البالغون يفقدون تركيزهم كالأطفال عند إرهاق ذاكرتهم

دراسة حديثة تؤكّد أنّ الأطفال يفقدون تركيزهم عندما يفترض أن يركّزوا على مهمة واحدة بسبب ضعف تطوّر ذاكرتهم، وتشير إلى أنّ البالغين يتصرّفون كالأطفال أيضاً عن إرهاق ذاكرتهم.

0:00
  • ذاكرة الأطفال لم تنضج جيداً بما يكفي لمساعدتهم على التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة
    ذاكرة الأطفال لم تنضج جيداً بما يكفي لمساعدتهم على التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة

من المعروف أنّ الأطفال ينتقلون بسرعة من نشاط إلى آخر، حتى عندما يُفترض أن يركّزوا على  مهمة واحدة. لكن دراسة جديدة من جامعة "أوهايو" الأميركية تشير إلى أنّ السبب وراء ذلك لا يعود فقط إلى الفضول، كما كان يُعتقد سابقاً، بل إنّ ضعف تطوّر الذاكرة العاملة يفسّر صعوبة التركيز، وأنه حتى البالغون يمكن أن يتصرّفوا بالنمط نفسه عند إرهاق ذاكرتهم.

يقول الباحثون إنّ ذاكرة الأطفال لم تنضج بعد بما يكفي لمساعدتهم على التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة. ولتحقيق فهم أفضل، أجرى علماء من الجامعة تجربة  شملت البالغين، حيث كُلّفوا بمهام معقّدة تُرهق ذاكرتهم العاملة. ووجدوا أنّ البالغين، عند إجهاد ذاكرتهم، بدأوا يتصرّفون بطريقة تشبه سلوك الأطفال، وواجهوا صعوبة في الحفاظ على انتباههم.

وقال فلاديمير سلوتسكي، أستاذ علم النفس والباحث المشارك في الدراسة: "لقد جعلنا من الصعب على البالغين التركيز من خلال ملء ذاكرتهم بأشياء لا علاقة لها بالمهمة التي يحاولون إنجازها. وعندما فعلنا ذلك، بدأ البالغون يستكشفون بشكل مفرط ويتشتّت انتباههم، تماماً كما يفعل الأطفال".

تشتّت الانتباه بين الأطفال والبالغين

أظهرت الدراسة أنّ تشتّت انتباه الأطفال لا يعود فقط إلى الفضول، بل إلى ضعف تطوّر ذاكرتهم العاملة. وعندما أُرهق البالغون بمهام تُضعف ذاكرتهم، تصرّفوا مثل الأطفال تماماً وفقدوا قدرتهم على التركيز.

في إحدى التجارب، استخدم الباحثون لعبة حاسوبية تهدف إلى جمع الحلوى، ولاحظوا أنّ البالغين الذين كانت ذاكرتهم مثقلة بالمعلومات استمروا في تغيير اختياراتهم، رغم معرفتهم بالخيار الأفضل. هذا السلوك يشير إلى أنّ الانشغال الذهني يُنتج نمط تشتت الانتباه نفسه الذي يظهر لدى الأطفال، وفقاً لما نشره موقع US News.

ووفقاً للباحثة تشيان تشيان وان، فإنّ الانتباه قد يتشتّت لدى البالغين، حتى عند أداء  مهام دقيقة، تماماً كما يحدث عند الأطفال. وأجرت وان هذه الدراسة أثناء دراستها درجة الدكتوراه في جامعة ولاية أوهايو، وهي الآن باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا-ديفيس.

وذكرت الدراسة التي نُشرت في Drugs.com النتائج نفسها، مؤكّدة أنّ تشتّت الانتباه ليس مقتصراً على الأطفال فحسب بل لدى البالغين أيضاً.

كما تشير النتائج إلى أنّ ما يبدو وكأنه تشتّت في انتباه الأطفال قد يكون في الواقع نتيجة لدماغهم الذي لا يزال في طور النمو، وهذا قد يساعدهم على التعلّم بطريقة أكثر مرونة من البالغين.

وفي هذا الإطار قالت وان: "قد تساعد هذه النتائج في تطوير  أساليب تعليم  تراعي الطريقة الطبيعية التي يتعلّم بها الأطفال الصغار، بدلاً من أن تعمل ضدها".

اقرأ أيضاً: ارتفاع مشاكل ضعف الذاكرة لدى الشباب.. ما السبب؟

اخترنا لك