بسبب مطبّات هوائية في البرازيل.. ركاب طائرة رأوا الموت بعيونهم

بعد حادثة الطائرة السنغافورية قبل شهرين، تعرّضت طائرة أخرى كانت تقوم برحلة من مدريد إلى مونتيفيديو لمطبات هوائية شديدة والركاب يعيشون لحاظات مرعبة.. والحادثة تسلّط الضوء على المخاوف في شأن الاضطرابات الجوية المرتبطة بتغير المناخ.

0:00
  • بسبب مطبات هوائية في البرازيل.. ركاب طائرة عاشوا الموت بعيونهمّ
    بسبب مطبات هوائية في البرازيل.. ركاب طائرة رأوا الموت بعيونهم

روى ركّاب رحلة تمّ تحويل مسارها إلى البرازيل بسبب مطبات هوائية عنيفة أنهم رأوا الموت بعيونهم، خلال حادثة أسفرت عن إصابة 40 شخصاً تقريباً، وانتشار بقع دماء على مقاعد الطائرة.

واعتقد بعض الركاب أنهم سيموتون أثناء الحادثة، في مدينة ناتال البرازيلية، حيث أرغمت الرحلة "يو اكس 045" UX045، المتجهة من مدريد إلى عاصمة الأوروغواي مونتيفيديو، على القيام بهبوط اضطراري نحو الساعة 02:30 فجراً بالتوقيت المحلي (05:30 بتوقيت غرينتش)، وفق ما أفاد أحد الركاب قائلاً: "لقد أصيب بعض الركاب بكسور وجروح في أذرعهم ووجوههم وأرجلهم".

وقال الراكب: "كان شعوراً مرعباً، وظننا أننا سنموت هناك في الجو".

من جهته، قال راكب آخر  إنّ "الطائرة من طراز "بوينغ 787-9 دريملاينر كان على متنها 325 راكباً، وبدأت فجأة في الانحدار وراحت تهوي".

وأضاف: "بين لحظة وأخرى، فقدت الطائرة توازنها وكادت تقع"، لافتاً إلى أنّ "الأشخاص الذين لم يضعوا أحزمة الأمان طاروا من أماكنهم وارتطموا بالسقف، فتأذّوا - أما أولئك الذين كانوا يضعون أحزمة الأمان، فكانت إصاباتهم طفيفة".

وفي سياق متصل، أصدرت شركة "إير أوروبا" (Air Europa) بياناً قالت فيه إنّ "ستة أشخاص لا يزالون في المستشفى في ناتال، ويتلقّون العناية على يد أفراد طاقم أرضي من البرازيل وإسبانيا".

وجاء في بيان شركة الطيران: "تعرب (إير أوروبا) عن بالغ أسفها حيال ما حلّ بعملائها، وتأسف بشدة لما سبّبته لهم من إزعاج. وكذلك يتمنى الناقل الجوي الشفاء العاجل للركاب المتضررين، ويضع نفسه تحت تصرف جميع عملائه لمساعدتهم".

وتجدر الإشارة إلى أنّ معاهدة دولية تعرف باسم "اتفاق مونتريال" تحمّل شركات الطيران المسؤولية عن الإصابات الجسدية الناجمة عن حوادث تقع على متن الرحلات الدولية، بما يشمل تلك الناتجة من الاضطرابات الجوية، بغض النظر عما إذا كان هناك إهمال من الشركة أم لا.

وكشفت الأمانة العامة لحكومة ولاية ريو غراندي دو نورتي، حيث تقع مدينة ناتال، الثلاثاء الماضي، أنّ أربعة أشخاص نقلوا إلى وحدات العناية المركزة، من أصل 40 راكباً بالمجموع تمّ إرسالهم إلى المستشفيات، مقارنةً بنحو 30 شخصاً أبلغ عنهم.

وتخضع الطائرة حالياً للمراجعة، لتحديد مدى الضرر الذي لحق بها.

وأظهرت صور نشرها أحد الركاب على مواقع التواصل ألواح سقف مكسورة، وأنابيب وأسلاكاً ناتئة ومرئية للعيان داخل المقصورة. وفي صورة أخرى ظهر عدد من سيارات الإسعاف التي كانت تنتظر على مدرج المطار في ناتال.

ووقعت هذه الحادثة بعد أقل من شهرين من وفاة راكب وجرح 30، عندما تعرضت رحلة تابعة لـ"الخطوط الجوية السنغافورية" لمطبّات جوية، أثناء توجّهها من لندن إلى سنغافورة.

وفي سياقٍ مواز، حذّر بعض العلماء من تفاقم الاضطرابات الجوية المرتبطة بتغير المناخ.

ومن المعروف أنّ السبب الأكثر شيوعاً للمطبّات الهوائية هو عدم استقرار أنماط الطقس وتسببها بالعواصف، ومن ثم فإنّ هذه المطبات قابلة عادة للاكتشاف بواسطة رادار الطقس، فيتسنى للطيارين تحوير مسارهم عنها وتجنبها.