ما قصة دخان الفاتيكان الأبيض.. وما علاقة سيارة البابا بغزة؟

سحابة دخان بيضاء اخطرت 8 مليارات بشري أمس الخميس بانتخاب قداسة "بابا الفاتيكان" الجديد، فماذا نعرف عن انبعاث هذا الدخان؟ في وقتٍ تتحدث فيه الأنباء عن تجهيز سيارة البابا الراحل لتمسي عيادة صحية متنقلة لأطفال قطاع غزة.

  • ماذا نعرف عن دخان الفاتيكان الأبيض.. و الـ Pope Car ?
    ماذا نعرف عن دخان الفاتيكان الأبيض.. و الـ Pope Car؟ (غرافيك: محمد دياب)

نسمع بالدخان الأبيض الذي يتصاعد من مدخنة ليُعلن انتخاب "بابا الفاتيكان"، ولكن هل نعلّم ما الفرق بين الدخان الأبيض والأسود؟ وما هي العلامات و"الطقوس" المرافقة لهذا الحدث  العالمي الجلل؟

عند انتخاب بابا جديد، وهذا ما حصل أمس الخميس مع انتخاب روبرت فرانسيس بريفوست من الولايات المتحدة بعد وفاة البابا فرنسيس الأول، تبرز علامتان تُشيران إلى تلك اللحظة التاريخية: الدخان الأبيض ("فوماتا بيانكا" بالإيطالية وتعني white smoke المتصاعد من مدخنة كنيسة سيستان.

وأيضاً، هناك صيغة "هابيموس بابام" ومعناها " We Have a Pope " التي ينطق بها رئيس الشمامسة الكاردينال من شرفة كاتدرائية القديس بطرس المطلة على الساحة التي تحمل الاسم نفسه.

مكوّن الدخان الأبيض

تاريخ الدخان الأبيض، الذي يُشير إلى انتخاب الكرادلة خليفةً جديداًَ للقديس بطرس، تاريخٌ عريق. ففي عام 1274، خلال مجمع ليون الثاني، حدد البابا غريغوري العاشر، في وثيقة بعنوان "أوبي بيريكولوم"، إجراءات عقد المجمّع المغلق.

هناك، حدّد أن الانتخابات ستُجرى بمعزل عن العالم الخارجي وفي سرية تامة. لهذا السبب، ولتجنّب أي تواصل مع الخارج، اعتُمدت إشارة الدخان في نهاية المطاف كجزء من الطقوس.

  • الدخان الأبيض ينبعث معلناً انتخاب البابا الجديد
    الدخان الأبيض ينبعث معلناً انتخاب البابا الجديد

يعود تقليد حرق بطاقات الاقتراع إلى عام 1417على الأقل، وربما قبل ذلك، وفقًا للمؤرخ فريدريك ج. بومغارتنر.

إلا أن إضافة السلك الأبيض للإعلان عن انتخاب بابا جديد أحدث عهداً يُرجع "بومغارتنر" ذلك إلى عام 1914، مع انتخاب البابا بنديكتوس الخامس عشر.

إذا كان الدخان المتصاعد من مدخنة كنيسة "سيستين" أسود اللون، فهذا يعني أن أيًا من المرشحين المقترحين لم يحصل على ثلثي الأصوات اللازمة للانتخاب. أما إذا كان الدخان أبيض اللون، فإن الكنيسة لديها راعٍ عالمي جديد.

قش مبلل وجاف؟

في العصور القديمة، كانت طريقة إضفاء هذه الألوان على الدخان هي حرق بطاقات الاقتراع المستخدمة في التصويت بقطعة من القش المبلل حتى يخرج أسود اللون، أو جافًا حتى يصبح أبيض اللون.

في الوقت الحاضر، وبسبب بعض الحلقات التي تسببت في الارتباك، يتم استخدام مركبات كيميائية خاصة وإجراء يتضمن أنبوبين مختلفين، واحد لكل لون من الدخان.

بالإضافة إلى ذلك، يتم قرع الجرس، وهو جزء من الطقوس التي تم تقديمها عندما تم انتخاب البابا بنديكتوس السادس عشر، ما يؤكد أن الدخان أبيض وتم انتخاب بابا جديد. 

"هابيموس بابام" 

الإعلان عن انتخاب البابا الجديد تمت صياغته باللغة اللاتينية، وعلى الرغم من أن الكلمات الأكثر شهرة هي "habemus papam"، ومعناها بالانجليزية " We Have a Pope " إلا أن التعبير رسمياً أطول قليلاً: 

بترجمة الصيغة الكاملة وفق وكالة "الفاتيكان الرسمية، تُقرأ: "أُعلن لكم فرحاً عظيماً: لدينا بابا! صاحب الجلالة والجلال، دون [الاسم المُعطى]، كاردينال الكنيسة الرومانية المقدسة [اللقب]، الذي فرض على نفسه اسم [الاسم البابوي]".

سيارة"البابا" فرنسيس إلى غزة

من جهة أخرى، لفت خبر العمل على تحويل إحدى سيارات البابا فرنسيس البابوية إلى عيادة صحية متنقلة للأطفال في قطاع غزة، تلبية لواحدة من وصايا البابا الأخيرة، حسبما أورد موقع (أخبار الفاتيكان).

  • البابا الراحل فرنسيس يعتلي سيارته خلال زيارته إلى بيت لحم
    البابا الراحل فرنسيس يعتلي سيارته خلال زيارته إلى بيت لحم

 وكان البابا فرنسيس استخدم هذه السيارة خلال زيارته إلى الأراضي الفلسطينية عام 2014، ويجري العمل الآن على تجهزيها بمعدات تشخيص وإسعاف لمساعدة المرضى الصغار في القطاع الفلسطيني، حيث تسبب العدوان الإسرائيلي في تدهور الخدمات الصحية.

وأعلنت مؤسسة "كاريتاس" الخيرية التابعة للفاتيكان، أنه سيتم تحويل سيارة "باباموبيل" التي استخدمها البابا الراحل فرنسيس في تنقلاته، إلى مستوصف للأطفال في غزة.

وأوضحت "كاريتاس" أن "الأعمال جارية" لتحويل السيّارة الصغيرة البيضاء اللون، استجابة لرغبة عبّر عنها الحبر الأعظم الراحل خلال حياته.

السيارة استخدمت لدى زيارة البابا إلى بيت لحم

وإذ أشارت إلى أن "الهدف هو تقديم الرعاية الطبية مباشرة لأولئك المحرومين من الخدمات الأساسية وحماية حقوقهم وكرامتهم»، لفتت "كاريتاس" إلى أن هناك "تقريباً مليون طفل نازح، بينما الأزمة الإنسانية في غزة تتفاقم بشكل متزايد".

وعن موعد انطلاق مهمة السيارة، أعلنت "كاريتاس" أنه "عندما يُعاد فتح الممر الإنساني مع غزة"، ستكون السيارة التي وُضعت في تصرّف فرع "كاريتاس" في القدس "مستعدة لتقديم الرعاية الأساسية للأطفال"، على أن تجه~ز بمحاقن وأكسجين ولقاحات مخزنة في ثلاجة صغيرة وستتم إدارتها بواسطة فريق من الأطباء.

وكشف الأمين العام لـ "كاريتاس" في السويد بيتر برونه لوكالة "فرانس برس" أن "المبادرة تعود إلى الكاردينال (السويدي أندرس) أربوريليوس الذي كان يعتقد أن السيارة يجب أن تخدم غاية ما"، مضيفاً: "لقد تحدث بالأمر مع البابا الذي وافق" على الفكرة.

وكانت السيارة، وهي من ماركة "ميتسوبيشي"، استُخدمت في رحلة البابا إلى بيت لحم في العام 2014.

وعشية وفاته، وفي رسالة بمناسبة عيد الفصح تلاها أحد معاونيه من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في روما، ندد البابا بـ "الوضع الإنساني المأسوي والمخزي" في غزة، داعياً لوقف إطلاق النار فيها.

السيارة التي تحوّلت إلى رمز للزيارة البابوية إلى الأراضي المقدسة سيتم تعديلها وتجهيزها بمعدات طبية متكاملة لتقديم الرعاية للحالات الطارئة والخفيفة.

اقرأ أيضاً: السفير البابويّ في لبنان للميادين نت: عقيدة المسيحيين ولدت في هذه المنطقة

وستحصّن السيارة جزئياً بطبقة واقية من البلاستيك لحمايتها من الشظايا، وذلك في ظل المخاطر الأمنية التي تهدد القطاع المحاصر، وسيتم تعديلها بعناية لتلبي احتياجات أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها.

 

 

 

 

اخترنا لك