هل النساء بحاجة إلى النوم أكثر من الرجال؟.. دراسة تحسم الجدل!
خبراء صحيون يتناولون في دراسة حديثة مسألة النوم من الناحية البيولوجية بين المرأة والرجل والتي تبدو أكثر تعقيداً مما تبدو عليه، هل النساء بحاجة للنوم أكثر من الرجال؟ الخبراء يقيسون النوم بطريقتين دقيقتين.. ما هما وما النتيجة؟
-
خبراء: بلغ الفارق في النوم نحو 23 إلى 29 دقيقة بين الرجال والنساء في عمر الأربعينيات
تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"إنستغرام" ادعاءات تفيد بأنّ النساء يحتجن إلى ساعة أو ساعتين إضافيتين من النوم مقارنةً بالرجال.
فيما أنّ الخبراء الصحيون يشيرون في دراسة حديثة إلى أنّ الحقيقة أنّ مسألة النوم بين الجنسين أكثر تعقيداً مما تبدو عليه هذه المسألة، فهي نتاج تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. كما أنّ طريقة قياس النوم تلعب دوراً أساسياً في فهم هذه الفروقات، وفق ما ذكره موقع "Sience Alert" العلمي.
وتعتمد الأبحاث عادةً على طريقتين رئيسيتين: الأولى هي الاستبيانات الذاتية، حيث يقدّر الأشخاص عدد ساعات نومهم، لكن هذه الطريقة غير دقيقة لأنّ الناس عموماً لا يحسبون نومهم بدقة.
أما الطريقة الثانية فهي أكثر موضوعية، وتعتمد على أجهزة تتبع النوم أو فحوصات تخطيط النوم في المختبرات، والتي تقيس موجات الدماغ والتنفس وحركات الجسم خلال النوم.
النساء تنمن نحو 20 دقيقة أكثر من الرجل
وعند النظر إلى البيانات العلمية الدقيقة والموضوعية، يتبيّن أنّ النساء ينمن في المتوسط نحو 20 دقيقة أكثر من الرجال.
فقد أظهرت دراسة عالمية شملت نحو 70 ألف شخص يستخدمون أجهزة تتبع النوم، وجود فرق بسيط لكن ثابت بين الجنسين عبر مختلف الفئات العمرية.
على سبيل المثال، بلغ الفارق نحو 23 إلى 29 دقيقة بين الرجال والنساء في عمر الأربعينيات.
كما كشفت دراسة أخرى عبر استخدام تخطيط النوم، أنّ النساء يقضين وقتاً أطول في مرحلة النوم العميق مقارنةً بالرجال، مع تراجع جودة النوم لدى الرجال فقط مع التقدم في العمر.
لكن هذه النتائج لا تعني أنّ كل إمرأة بحاجة إلى 20 دقيقة إضافية من النوم، فاحتياجات النوم تختلف بشكل كبير بين الأفراد تماماً، كما تختلف الأطوال والأوزان. والفكرة هنا تشبه القول إنّ النساء أقصر قامة في المتوسط، لكن هذا لا يعني أنّ كل امرأة أقصر من كل رجل.
I THOUGHT MEN & WOMEN WERE THE SAME???
— Jim Weed (@JimBobW49) July 14, 2025
Why women need more sleep than men!
Ever wonder why women might crave a little extra shut-eye? It’s not laziness—it’s brainpower! According to Dr. Nagamalar Raju, a sleep specialist at Piedmont, women’s brains are wired differently than… pic.twitter.com/WOYCk1MX0P
اقرأ أيضاً: دراسة بريطانية: العمل الليلي يشكل خطراً على صحة النساء
اللافت في الأمر أنّ النساء رغم نومهن لفترة أطول وعمق أكثر، يعانين من مشاكل في جودة النوم أكثر من الرجال، حيث تزيد احتمالية تشخيصهن بالأرق بنسبة 40%. وهذا التناقض بين نتائج المختبر والتجربة الواقعية يطرح تساؤلات مهمة. ففي المختبر، تستبعد عادة عوامل مثل الضغوط النفسية والمسؤوليات اليومية والهرمونات، وهي عوامل تؤثر بشكل كبير على نوم النساء في الحياة الحقيقية.
وتظهر الفروقات البيولوجية بوضوح خلال مراحل الحياة المختلفة. فمع البلوغ، تبدأ مشاكل النوم بالظهور بشكل مختلف بين الجنسين، ثم تتفاقم أثناء الحمل وبعد الولادة، وفي فترة ما قبل انقطاع الطمث.
العوامل البيولوجية
وتلعب الهرمونات الأنثوية وخصوصاً الإستروجين والبروجسترون، دوراً رئيسياً في هذه الاختلافات. فالكثير من النساء يعانين من نوم متقطع قبل الدورة الشهرية بسبب انخفاض هذه الهرمونات، كما أنّ انخفاض الإستروجين خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث يرتبط باستيقاظ متكرر ليلاً.
كما أنه لا يمكن إغفال دور الحالات الصحية الشائعة لدى النساء مثل، اضطرابات الغدة الدرقية ونقص الحديد، والتي تؤثر سلباً على جودة النوم.
أما نفسياً، فالنساء أكثر عرضةً للاكتئاب والقلق، وهما من الأسباب الشائعة للأرق. كما أنّ كثرة التفكير والاجترار (لاهتمام المركّز على أعراض ضائقة واحدة، وعلى أسبابها ونتائجها الممكنة، دون التركيز على حلولها) - هي سمات أكثر انتشاراً بين النساء - وتؤثر سلباً على القدرة على النوم.
كذلك، على الصعيد الاجتماعي، تتحمل النساء عبئاً أكبر في الرعاية والأعمال المنزلية غير المدفوعة، ما يقلل من فرصهن للراحة خلال النهار. وهذا الواقع يجعل النوم الليلي هو الفرصة الوحيدة للعديد من النساء لاستعادة طاقتهن، ما يزيد الضغط على هذه العملية الحيوية.
Several studies indicate that women need more sleep than men due to their brains' higher level of activity and complexity.🧵⬇️ pic.twitter.com/nolYZPPkgD
— ʀᴇᴍᴇᴅʏ ʜᴜʙ (@remedyhub_) July 8, 2025
أما في الممارسة السريرية، وجدت الدراسة أنّ شكوى النساء من التعب لا تعود دائماً لنقص النوم بالمعنى الكمي، بل قد تكون نتيجة تراكم الضغوط اليومية، أو مشاكل صحية خفية مثل فقر الدم، أو حتى توقعات المجتمع المرتفعة من المرأة التي تحاول أن تكون الأم المثالية والزوجة المخلصة، والموظفة الناجحة في نفس الوقت.
وبينما تشير الأدلّة إلى أنّ النساء يحتجن فعلياً إلى قسط أكثر قليلاً من النوم مقارنةً بالرجال، فإنّ الأهم، وفق الدراسة، هو إدراك أنّ جودة النوم لا تقل أهمية عن مدته. كما أنّ توفير الدعم الاجتماعي والرعاية الصحية النفسية والجسدية للنساء، وإعادة توزيع الأعباء المنزلية بشكل عادل، قد تكون عوامل أساسية لتحسين نومهن وصحتهن العامة. فالنوم الجيد ليس رفاهية، بل هو حاجة أساسية للجميع، رجالاً ونساءً، لكن الطريق إليه قد يكون أكثر تعقيداً بالنسبة للنساء في مجتمعاتنا الحالية.
No, you're not overreacting. You're just under-slept. 😴✨
— Gunjan Taneja (@gunjanshouts) July 4, 2025
Studies show women need more sleep than men, not because we’re lazy, but because we’re wired differently.
More brain activity.
More emotional processing.
More hormonal fluctuations.
It’s not “just sleep.” It’s mental,… pic.twitter.com/firfltWOZP