مصر: اكتشاف مدينة قبطية متكاملة في واحات الخارجة
البعثة الأثرية المصرية تعلن اكتشاف بقايا مدينة سكنية متكاملة تعود لبدايات العصر القبطي المبكر والتي شهدت تحوّلاً دينياً وثقافياً كبيراً من الوثنية إلى المسيحية، في "عين الخراب" بواحات الخارجة.
-
بقايا مدينة سكنية متكاملة تعود إلى بدايات العصر القبطي المبكر
أعلنت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار عن اكتشاف أثري مهم في منطقة عين الخراب بواحات "الخارجة" بمحافظة الوادي الجديد، حيث تمّ العثور على بقايا مدينة سكنية متكاملة تعود إلى بدايات العصر القبطي المبكر، وهي الفترة التي شهدت تحولاً دينياً وثقافياً كبيراً في مصر، من الوثنية إلى المسيحية.
وقالت بوابة "أخبار اليوم" المصرية إنّ "الاكتشاف يتضمن أطلالاً معمارية لكنائس ومبانٍ سكنية ومرافق خدمية، بالإضافة إلى جدارية فريدة تصور السيد المسيح أثناء شفاء المرضى، مما يعكس العمق الديني والروحي الذي تميزت به المنطقة خلال عصور التحول التاريخي".
من جهته قال وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، إنّ "هذا الكشف يبرز ثراء وتنوع الحضارة المصرية عبر العصور"، مشيراً إلى أنه "يسهم في تعميق فهم مرحلة التحول الديني في مصر، كما يعكس التسامح والتنوع الثقافي والديني، الذي ميّز الحضارة المصرية".
- الكشف عن بقايا العناصر المعمارية للمدينة السكنية الرئيسية لواحات الخارجة خلال بدايات العصر القبطي المبكر والتي شهدت فترة التحول من الوثنية إلى المسيحية
— الحلم المصري | ϯⲣⲁⲥⲟⲩⲓ ⲛⲣⲉⲙⲛⲭⲏⲙⲓ (@ElhelmAlmasry) July 24, 2025
- الكشف عن أطلال لمباني سكنية وكنائس ومقابر
- الكشف عن جدارية تصور السيد المسيح وهو يشفي المرضى
24 يوليو 2025 pic.twitter.com/p6bqFnzKOO
وأكّد استمرار دعم الوزارة للبعثات الأثرية العاملة في مختلف المحافظات، مثمّناً جهود الفرق المصرية وإنجازاتها، التي تعزز مكانة مصر كوجهة للسياحة الثقافية العالمية.
بدوره أكّد محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، على أهمية هذا الكشف في تسليط الضوء على حقبة تاريخية مهمة في منطقة واحة "الخارجة"، وهي بدايات العصر القبطي في مصر، مبيناً دور الواحات الغربية كمركز للحياة الدينية والاجتماعية عبر العصور المختلفة.
كما أوضحت البعثة المصرية أنّ "الاكتشاف شمل بقايا مدينة كاملة تضم مبانٍ سكنية مبنية من الطوب اللبن، بعضها مغطى بطبقات من الملاط، بالإضافة إلى مناطق خدمية تحتوي على أفران للاستخدام اليومي وأوانٍ فخارية كبيرة مثبتة في الأرض كانت تستخدم لتخزين الحبوب والطعام".
البعثة الأثرية: تكشف عن جدارية تصور السيد المسيح وهو يشفي المرضى بالوادي الجديدhttps://t.co/F1NRjs98lJ pic.twitter.com/GFuJ7DYIqr
— الأقباط اليوم (@coptstoday) July 24, 2025
وتمّ العثور أيضاً على مجموعة متنوعة من القطع الأثرية تشمل أواني فخارية وقطعاً حجرية وزجاجية، فضلاً عن جدارية نادرة تمثل السيد المسيح أثناء شفاء أحد المرضى.
وأشارت سهام إسماعيل، المديرة العامة لآثار الخارجة ورئيسة البعثة، إلى أنّ "أعمال الحفائر كشفت عن بقايا كنيستين، الأولى ذات طراز بازيليكي مبنية من الطوب اللبن وتتكون من صالة كبيرة وجناحين يفصل بينهما 3 أعمدة مربعة في كل جهة، بالإضافة إلى منطقة جنوبية تضم مباني خدمية. أما الكنيسة الثانية، فهي أصغر حجماً ذات تخطيط مستطيل، تحيط بها بقايا 7 أعمدة خارجية، وزيّنت جدرانها الداخلية بكتابات قبطية، كما عُثر بالقرب منها على بقايا مباني خدمية".
ولفتت إلى أنّ "المباني المكتشفة في الموقع، خلال مواسم الحفائر السابقة، تشير إلى استخدام المنطقة عبر عصور تاريخية متعددة، حيث تمّ العثور على مباني من العصر الروماني أعيد استخدامها في الفترة القبطية المبكرة، وكذلك في العصر الإسلامي، مما يؤكّد الاستمرارية التاريخية للحياة في هذه الواحة المهمة".
ويُعد هذا الاكتشاف إضافة جديدة إلى سجل الإنجازات الأثرية المصرية، حيث يقدم صورة حيّة لفترة التحول الديني في مصر، ويكشف عن جانب مهم من تاريخ الواحات الغربية كمركز للتفاعل الحضاري عبر العصور.