"مجاعة في السودان".. ومئات آلاف السكان في الفاشر يهددهم الموت

رئيس منظّمة الصحة العالمية يدقّ ناقوس الخطر بشأن المجاعة في السودان، ويصف الوضع بأنه "مقلق للغاية". والأمم المتحدة تدعو إلى الامتناع عن استهداف مدينة الفاشر المحاصرة من قوات "الدعم السريع".

0:00
  • النزوح الجماعي في السودان هو الأكبر في العالم وكذلك المجاعة
    النزوح الجماعي في السودان هو الأكبر في العالم وكذلك المجاعة

قال رئيس منظّمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في حديث لـ"بي بي سي" إنّ "المجاعة في السودان، الذي مزّقته الحرب منتشرة في كلّ مكان تقريباً".

وأضاف  أنّ "الوضع في السودان مقلق للغاية"، مشيراً إلى أنّ "النزوح الجماعي هو الأكبر في العالم، وكذلك المجاعة".

وتابع أنّ "هناك 12 مليون شخص نزحوا بالفعل"، وأنّ "اهتمام المجتمع الدولي في السودان منخفض للغاية". 

وأردف: "هناك العديد من الأطفال عبارة عن جلد وعظام من فرط النحافة"،  لافتاً إلى أنّ "ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى الدعم".

وأكّد غيبريسوس أنّ "السودان لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقّه"، وهذا هو الحال بالنسبة للصراعات الأخرى التي شهدتها أفريقيا مؤخّراً، وقال: "أعتقد أنّ العنصرية هي العامل الحاسم هنا، هذا ما أشعر به الآن، نحن نرى هذا النمط".

وحثّ وسائل الإعلام الرئيسية على "إيلاء المزيد من الاهتمام للسودان"، واصفاً الوضع هناك بأنه "مأساة".

وفي آب/أغسطس الماضي، أعلنت لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة أنّ النازحين يعانون من المجاعة في مخيم "زمزم" الذي يؤوي نحو 500 ألف شخص بالقرب من مدينة الفاشر جنوب غرب السودان، والمحاصرة من قبل قوات "الدعم السريع"  في دارفور، وهي إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الصراع.

  • ّأجبر القتال في مدينة الفاشر السودانية ومحيطها العديد من الأسر على الفرار بحثاً عن الأمان
    ّأجبر القتال في مدينة الفاشر السودانية ومحيطها العديد من الأسر على الفرار بحثاً عن الأمان

وفي السياق، حذّر مسؤولون كبار في  الأمم المتحدة من أنّ أرواح مئات آلاف الأشخاص في مدينة الفاشر غربي السودان مهدّدة من جرّاء القتال الدائر فيها والمحاصرة من جانب قوات "الدعم السريع"، معربين عن قلقهم من "تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور".

وقالت الدولي مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن، أمس الأربعاء، إنّ "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".

وأضافت أنّ "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرّض للخطر هذه الفئات الهشّة أصلاً، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيّمات ضخمة قرب الفاشر".

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنّه "في الفاشر تمّ استهداف بنى تحتية مدنيّة، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين"، مضيفةً أنّ "مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديداً وشيكاً، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها".

كما أشارت إلى أنّ المعارك الدائرة حصدت عدداً كبيراً من النساء والأطفال.

وكانت هيئة تدعمها الأمم المتحدة أصدرت مطلع شهر آب/أغسطس الماضي، تقريراً يفيد بأنّ "مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة، وعاصمة ولاية شمال دارفور، يشهد مجاعة"، والذي تحاصره قوات "الدعم السريع".

وأشارت الهيئة أيضاً إلى أنّ "العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية" بسبب الحصار المضروب على المخيم وعلى مدينة الفاشر من "الدعم السريع".

وتجدّدت المعارك العنيفة في الفاشر، السبت الماضي، حيث تشنّ قوات "الدعم السريع" هجوماً للسيطرة على المدينة.

والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات "الدعم السريع" رغم أنها تحاصرها منذ أيار/مايو الماضي. 

ويشهد السودان، منذ نيسان/أبريل 2023 حرباً مستعرة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف وشرّدت الملايين، مما تسبّب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": المجاعة تهدد السودان

منتصف نيسان/أبريل تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.