الرسوم الجمركية.. هل تقلل أميركا اللاتينية اعتمادها التاريخي على الاقتصاد الأميركي؟
تصاعد الرسوم الجمركية الأميركية، يدفع دول أميركا اللاتينية، لإعادة رسم خارطتها التجارية وتنويع شراكاتها، خاصةً مع الصين لتقليل الاعتماد على واشنطن.
-
سفن شحن محمّلة بالحاويات أثناء رسوها في ميناء بانكوك (رويترز)
رأى خبراء اقتصاديون، أنّ إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية، لا يثير موجات قلق اقتصادي، بل يفتح الباب أمام تحوّلات استراتيجية على مستوى الشراكات التجارية، حيث تسعى دول أميركا اللاتينية إلى تقليل اعتمادها التاريخي على الاقتصاد الأميركي.
وأكد وزير التجارة الخارجية البرازيلي السابق، ويلبر بارال، أنّ النهج الأميركي الحالي، ليس مستجداً، مشيراً إلى أن سياسات ترامب التجارية تمضي على المسار ذاته، ولكن بحدة أكبر هذه المرة. وقال: "لا أعتقد أن ترامب يُدرك تماماً آثار هذه السياسات على التجارة الدولية".
وبدا واضحاً القلق من تداعيات هذه الرسوم، خلال القمة التاسعة لدول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي (سيلاك)، التي عُقدت في تيغوسيغالبا، حيث وجّه 11 رئيس دولة انتقادات لاذعة للسياسات التجارية والهجرة الأميركية.
وشدّد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قائلاً: "لا رابح في الحروب التجارية، الرسوم التعسفيّة تزعزع الاقتصاد وترفع الأسعار".
كما أشارت صحيفة "الصين اليوم"، إلى أنّ "تزايد الضغط الأميركي، يدفع دولاً مثل البرازيل، الأرجنتين، وبيرو إلى إعادة التفكير في خارطة صادراتها".
وفي هذا السياق، تبرز الصين كلاعب رئيسي. بحيث انضمّت 21 من أصل 33 دولة في المنطقة إلى مبادرة "الحزام والطريق"، وسط صعود بكين كشريك تجاري أول، لدول مثل البرازيل وتشيلي وبيرو.
كذلك، عبّر نائب وزير التجارة الخارجية المكسيكي السابق، خوان كارلوس بيكر، عن مخاوفه من أن تزعزع التعريفات الأميركية، ثقة المستثمرين وتؤثّر على الصناعات المكسيكية الحيوية مثل السيارات والإلكترونيات.
وأكّد أن المكسيك، رغم التزامها بالحوار، لن تتردّد في استخدام أدواتها في حال تطلّب الأمر، مضيفاً: "لا نستبعد الردّ بالرسوم الجمركية لكن ذلك ليس خيارنا الأول".
وأشار إلى أنّ إعادة نقل خطوط الإنتاج إلى الولايات المتحدة ليس بهذه السهولة، مؤكداً أنّ "الرسوم قد تغيّر في كلفة الإنتاج لكنها لا تُلغي المنطق الاقتصادي لسلاسل التوريد المتكاملة في أميركا الشمالية".
ورأى وزير التجارة الخارجية البرازيلي السابق، أنّ ما يبدو كأزمة، قد يحمل في طياته فرصة، قائلاً: "الحواجز التي تفرضها الولايات المتحدة قد تفتح الباب لتعزيز اتفاقيات جديدة، وتمنح أميركا اللاتينية صوتاً أقوى على المسرح العالمي".