دراسة جديدة: "الهيماتيت" هو المسؤول عن لون المريخ

هناك أكثر من طريقة لتأكّل الصخور، وكلّ طريقة تحكي قصة مختلفة عن تاريخ المياه والمعادن على سطح المريخ، وهذا دفع العلماء إلى استنتاج أنّ المعدن المسؤول عن لون الكوكب، يجب أن يكون الهيماتيت، والذي يتكوّن في ظل ظروف جافة ويمكن أن يكون لونه أحمر.

0:00
  • دراسة جديدة: سبب غير متوقع للون الأحمر على كوكب المريخ
     عالم جيولوجي: نحاول إنشاء نسخة طبق الأصل من غبار المريخ

يتميّز كوكب المريخ بلونه الأحمر المميّز حتى سمّي بـ"الكوكب الأحمر"، الأمر الذي يعطيه الخصوصية التي تميّزه عن جميع الكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية.

وتوصّلت دراسة جديدة، إلى أننا ربما أسأنا فهم الآلية التي تمّ بها اكتساب الكوكب للون الأحمر، حيث أظهرت أبحاث جديدة، أنّ أكسدة الحديد في صخور المريخ، كانت نتيجة لوجود الماء، وليس الأكسدة الجافة للهيماتيت، كما كان يُعتقد سابقاً.

وأوضح عالم جيولوجيا الكواكب أدوماس فالنتيناس، من جامعة براون في الولايات المتحدة: "كنا نحاول إنشاء نسخة طبق الأصل من غبار المريخ في المختبر باستخدام أنواع مختلفة من أكسيد الحديد، لقد وجدنا أنّ الفيريهيدريت المخلوط بالبازلت، وهو صخر بركاني، يناسب بشكل أفضل المعادن التي رصدتها المركبات الفضائية على المريخ".

 الكوكب مغطى بغبار أحمر شديد الوضوح


 من المعروف أنّ المريخ، على الرغم من ثرائه بالحديد، أحمر اللون بسبب عمليات الصدأ التي حدثت منذ فترة طويلة، على مرّ العصور، تحلّلت الصخور المحتوية على الحديد، فغطت الكوكب بغبار أحمر شديد الوضوح حتى أنّ المريخ يكتسب لوناً أحمر في سماء الليل حتى بالعين المجرّدة.

 ولكن هناك أكثر من طريقة لتأكّل الصخور، وكلّ طريقة تحكي قصة مختلفة عن تاريخ المياه والمعادن على سطح المريخ.

 ولا شكّ الآن أنه ذات يوم، كان الماء السائل يتناثر على سطح الكوكب الأحمر، وتشير مجموعة من الأدلة التي جمعتها المركبات الجوّالة بشكل ساحق، إلى أنّ المريخ كان رطباً في وقت ما، لكن ملاحظات الغبار المريخي التي جمعتها المركبات الفضائية التي تدرس الكوكب لم تظهر أيّ دليل على وجود الماء.

"الهيماتيت" هو المسؤول عن لون المريخ

 وهذا دفع العلماء إلى استنتاج أنّ المعدن المسؤول عن لون المريخ، يجب أن يكون الهيماتيت، والذي يتكوّن في ظلّ ظروف جافة ويمكن أن يكون لونه أحمر.
 
ووفقاً لهذا النموذج، تشكّل الهيماتيت بعد اختفاء الماء من سطح المريخ، ولكنّ فالنتيناس وزملاءه أثبتوا بشكل مقنع أن معدناً آخر، وهو الفيريهيدريت، يشكّل مساراً محتملاً لـ"صدأ" المريخ، وهو معدن أكسيد الحديد الذي يتكوّن بسرعة في وجود الماء البارد، وكان العلماء يعتقدون في السابق أنه قد يؤدّي دوراً في احمرار المريخ، حسبما ذكرته مجلة "ساينس أليرت" العلمية.

ودرس الباحثون بعناية وحلّلوا بيانات المريخ، من مركبات فضائية متعددة تدور حول الكوكب، وقارنوا فرضيّتهم بتركيب نيزك من المريخ، فضلاً عن القياسات التي أجرتها مركبات متعدّدة على المريخ على مرّ السنين.

 وأشارت نتائج هذه التحليلات، إلى أنّ الفيريهيدريت يشكّل تفسيراً معقولاً للحديد المؤكسد على المريخ.
 
بعد ذلك، استخدم العلماء مطحنة قوية، لطحن معادن الحديد المؤكسد المختلفة، إلى حجم حبيبات يعادل حجم حبيبات الغبار على المريخ، وحلّلوا العيّنات الناتجة باستخدام التقنيات نفسها، التي استخدمت لتحليل غبار المريخ.


وتوصّل الباحثون، إلى أنّ أفضل تطابق بين الملاحظات على المريخ، والعيّنات المأخوذة من الأرض لم يكن الهيماتيت، بل الفيريهيدريت، وهذا يشير إلى أنّ المعادن لا بدّ وأن تكون قد تشكّلت بينما كان المريخ لا يزال رطباً، ثم تحلّلت وتناثرت في كلّ مكان، محتفظة ببصماتها المائية.