عزف الموسيقى يقي من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟

دراسة حديثة تكشف أنّ عزف الموسيقى يمكن أن يساعد في حماية قدرات ذهنية معينة في المراحل المتقدمة بالعمر ويقي من الشيخوخة.. كيف؟

0:00
  • عزف الموسيقى يقي من الشيخوخة المعرفية.. كيف؟
    الموارد المعرفية الإضافية يمكن خلقها بممارسة أنشطة ذهنية لسنوات طويلة ومنها عزف الموسيقى

مع التقدم في العمر، غالباً ما يحدث انخفاض تدريجي في القدرات الحسية والمعرفية المرتبطة بإدراك المعلومات ومعالجتها. يحاول الجهاز العصبي لدى كبار السن تعويض ما يحدث له من تراجع في صحة الدماغ من خلال تجنيد "موارد معرفية إضافية" يمكن أن تساعد على أداء المهام الذهنية بشكل أكثر فعالية.

يعتقد باحثون أنّ الموارد المعرفية الإضافية يمكن خلقها بممارسة أنشطة ذهنية لسنوات طويلة، كتعلّم العزف على آلة موسيقية. ويمكن لتلك الأصول المعرفية، والتي تتطور مع مرور الوقت، أن تُؤخر أو تُخفف من آثار الشيخوخة على الدماغ، وتحسين الأداء الذهني مع التقدم في العمر، وفقاً لدراسة نشرت في موقع "ساي تيك ديلي" Scitechdaily العلمي. 

موسيقيون كبار في السن بقدرات ذهنية مشابهة للشباب

وعبر استخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، قاس باحثون في "أكاديمية بايكريست للأبحاث" في كندا والأكاديمية الصينية للعلوم الاستجابات العصبية لدى مجموعة من المشاركين. وتمّ تقسيمهم كالأتي: 25 مسناً يلعبون الموسيقى، و25 مسناً لا يلعبون الموسيقى، و24 شاباً لا يلعبون الموسيقى أيضاً.

وأجرى فريق البحث تجربة حيث طلبوا من المشاركين في الدراسة التعرّف على مقاطع لفظية محجوبة بأصوات الضوضاء. وسجل الباحثون الاستجابات العصبية، وقدرة الدماغ على معالجة الكلام.

وكشفت نتائج الدراسة، المنشورة في مجلة PLOS Biology المتخصصة في علم الأحياء، عن تراجع ذهني أقل حدة  بفعل التقدم في العمر لدى الموسيقيين الأكبر سناً مقارنةً بغير الموسيقيين. وأظهر الموسيقيون الأكبر سناً نمط اتصال عصبي يُشبه ما يحدث لدى الشباب، والذي ينتج عنه القدرة على إدراك وفهم الكلام في الضوضاء.

وفي هذا الإطار، قال يي دو، الباحث بالأكاديمية الصينية للعلوم والمشارك في الدراسة: "مثلما الآلة الموسيقية المضبوطة جيداً لا تحتاج إلى عزفها بصوت أعلى لتُسمع، فإنّ أدمغة الموسيقيين الأكبر سناً تبقى مضبوطة بدقة بفضل سنوات من التدريب".

وأضاف: "تُظهر دراستنا أنّ هذه التجربة الموسيقية تبني احتياطياً معرفياً، مما يساعد أدمغتهم على تجنّب الإجهاد المفرط المرتبط بالعمر عند محاولة فهم الكلام في الأماكن الصاخبة".

ويرى الباحثون في الدراسة أنه ينبغي للدراسات المستقبلية اختبار فرضية الاحتياطي المعرفي/ الموارد المعرفية الإضافية بشكل أوسع، عبر استخدام أنشطة ذهنية ومهام معرفية أخرى، كتعلّم اللغات أو استكمال الدراسة الجامعية والأكاديمية أو غيرها.

كما يؤكّد الباحثون على أنه لا يزال الوقت مناسباً لممارسة هواية مجزية معرفياً، كتعلّم العزف على آلة موسيقية، والالتزام بها.

اقرأ أيضاً: دراسة: رعاية الأحفاد تقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن

اخترنا لك