أفلام تبحث عن معالم الثورة في تونس اليوم
أفلام كثيرة سارعت إلى رصد الثورة، وغالباً ما تسرعت في إستنتاج الأفق الذي رسمته لما حصل على الأرض من زلزال مفاجىء، ونادراً ما أصاب فيلم هدفاً ميدانياً من رؤيته لمستقبل تونس السياسي والإقتصادي وحتى الإجتماعي في خضم حالة من القلق تسيطر على معظم الفعاليات المدنية من القوى الظلامية التي تحاول زعزعة أركان الحكم الحالي لصالح الفوضى والخراب، لكن الوعي الشعبي كان كفيلاً بإسقاط كل المخططات المشبوهة بما يحمي البلاد من تجارب صعبة وخطيرة بعد طول معاناة.
-
الكاتب: محمد حجازي
- 17 كانون الأول 2016 15:13
أفلام كثيرة سارعت إلى رصد الثورة
عديدة هي الطروحات التي يسوقها مخرجون تونسيون وأجانب
حول الثورة وجعلتها تشكل حافزاً لشرائح جماهيرية عربية واسعة كي تتحرك تحت لافتة:
الشعب يريد إسقاط النظام، لكن الواقع أثبت إخفاق الجميع في إيصال أي ثورة لتغيير
ما في بلدها من حكم ، وأقصى ما إستطاعته مكاسب وهمية في الإعلام، أما على الأرض
فالصمت سيد الموقف على ما آلت إليه الأمور.
أفلام كثيرة سارعت إلى رصد الثورة، وغالباً ما تسرعت في
إستنتاج الأفق الذي رسمته لما حصل على الأرض من زلزال مفاجىء، ونادراً ما أصاب
فيلم هدفاً ميدانياً من رؤيته لمستقبل تونس السياسي والإقتصادي وحتى الإجتماعي في
خضم حالة من القلق تسيطر على معظم الفعاليات المدنية من القوى الظلامية التي تحاول
زعزعة أركان الحكم الحالي لصالح الفوضى والخراب، لكن الوعي الشعبي كان كفيلاً
بإسقاط كل المخططات المشبوهة بما يحمي البلاد من تجارب صعبة وخطيرة بعد طول
معاناة.
وفي إستعراضنا للأفلام التي عرفت كيف تعبر عن واقع الناس
ورأيهم في صورة تونس ما بعد الثورة نتوقف عند مجموعة غير قليلة عرفت كيف تتعامل مع
كامل التداعيات، يتقدمها"زيزو"للمخرج "فريد بوغدير"(كرّمه
مهرجان أيام قرطاج السينمائية مؤخراً )الذي عرض لواقع البلاد قبل وقت قصير من
إندلاع الثورة في 17 من كانون الأول، ديسمبر 2010 مستعرضاً فساد النظام الذي أرساه
الرئيس "زين العابدين بن علي"، وقدّمه ظالماً ومتسلّطاً، مع "فاطمة
بن سعيدان"، "جمال ساسي"، "توفيق البحري"،"أكرم زعرور"
و"عائشة بن أحمد". والثاني"نحبك هادي" للمخرج "محمد بن
عطية"، ويتناول بشفافية محاولة إكتشاف التونسيين لأنفسهم بعد الثورة. ثم
"على حلة عيني" للمخرجة "ليلى بو زيد" وفيه تتذكر الأشهر
القليلة التي سبقت الثورة محاولة تلمس الأجواء الحقيقية التي عاشها التونسيون في
تلك الفترة.
"زهرة حلب"للمخرج "رضا الباهي" الذي
إفتتح الدورة الأخيرة ل "أيام قرطاج السينمائية"بحضور بطلته والمساهمة
بأجرها في إنتاجه "هند صبري"، فيعطي صورة عن تونس اليوم، حيث يجنح بعض
شبابها صوب التطرف وسط رفض شعبي قاطع لهذا المناخ وتضحية أم بحياتها لإسترجاع
إبنها من براثن هؤلاء. وصوّرت رجاء العماري شريطاً حمل عنوان"الربيع
التونسي" يضيء على ثروة السيدة الأولى "ليلى بن علي" في قصة عن
ثلاثة شبان وفتاة. "شرارة"للمخرج المنجي الفرحاني. ويرصد المخرج الفرنسي
التونسي الأصل "رمزي بن سليمان" في فيلمه( ma revolution) ( ثورتي)مع
عرض لحياة فتى تونسي( يجسد دوره صموئيل فانسون) يعيش في ضواحي باريس، ويكون على
رأس تظاهرة تنقل صورته بشكل لافت صحيفة "ليبراسيون" على صفحتها
الأولى.وراقب المخرج الهولندي "ألكسندر بيتسترا"شاباً يحتفل في الشارع
لوحده بالثورة فصوّره في فيلم بعنوان: ياسمين والثورة"، وأنجزت الفرنسية
"كارين ألبو" شريطاً عنوانه"ثورة الياسمين"مع صبية عمرها 18
عاماً، وكيف تعاملت مع الثورة.