبانْي، إنّ "هذه الرسوم الجمركية غير مبرّرة على الإطلاق"، متعهّداً بردٍ "واضح ومدروس" من جانب بلاده، من دون مزيد من التفاصيل.

وقال أحد مستشاري الرئيس الأميركي الاقتصاديين الرئيسيين كيفن هاسيت، في حديث مع قناة "سي ان بي سي"، إنّ "إنتاج الصلب يشكّل عنصراً مهماً في "العصر الذهبي" الذي وعد به ترامب.

وبشأن هذه الرسوم، أكد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وهي هيئة تابعة للبيت الأبيض، أنّ الصناعة الأميركية لم تعان عندما اتخذ الرئيس الأميركي قرارات مماثلة في العام 2018. إذ سبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى (2017 - 2021) رسوماً جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم بهدف حماية الصناعة الأميركية، مندداً بـ"منافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية".

وفي سياق متصل، قال ترامب إنه سيعلن قريباً عن رسوم جمركية متبادلة، وذلك "حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على الصادرات الأميركية"، وفق تعبيره.

وأضاف "إذا فرضوا علينا رسوماً بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوماً، فلن يبقى الوضع كما هو عليه".

اليابان تقدّم ضمانات

وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، شدّد ترامب على أنّه "يفرضون علينا رسوماً جمركية، نفرض عليهم رسوماً جمركية". فيما قدم إيشيبا ضمانات لترامب خلال لقائهما في واشنطن.

وأُعلن حينها أن مجموعة "نيبون ستيل" اليابانية ستستثمر في شركة "يو إس ستيل" الأميركية للصلب بدل الاستحواذ عليها مثلما كان متوقعاً.

كذلك، تعهدت طوكيو بشراء "كميات قياسية" من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، وهو ما تعهدت به تايوان، كما ستزيد شركات "تويوتا" و"إيسوزو موتورز" استثماراتهما في الولايات المتحدة.

الاتحاد الأوروبي يتوعد بالرّد

على ضوء إجراءات ترامب، أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، أنّ الاتحاد الأوروبي سيرد على الرسوم الجمركية الأميركية مثلما فعل خلال ولاية ترامب الأولى.

وقال، متحدثاً لشبكة "تي إف 1" التلفزيونية إنّه "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفاً أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية، كوربينيان فاغنر، إنّ بلاده، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، "تراقب بقلق الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة"، مشيراً إلى أنّ برلين تريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان.

وفي بيان منفصل، دعا وزير الاقتصاد والمناخ الألماني، روبرت هابيك، إلى "مواصلة مسار التعاون مع الولايات المتحدة، ما يعود بالفائدة على الطرفين".

وفي انتظار مفاعيل تدابير ترامب، لم تسجّل أيّ تأثيرات في الأسواق المالية سواء في أوروبا أو في آسيا.

الصين: لا رابح في حربٍ جمركية

البورصات الصينية لم تسجل تأثيرات، في وقت دخلت فيه حيز التنفيذ رسوم جمركية مشددة فرضتها الصين على بعض المنتجات الأميركية رداً على رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات الصينية.

وتشمل الرسوم الصينية الجديدة 14 مليار دولار من البضائع الأميركية، فيما تطبق الرسوم المشددة الأميركية على 525 مليار دولار من المنتجات الصينية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غوو جياكون عن الإعلان الأميركي الجديد بشأن الصلب والألمنيوم، إنه بنظر بكين "لا تسوية من خلال الحمائية ولا رابح في حرب تجارية أو جمركية".

سأمٌ في الأسواق المالية نتيجة الرسوم الجمركية

أكدت المحللة لدى "اكس تي بي"، كاثلين بروكس، أنّ ارتفاع مؤشرات الأسهم في بداية الأسبوع قد يكون علامة على السأم من مسألة الرسوم الجمركية، وذلك على خلفية تزايد الإعلانات والتأجيلات.

وكان ترامب أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا بالرغم من اتفاق تبادل حر موقع بين الدول الثلاث، إلا أنّه منح الدولتين "في اللحظة الأخيرة" مهلة شهر بعد التزامهما بتعزيز التدابير الأمنية على الحدود.

وبمواجهة موجة التنديد بالرسوم الجمركية، شهدت المسألة تطورات جديدة مثل تأجيل فرض رسوم على الطرود البريدية التي تقل قيمتها عن 800 دولار القادمة من الصين، وتحديداً من موقعي "تيمو" و"شي إن".

ويُذكر أنّ هذه الرسوم تقع في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير 2025، وهو يعدها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأميركي ولـ"انتزاع تنازلات" من الدول المستهدفة في آن.

وعلى صعيد آخر، وقّع ترامب أمراً تنفيذياً قلّص بموجبه مفاعيل قانون لمكافحة فساد الشركات الأميركية في الخارج. وقال إنّ هذا القانون "يبدو جيّداً على الورق لكنّه في الواقع كارثي" إذ "لا أحد يريد أن يقوم بأعمال مع الأميركيين" بسبب خطر حصول تحقيقات بموجب هذا القانون.

اقرأ أيضاً: كَردٍ على خطط ترامب: الاتحاد الأوروبي يدرس خيار استهداف شركات التكنولوجيا الأميركية

اخترنا لك