كيف تتلاعب شركات الأدوية بالنظام وتحافظ على ارتفاع أسعارها؟

إحدى أكثر الطرق شيوعاً للتلاعب بالنظام المتعلّق بسوق الأدوية تسمّى "غابة براءات الاختراع"، حيث يعتقد البعض أن عقاراً واحداً يعني براءة اختراع واحدة، كما تحظى أدوية الأمراض النادرة بمعاملة خاصة كـ "عقد من التفرّد في السوق".

  •  كيف تتلاعب شركات الأدوية بالنظام وتحافظ على ارتفاع أسعارها؟
     سوق الأدوية محكوم بنظامٍ معقّد من القواعد

تقول شركات الأدوية إن حماية السوق والتحايل القانوني يبقيان المنافسين خارج السوق لفترة أطول بكثير مما تسمح به القواعد.

وتورد صحيفة "بوليتيكو" الأميركية  الأساليب التي تلجأ إليها هذه الشركات: 

والجدير ذكره هنا أن الصحيفة الأميركية  تحدّثت على متن تقرير مطوّل في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي عن نقص في الأدوية الشائعة، بما في ذلك المضادات الحيوية ومسكّنات الألم للأطفال، في جميع أنحاء أوروبا.

وأشارت إلى ما يعانيه الأوروبيون، عند تبدّل الطقس، ما يستدعي منهم رحلة طويلة من صيدلية إلى أخرى خلال البحث عن الأدوية الأساسية مثل شراب السعال والمضادات الحيوية. 

وبحسب الصحيفة فإن:

1. سوق الأدوية محكوم بنظامٍ معقّد من القواعد التي تحمي الأدوية الجديدة ذات العلامات التجارية من المنافسين الذين لا يحملون علامة تجارية لفترة محدودة من الوقت، بهدف إبقاء المنافسين الأرخص سعراً في وضع حرج. لكن بعض شركات الأدوية الكبرى تستغلّ بعض التدابير مثل براءات الاختراع والحصرية في السوق وحماية البيانات لإبقاء المنافسين خارج السوق لـ 15 عاماً تقريباً.

2. يعد التحايل على النظام أمراً شائعاً، يمكن أن يضيف مليارات اليورو إلى الميزانيات العمومية لشركات الأدوية، ويكلّف دول الاتحاد الأوروبي بشكل كبير من المدخرات الضائعة.

إقرأ أيضاً: أوروبا تعاني من نقص حاد في الأدوية.. فما السبب؟

3. إحدى أكثر الطرق شيوعاً للتلاعب بالنظام المتعلّق بسوق الأدوية تسمى "غابة براءات الاختراع"، حيث يعتقد البعض أن عقاراً واحداً يعني براءة اختراع واحدة. وبينما تغطي براءة الاختراع الرئيسية لأي دواء تركيبته الكيميائية، هناك مجموعة كاملة من الإضافات المحتملة التي يمكن للشركات استغلالها لتأخير الأدوية المقلّدة، تشمل عمليات التصنيع وطرق التسليم.

4. تحظى أدوية الأمراض النادرة بمعاملة خاصة: عقد من التفرّد في السوق. هذا يعني أنه إذا سمحت وكالة الأدوية الأوروبية بدواء جديد لا توجد له علاجات فعّالة - أو أنها تضيف فائدة كبيرة إلى العلاجات الحالية - يجب أن تنتظر الأدوية المقلّدة 10 سنوات من أجل دخول السوق. وبالرغم من أن هذه الخطوة -تسمّى تقطيع السلامي- قد تثير الدهشة فمن المحتمل أن تكون مشكلة أكبر في المستقبل.

إقرأ أيضاً: نقص الأدوية في الولايات المتحدة يزداد بنسبة 30% في العام 2022

5. تمّ تصميم ما يسمى بـ "إعفاء بولار" لوضع حد لصلاحيات براءات الاختراع، حيث يسمح لشركات الأدوية التي لا تحمل علامة تجارية بالبدء في إعداد الأدوية المقلّدة قبل انتهاء صلاحية براءات الاختراع على المنتجات الأصلية، حتى تكون جاهزة لدخول السوق بمجرد انتهاء الوقت.

  •  كيف تتلاعب شركات الأدوية بالنظام؟
    كيف تتلاعب شركات الأدوية بالنظام؟

6. لكن دول الاتحاد الأوروبي لديها تفسيرات مختلفة لمدى تطبيق الإعفاء. في بعض الحالات، يمكن لشركات الأدوية الأصلية أن تفاوض السلطات الصحية حول أسعار البدائل الأرخص حتى قبل إطلاقها رسمياً. 

7. الترخيص الإجباري -الذي يسمح للحكومات بتجاوز براءات الاختراع والسماح للشركات الأخرى بصنع دواء في حالات الطوارئ- يعتبر تهديداً وجودياً بالنسبة إلى قطاع الصناعة. ففي حين أنه قد يجبر الترخيص شركات الأدوية على مشاركة وصفة الدواء، إلا أنه ليس ملزماً بمشاركة البيانات بشأن التجارب التي تحتاجها شركة منافسة للحصول على الموافقة على نسختها.

8. قد يغيّر التشريع الدوائي في الاتحاد الأوروبي وهذا ما يسمح بتعليق البيانات وحماية السوق في حالات الطوارئ الصحية العامة.