إعادة افتتاح 4 أسواق في مدينة حلب القديمة

لطالما اشتهرت حلب التي شكّلت العاصمة الاقتصادية لسوريا، بأسواقها التجارية القديمة التي تمتد على طول نحو 100 متر في المدينة القديمة، المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث المهدّد بالخطر.

0:00
  • إعادة افتتاح  4 أسواق في مدينة حلب القديمة
    من احتفال افتتاح الأسواق في حلب

أعادت 4 أسواق في حلب القديمة في شمال سوريا فتح أبوابها بعد إنهاء أعمال ترميمها من أضرار لحقت بها خلال معارك عصفت بالمدينة، منذ   13 عاماً.

وبحضور ممثّل الرئيس بشار الأسد، الأمين العام لرئاسة الجمهورية منصور عزام، ووزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في حكومة تسيير الأعمال، تمّت اليوم إعادة افتتاح 4 أسواق بمدينة حلب القديمة بعد تأهيلها وترميمها من الأضرار التي لحقت بها من جرّاء الإرهاب، كما تمّ إطلاق "منارة حلب" التابعة للأمانة السورية للتنمية رسمياً.

وجال الحضور في الأسواق واطلعوا على أعمال الترميم والتأهيل التي تمّ تنفيذها والتقوا بأصحاب المحال التجارية التي وصل عددها اليوم إلى ما يقارب 159 محلاً وهي 22 في سوق الأحمدية و 30 في سوق السقطية 2 و60 في سوق الحبال و47 محلاً في سوق الحدادين، لتنضمّ هذه الأسواق إلى التي تم افتتاحها سابقاً، وهي أسواق السقطية 1 وخان الحرير وساحة الفستق، في حين يتم حالياً العمل على إعادة ترميم وإحياء أسواق المحمص والزرب والعبي للوصول إلى ترميم الأسواق التراثية جميعاً حيث يصل عددها إلى 37 سوقاً في مدينة حلب القديمة والتي تحتضن ضمن أروقتها ما يقارب 24 حرفة سورية أصيلة.

وتخلّل الحفل عرض أفلام وثائقية عن الدمار والخراب الذي طال المدينة القديمة بحلب والجهود التي بذلتها الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظّمات والمؤسسات الدولية لإعادة الحياة لها إضافة للخدمات التي تقدّمها المنارة اليوم للأهالي.

وانضمّت الأسواق الأربعة التي أعيد ترميمها بشراكة بين مؤسسة مدعومة من السلطات ومنظمات غير حكومية، إلى 3 أسواق أخرى تم افتتاحها سابقاً من إجمالي 37 سوقاً تحيط بقلعة حلب الأثرية.

اقرأ أيضاً: بينها حلب والقدس..اليونسكو: مدن عربية قديمة في خطر

وفي سوق السقطية 2، أعاد عمر الرواس (45 عاماً) افتتاح ورشته ذات الجدران المبنية من الحجر والتي ورثها ومهنة رتي السجاد عن والده.

ويقول لـ "فرانس برس" بينما تحيط به سجادات معلقة على الجدران "عندما دخلت الى المحل وبدأت دق المسامير لتعليق السجاد والبسط.. ووضعت الطاولة والإبرة، شعرت وكأنني عدت 35 عاماً الى الوراء، وكأن المكان استعاد روحه".

وبعدما خسر زبائنه ومحله خلال سنوات الحرب، يقول الرواس إن الوضع بدأ يتحسّن تباعاً منذ توقّف المعارك. ويشرح "اليوم، يأتي المغتربون ويفتحون منازلهم، ليجدوا أنّ العثّ قد ضرب سجاداتهم، فيقدمون على إصلاحها، خصوصاً أن بعضها قد يكون ذكرى وبعضها له قيمته".

ولطالما اشتهرت حلب التي شكّلت العاصمة الاقتصادية لسوريا، بأسواقها التجارية القديمة التي تمتد على طول نحو 100 متر في المدينة القديمة، المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث المهدّد بالخطر من جراء الأضرار والدمار والنيران التي لحقت بها.

واحترقت الأسواق في أيلول/سبتمبر 2012، أثناء معارك ضارية شهدتها المدينة. وتقدّر منظمة يونيسكو أن نحو ستين في المئة من المدينة القديمة تضرّر بشدة، بينما تدمّر 30 %ة منها يشكل كامل.

ولا يزال دمار هائل يلفّ المدينة القديمة وأسواقها. وفاقم الزالزال المدمّر الذي ضرب العام الماضي سوريا وتركيا المجاورة الوضع سوءاً في حلب.

وداخل الأسواق، تستمر أعمال الترميم ببطء، بسبب الأزمة الاقتصادية وقانون "قيصر"  والحصار الذي فرضه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على سوريا.

ويقول عبد الله شوا (49 عاماً) الذي يبيع أنواعاً عديدة من الصابون، فخر الصناعة في المدينة، "تركنا المصلحة وتعذّبنا كثيراً خلال أيام الحرب، لكن الحمد لله استعدنا الروح".

اقرأ أيضاً: إلى ماذا يهدف قانون قيصر، وكيف ستواجهه دمشق؟

ويضيف "سنعيد إعمار المدينة بأيدينا.. وستعود أفضل مما كانت".